افتتح "The LT Gallery" في بيروت مساء الخميس الفائت، 17 آذار/ مارس الجاري، معرض "LUDIQUE" للفنانة التشكيلية اللبنانية آني كوركدجيان (1973). وهو المعرض الفردي الـ 25 في مسيرتها الفنية الممتدة على أكثر من 20 عامًا.
تعبّر شخصيات لوحات معرض آني كوركدجيان الجديد، في طريقة حضورها وملامحها، عن مشاعر وحالاتٍ نفسية معينة مثل الخوف، والقلق، والضجر
تضيف كوركدجيان في معرضها، الذي يتواصل حتى نهاية آذار/ مارس، فصلًا جديدًا إلى ما يبدو أنه رواية أو متتالية قصصية موضوعها الجسد البشري، الذي تجتهد في تقديمه بأشكالٍ لافتة غير واقعية، وفي أماكن مختلفة لا تتجاوز الغرفة والصالة ومداخل البيوت، ولا يحضر فيها سوى كائنات منعزلة تلفت انتباه المتفرج في شكلها، وفي ما يوحي بأنه طريقتها في تصريف الوقت الفائض.
تهيمن العزلة على أجواء لوحات معرض آني كوركدجيان. لكنها لا تبدو، مع ذلك، موضوعًا رئيسيًا للوحاتها، بل خلفية ونمط حياة لشخصياتها، التي رسمتها بأسلوبٍ موحد يجعل من بعضها شخصية واحدة جرى توزيعها على أماكن مختلفة تتشارك الفراغ والعزلة والضجر، الذي تشير إليه تفاصيلها وسلوك الشخصيات التي تحضر داخلها في التعامل معه، وقضاء وقتها في ظله.
يضم المعرض 30 لوحة بأحجام مختلفة ومساحات متنوعة. وتنقسم هذه اللوحات بين بورتريهات، ومشاهد تحضر فيها شخصيات تعبّر، سواءً في طريقة حضورها وملامحها، أو حتى في ما تبثه نظراتها إلى محيطها، ونحو المتفرج، من انطباعات؛ عن مشاعر وحالاتٍ نفسية معينة، مثل الخوف، والقلق، والضجر. وجميعها يصلح لأن يكون موضوعًا رئيسيًا للمعرض، الذي تقول آني كوركدجيان إنه لا يتناول موضوعًا معينًا.
وتضيف الفنانة اللبنانية في حديثها لـ "ألترا صوت": "اللوحات، في العموم، تركز على إنسان واضح لكنه منعزل. محور اللوحات، غالبًا، إما شخص يحضر داخلها منفردًا، وتربطه علاقة بالأشياء المادية التي تحيط به. أو شخصين يوحي حضورهما داخل اللوحة بوجود علاقةٍ تربطهما ببعضهما بعضًا. والمشترك بين هذه الشخصيات، في الحالتين، هي العزلة التي تعيش في ظلها".
وحول أسباب اهتمامها بالجسد البشري، تقول آني كوركدجيان: "هناك عوامل مختلفة ساهمت مع الوقت في بلورته، مثل مكان الولادة، الماضي، المحيط، نمط الحياة، الدراسة الجامعية، وغيرها من العوامل التي ساهمت في جعل هذا الموضوع أقرب لي من غيره. لذا يمكن القول إن الأمر حصيلة مجموعة من التراكمات، وأنني لست من اخترته، بل هو من اختارني".
تهيمن العزلة على أجواء لوحات معرض كوركدجيان. لكنها لا تبدو، مع ذلك، موضوعًا رئيسيًا للوحاتها، بل خلفية ونمط حياة لشخصياتها
لعل أول ما يلفت انتباه زائر معرض آني كوركدجيان، هو عري معظم شخصيات لوحاتها. نسألها عن معنى هذا العري وأسبابه، فتقول: "العري لغة، تعبيرٌ عن شيءٍ ما. كما أنه يرمز أيضًا إلى الصدق والعزلة. فالإنسان يصبح عاريًا حين يكون صادقًا ومنعزلًا". أما عن أسباب امتلاء أجساد شخصياتها وبدانتها، تقول: "يعود الأمر إلى رغبتي في رسم أشياءٍ غير واقعية، وتقديم الجسد البشري بأشكالٍ جديدة لها خصوصيتها".
وتضيف: "تعبّر أشكال أجساد شخصيات اللوحة عن حالاتٍ نفسية معينة. والتغيير في الشكل غايته التعبير أكثر عن الروح. كما أن الامتلاء يعبّر عن العزلة، وعن عدم القدرة على التحرك. وهذه، جميعها، تشير إلى أن الإنسان الذي يظهر في اللوحة وحيدًا منعزلًا، لديه أيضًا مشاعر وعواطف".
