14-فبراير-2022

لوحة لـ مصطفى فروخ، من المعرض (تويتر)

ألترا صوت – فريق التحرير

يستضيف "متحف نابو" في بلدة الهري الواقعة في قضاء البترون شمال لبنان، حتى 12 حزيران/ يونيو المقبل، معرض "مشهد الفن التشكيلي اللبناني 1920 – 1948"، الذي يضيء على محطات مختلفة تقدّم لمحات مفصلة لأحوال لبنان في النصف الأول من القرن العشرين، وتحديدًا خلال سنوات الاستعمار الفرنسي.

تضيء اللوحات المعروضة على دور الفن التشكيلي في توثيق تحولات المجتمع اللبناني ومراحل تطوره خلال سنوات الاستعمار الفرنسي

يؤرخ المعرض لفترة الاستعمار الفرنسي التي استمرت قرابة 26 سنة، ويسلط الضوء على مختلف جوانبها، السياسية والاجتماعية والثقافية، من خلال عددٍ ضخم من الأعمال الفنية لكبار الفنانين اللبنانيين، إلى جانب بعض الفنانين الأوروبيين الذين أقاموا في لبنان خلال تلك الفترة.

اقرأ/ي أيضًا: "أبعد من المسافة: وصل".. ثلاثة معارض في ثلاث قارات

وبحسب بيان المتحف، تبدأ رحلة المعرض: "مع مرحلة دخول القوات الفرنسية إلى الشرق وإعلان دولة لبنان الكبير (1920). أثناء مرحلة الانتداب بدأت تظهر ملامح الوطنية اللبنانية المتجلية بالأرزة كرمز للبنان، إلى جانب تجليات الهوية المنقسمة بين ماضٍ فينيقي، وتراث عروبي".

يضم المعرض الذي افتُتح السبت، 5 شباط/ فبراير الجاري، مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية لعددٍ من الفنانين اللبنانيين، مثل داود قرم الذي يوصف بأنه أب الفن التشكيلي اللبناني الحديث، وحبيب سرور، وخليل صليبي، وجبران خليل جبران. بالإضافة إلى بعض رموز جيل المدرسة الانطباعية، وهم مصطفى فروخ، وعمر الأنسي، وصليبا الدويهي، وقيصر الجميّل. ناهيك عن فنانين آخرين لبنانين وأجانب، مثل ماري حداد، وفيليب موراني، وريمون دو لانيزيير، وجورج سير، وكادير، وبيار لوكوك دو لا فريمونديير، وغيره. 

تتنوع الأعمال المعروضة بين جداريات، وبورتريهات، ومشاهد طبيعية، ورسومات توثق معالم لبنان، وأخرى تركز على الريف وطبيعة الحياة فيه خلال سنوات الاحتلال، الأمر الذي يجعل منها وثائق بصرية تسلط الضوء على محطات وسياقات سياسية واجتماعية مختلفة في تاريخ لبنان، خلال النصف الأول من القرن العشرين.

وتقدّم هذه الأعمال للزائرين أيضًا، فرصة للتعرف على العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة في المجتمع اللبناني خلال تلك المرحلة، لا سيما في أوساط الطبقة الأرستقراطية التي يظهر رجالها ونساؤها في بورتريهات مختلفة لداود قرم، وحبيب سرور، وقيصر الجميّل، ومصطفى فروخ. كما تقدّم أيضًا فرصة لعقد مقارنة تقريبية بين الريف والمدينة، لا سيما العاصمة بيروت التي تحضر في المعرض من زوايا ووجهات نظر فنية محلية وأجنبية مختلفة.

 

 

يعرض المنظمون كذلك مجموعة من اللوحات لنساء عاريات، رُسمت من قبل فنانين لبنانيين تأثروا بالثقافة الغربية المنفتحة، وعملوا على نقلها إلى المحترف اللبناني. يقول المنظمون في هذا السياق: "نلاحظ مظاهر التغير في المجالس والعادات الاجتماعية والانفتاح على العري في الفن والمعارض عبر مجموعة من اللوحات التي تم اختيارها من أجواء صالون 1938 وصالون 1939، الذين أقامتهما جمعية أصدقاء الفنون في قاعة البرلمان في بيروت، بالإضافة إلى لوحات شاركت في المعرض الدولي في نيويورك سنة 1939".

يؤرخ المعرض لفترة الاستعمار الفرنسي التي استمرت قرابة 26 سنة، ويسلط الضوء على مختلف جوانبها السياسية والاجتماعية والثقافية

يضم المعرض أيضًا جداريتين، تصوّر الأولى أشجار الأرز بوصفها رمزًا وطنيًا لبنانيًا، ويظهر في الثانية هنري غورو، المندوب السامي الفرنسي في سوريا ولبنان، على رأس حملة عسكرية متجهة نحو مدينة دمشق. في المقابل، يتضمن المعرض صورًا لعدة شخصيات وطنية سورية، من بينها يوسف العظمة الذي استشهد في معركة ميسلون، وسلطان باشا الأطرش، وإبراهيم هنانو، وغيره.

اقرأ/ي أيضًا: معرض زياد أبي اللّمع.. ما تقوله الهوامش

تضيء اللوحات المعروضة أيضًا على دور الفن التشكيلي في توثيق تحولات المجتمع اللبناني خلال تلك المرحلة، وترصد في الوقت نفسه تحولات المشهد الفني، ومراحل تطوره خلال الفترة الممتدة بين مطلع عشرينيات القرن الفائت وأواخر أربعينياته.

 

اقرأ/ي أيضًا:

معرض سعيد عفيفي.. الطبيعة حين تصير خرائط

ليس الجسم بل مكامن وجعه.. نظرة إلى أعمال فاطمة مرتضى