27-فبراير-2022

من المعرض (فيسبوك)

ألترا صوت – فريق التحرير

افتتح غاليري "دار الأندى" في جبل اللويبدة بعمّان مساء السبت الماضي، 19 شباط/ فبراير الجاري، معرض "أنا" للفنانة التشكيلية العراقية ناديا فليح، على أن يتواصل حتى 19 آذار/ مارس القادم.

يضم المعرض لوحات بأحجام مختلفة رسمتها فليح باللونين الأسود والرمادي اللذان يعبّران عن رؤيتها لواقع العراق الذي يعيش انفجارات وصراعات وخسارات مستمرة

يُعتبر "أنا" امتدادًا لمعارض فليح السابقة التي قدّمت فيها أعمالًا فنية توزعت بين الكولاج والرسم والغرافيك، وتناولت عبرها مواضيع مختلفة مثل الحواجز الإسمنتية التي انتشرت في بغداد بعد الغزو الأمريكي، وخلال سنوات الاقتتال الطائفي، وهو موضوع تناولته الفنانة العراقية باستخدام مواد مهملة مثل الأسلاك المعدنية، وبقايا الكتل الإسمنتية، والخشب، وغيره.

اقرأ/ي أيضًا: معرض "نثرٌ من الجذور".. تأملات فنية في أحوال الأرض وأزماتها

لا تبتعد أعمال فليح الجديدة عما قدّمته في معارضها السابقة، حيث لا يزال الدمار والحرائق وما تبقى منهما موضوعًا رئيسيًا في أعمالها التي ترصد، بطريقتها، التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية التي مرّ بها العراق منذ تسعينيات القرن الفائت وحتى هذه اللحظة، مما يجعل منها مرآة لآثار حروب العراق وصراعاته الطائفية والسياسية الداخلية خلال العقود الثلاثة الماضية.

يضم المعرض لوحات بأحجام مختلفة ومساحات متنوعة، رسمتها ناديا فليح باللونين الأسود والرمادي اللذين يخدمان فكرتها، ويعبّران عن رؤيتها لواقع العراق الذي يعيش انفجارات وصراعات وخسارات مستمرة، تسببت في تحويل حياة الفرد العراقي إلى سلسلة كوابيس مفتوحة وطقوس عزاء متواصلة.

تعيد التشكيلية العراقية في لوحاتها هذه رسم المأساة العراقية وتقديمها عبر رؤية فنية جديدة تتمحور حول الـ "أنا"، ولا تخرج بحسب الناقد الفني العراقي ماجد السامرائي، من: "حدود الواقع الذي غدا، في عملها هذا، واقعًا مجازيًا، امتزجت فيه بقايا الشكل بألوان بصرية تحولت إلى رؤية فنية مثقلة بتداعيات واقع منهار".

لا يزال الدمار والحرائق وما تبقى منهما موضوعًا رئيسيًا في أعمال فليح التي تبدو مرآة لآثار حروب العراق وصراعاته الطائفية

ويضيف السامرائي حول تجربة ناديا فليح: "الرسالة التي تبعث بها الفنانة لا تقدّم لـ "المرسل إليه" أو المتلقي، أفكارًا في صورة رؤى فحسب، وإنما تقدّمها في عمل فني مميز، إن جاء متمسكًا بـ "الشكل"، فإن الجانب الآخر جاء في صيغة رؤية فنية تستلهم الواقع بما يتعين به وقد طالته الحرائق".

اقرأ/ي أيضًا: معرض عيسى حلّوم.. لوحات مُريحة

ويلفت الناقد العراقي أيضًا إلى أن مواطنته تبدو: "كمن يريد خلق إحساس تحركه الرؤية الفنية، من خلال التأمل في ما حصل على الأرض وفي الأرض من دمار وتدمير كانت لهما مثل هذه النتائج الكارثية التي تمثلها أعمالها. هذا كله يأتي بتقنية عالية تجمع بين الفكرة والرؤية، بين ما حدث ونتائجه".

 

اقرأ/ي أيضًا:

كارلوس موراغو.. في معنى المكان

"غاليري المرخية" في أول معارض موسمه الجديد.. إطلالة على المشهد الفني المغاربي