30-سبتمبر-2019

آل باتشينو في سكارفيس (بريتانيكا)

بعد ظهوره في فيلم المخرج الأمريكي كونتين تارنتينو الأخير حدث ذات مرة في هوليود، يتابع محبيّ الممثل الأمريكي ألفريدو جيمس باتشينو، آل باتشينو "1940" دوره في فيلمه الأخير The Irishman الرجل الإيرلندي الذي طال انتظاره، منذ قرابة عامين بعد أن أعلن مخرجه مارتن سكورسيزي عن بطولة مشتركة تجمع باتشينو وروبريت دي نييرو، هذه الشراكة التي استغرق التخطيط لها قرابة ثلاثة عقود وأثمرت عن الفيلم الذي سوف يعرض على شبكة الأفلام والمسلسلات الأمريكية نتفليكس، وفي دور السينما في العالم قريبًا. يشارك باتشينو للمرة الأولى في فيلمٍ من إخراج سكورسيزي، الأخير اسم مكرّس وواحد من أساطير الإخراج السينمائي، والأول  غني عن التعريف والتقديم.  لكن ما هي أهم الأدوار التي قام بها باتشينو، من أشهر المخرجين الذين تعامل معهم، والأدوار التي عُرف بها وميزت مسيرته؟ 

عرف آل باتشينو نشأة فقيرة ومتمردة ولم يتغير الكثير في توجهاته الفكرية والسياسية طوال مسيرته

بعد بدايته المسرحية، التقى بالمخرج جيري شاتزبرغ في بداية السبعينيات، ونتج عن لقائهما فيلمين، أحدهما هو The Panic in Needle Park ذعر في نيدل بارك، عُرف بالمشاهد الصامتة خلال سيره في المتنزه إلى جانب الممثلة كيتي وين التي شاركته البطولة. التقى بعدها باتشينو بالمخرج فرانسيس فورد كوبولا، وصور معه شخصية مايكل كورليوني في ثلاثية العراب The Godfather ، الدور الخالد الذي لعبه في شبابه، عُرفت هذه الشخصية بدقة حركة الجسد والتجسيد وقدرة الممثل على نقل العالم الداخلي للشخصية عن طريق الوضعيات والحركة والتحكم بالصمت. لعب بعدها باتشينو على شخصية أخرى مختلفة تمامًا في فيلم سيربيكو للمخرج سيدني لوميت صاحب تحف عديدة في تاريخ السينما، ظل دوره في هذا الفيلم علامة على احترافيته وقدرته على تجسيد شخصيات عديدة بملامح ومضمون متناقض.

اقرأ/ي أيضًا: آل باتشينو: يسهُل خداع العين أما التحايل على القلب فهو الأصعب

يعود إلى كوبولا ليصور الجزء الثاني من فيلم العراب، ومن ثم يتابع تعاونه مع المخرج سيدني لوميت في فيلم dog day afternoon ويؤدي شخصية سوني سارق البنك الذي تتحول حكايته إلى حكاية إشكالية على مستوى كبير. لتأتي بعدها أعماله المتتالية في أواخر السبعينيات، دور محامي يجبر على الدفاع عن مذنب في فيلم and justice for all. وشخصية المؤلف المسرحي الذي عليه تحمل أعباء إنتاج مسرحية في برودواي إلى جانب تربية أبناءه في فيلم Author! Author!  ثم يؤدي شخصية طوني مانتانا في مشاركته الأولى مع المخرج يراين دي بالما وعبقري السينما أوليفر ستون، في فيلم Scarface

بعد أن رفضت مسارح برودواي آل باتيشنو في مراهقته، سرعان ما ناشدته العودة إليها شابًا، لكنه كرس نفسه للسينما فقط ومع مخرجين من طراز رفيع ونادر

 في بداية التسعينيات يختم ثلاثية العراب بالمشاركة بالجزء الأخير. ومن ثم يلعب دور رجل أعمى في واحد من أكثر أفلامه شهرة خلال تلك الفترة، فيلم Scent of a Woman للمخرج مارتن بريست وقد أوصله هذا الدور للحصول على جائزة أوسكار على أداءه عام 1991. كذلك تعرف له مشاركته في كتابة الفيلم الوثائقي البحث عن ريتشارد وإخراجه، وفي وقت لاحق شارك في كتابة وإخراج الفيلم الوثائقي أيضًا سالومي وايلد فعندما أراد إخراج الأفلام عاد إلى النص المسرحي ربما اعترافًا بالجذر المسرحي لخبراته وتأثير الدراما المسرحية في مسيرته. 

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Chinese Coffee" بين الكتابة والصداقة

لعب باتشينو العديد من الأدوار في بداية الألفية، وتعامل مع مخرجين متنوعين، من أمثال كريستوفر نولان وستيفن سودربرغ، وصولًا إلى تعاونه مع المخرج ديفيد غولدن غرين في فيلم Manglehorn ومرورًا على تعاونه مع الكاتب المسرحي ديفيد ماميت في فيلم Phil Spector، الذي صور فيه باتشينو شخصية المنتج الموسيقي المضطرب الشهير فيل سبيكتور. وختامًا  فيلمه الأخير مع مارتن سكورسيزي الذي سماه البعض بالحلم السينمائي. 

يمكن القول أن آل باتشينو  أحد أهم مرجعيات الأداء في عالم التمثيل

بقيت إلى اليوم أداءات باتشينو لشخصيات مختلفة ومتناقضة، وقدرته على الابتكار والتجسيد، علامة من علامات الأداء التمثيلي في هوليود والعالم، تلك البراعة التي تزينت خلال سنوات الشباب في ثلاثية العراب، بقيت من أهم  مرجعيات الأداء في عالم التمثيل. 

اقرأ/ي أيضًا: 

7 من أفضل أفلام سرقات البنوك

25 معلومة لا تعرفها عن فيلم "العرّاب"