24-نوفمبر-2023
قطاع غزة والهدنة الإنسانية

تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال سوف يسعى لتوسيع عدوانه على جنوب غزة (Getty)

تشكل بداية سريان الهدنة فرصةً لأهالي قطاع غزة، للتنفس من العدوان الإسرائيلي، الذي لم يتوقف منذ يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بينما تشير التقديرات الإسرائيلية، إلى كونه فرصةً للجيش الإسرائيلي، الذي يسعى للتخطيط لاستمرار العدوان، بعد نهاية الهدنة.

ويظهر الحرص على ذلك في إسرائيل، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، وصولًا إلى التحليلات الصحفية، إذ يتم التأكيد أن الحرب سوف تتواصل بعد نهاية الهدنة، التي تشمل صفقة تبادل أسرى، باعتبار أن توقف حاليًا لن "يكون في صالح إسرائيل"

وتجمع التقديرات على ضرورة استمرار العدوان في غزة، باعتبار أن التوقف في هذه الفترة يعني "الانتصار لحركة حماس".

قال المعلق العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي، إن أيام الهدنة المقبلة في إسرائيل "ستكون مرهقة للأعصاب بطريقة تخدم حماس جيدًا"

عدوان على الجنوب

وقال المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، إن هدف قيادة حماس بغزة، هو "تمديد وقف إطلاق النار على أمل عدم استئناف القتال، وإلحاق أقصى قدر من الإيذاء النفسي بالجمهور الإسرائيلي". مشيرًا إلى أن موقف حكومة الحرب الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية، كان يعارض وقف إطلاق النار وعقد صفقة تبادل، ولم يتغير هذا الموقف، إلّا مع ضغط عائلات الأسرى في غزة.

وأضاف هارئيل: أن "وقف القتال سيمكن الجيش الإسرائيلي من الاستعداد لهجوم جديد في جنوب قطاع غزة". موضحًا: "في هذه اللحظة يبدو أن هناك إجماعًا في القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية على تأييد عملية برية واسعة النطاق هناك. وقد تستغرق هذه العملية أشهرُا وتعاني أيضا من صعوبتين. أولاً، كل القدرات العسكرية لحماس التي لم يتم تعطيلها تتركز في الجنوب. وثانياً، هناك ما يقرب من مليوني مدني محشورين في جنوب القطاع – وتشير التقديرات إلى أن أقل من 80 ألف فلسطيني ما زالوا في الشمال. ويتحدث الجيش الإسرائيلي عن دفعهم إلى مناطق داخل القطاع الجنوبي، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان ذلك ممكنًا".

أمّا السيناريو الآخر المحتمل، فهو بحسب هارئيل يأتي نتيجة إلى "إعراب الولايات المتحدة عن دعمها للرد العسكري الإسرائيلي المبرر وتشير إلى وقف إطلاق النار كإجراء مؤقت، وبعد ذلك سيستأنف الجيش الإسرائيلي عملياته. لكن إدارة بايدن تعترض على طبيعة الهجوم الذي يلوح في الأفق في جنوب قطاع غزة، ولا تزال مندهشة من رفض نتنياهو الحازم مناقشة أي سيناريوهات لليوم التالي. ومن الممكن أن تكون النتيجة مع مرور الوقت مزيدًا من الضغط المركز على إسرائيل للامتناع عن القيام بعملية في الجنوب. ويبدو أن ما يتصوره الأميركيون يختلف جذرياً عما يخطط له الجيش الإسرائيلي. وهم يتوقعون تقليص القوات في شمال القطاع، وإنشاء محيط أمني (منطقة عازلة) سيتم فرضه على طول الحدود، وبعد ذلك غارات مركزة للجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة".

قطاع غزة والهدنة

حماس تبحث عن الهدنة الدائمة

من جانبه، قال المعلق العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي، إن أيام الهدنة المقبلة "ستكون مرهقة للأعصاب بطريقة تخدم حماس جيدًا".

وأكد بن يشاي على فكرة هارئيل السابق، أن وقف إطلاق النار سوف "يسمح للجيش الإسرائيلي بالاستعداد والتخطيط بشكل أفضل لتحركاته في جنوب قطاع غزة"، مضيفًا: يمكن الافتراض أن الهدنة لن تجعل من الصعب بشكل خاص على الجيش الإسرائيلي استئناف القتال، حتى لو تم تمديدها لمدة أربعة أيام لغرض تحرير المزيد من الرهائن".

لكنه، تابع قائلًا: "من المتوقع أن تلعب حماس أوراق الرهائن، لتمديد وقف إطلاق النار، حتى والمضي قدمًا وجعله دائمًا وبالتالي البقاء كحكومة في غزة. وإذا نجحت ستكون النتيجة ضربة قاتلة للردع الإسرائيلي إلى حد التهديد الوجودي".

قال المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، إن هدف قيادة حماس بغزة، هو "تمديد وقف إطلاق النار على أمل عدم استئناف القتال، وإلحاق أقصى قدر من الإيذاء النفسي بالجمهور الإسرائيلي"

ووفق موقع "واللا" الإسرائيلي، الذي نقل عن مسؤول أمني كبير، فإن "الضغوط الدولية تتزايد على إسرائيل لتجنب المرحلة التالية من العدوان على جنوب قطاع غزة". مشيرًا إلى أن الإجماع في المؤسسة الأمنية حاليًا، يدور حول استمرار العدوان البري.

عدوان بلا نجاحات

لم تحقق إسرائيل حتى الآن الكثير من النجاحات الميدانية جدية، باعتبار أن السيطرة على مواقع عدة في شمال قطاع غزة، لا تعني التمكن من فرض تمركز مريح لقوات جيش الاحتلال، فالاشتباكات تدور حتى الآن في شمال قطاع غزة، فيما يفشل الهجوم الإسرائيلي بالسيطرة على مناطق أساسية في الشمال، مثل جباليا، بالإضافة إلى عدم التقدم تجاه حي الشجاعية.

كما لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من الإفراج عن أي أسير إسرائيلي في قطاع غزة -باستثناء حالة واحدة، لم تكن لدى فصائل المقاومة-وقد يواصل الجيش الإسرائيلي، العدوان على غزة، في محاولة لاستعادة هيبته، التي يصرح عنها باستمرار في التحليلات الإسرائيلية، لكنه من المشكوك فيه تحقيق أي إنجازات جدية، في ظل مواصلة استمرار صمود المقاومة.