17-أبريل-2022
من المسرحية

من المسرحية (فيسبوك)

شهد المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي" مساء أمس الأحد، السابع عشر من نيسان/ أبريل الجاري، عرضًا جديدًا لمسرحية "صيف أفريقي"، التي اقتبسها السعيد بولمرقة عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب الجزائري محمد ديب (1920 – 2003).

تتناول مسرحية "صيف إفريقي" مواضيع وقضايا اجتماعية وسياسية ومعيشية ترتبط بالاحتلال الفرنسي للجزائر، وطبيعة حياة الجزائريين ومعاناتهم في ظل الاستعمار

شارك في تقديم العرض الذي أخرجه كريم بودشيش، كل من: محمد دلوم، ونجلاء طارلي، والسعيد بولمرقة، وعتيقة بلازمة، وجمال مزواري، وياسمين عباسي، وهاجر سراوي، وصلاح الدين تركي، وفايزة بيبش، وعادل حملاوي، وعبير بن ناصر، وغيرهم.

وتتناول المسرحية التي عرضت لأول مرة على خشبة "المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني" في مدينة قسنطينة، في التاسع عشر من آذار/ مارس الفائت، عدة مواضيع وقضايا اجتماعية وسياسية ومعيشية مختلفة، ترتبط بالاحتلال الفرنسي للجزائر، وطبيعة حياة الجزائريين وظروف معيشتهم، ومعاناتهم في ظل الاستعمار وممارساته القمعية.

تنقسم قصة العرض الذي يستند إلى رواية "صيف أفريقي" لمحمد ديب، نظريًا، إلى قسمين متداخلين ببعضهما بعضًا. يدور الأول حول "زكية" التي تسعى إلى مواصلة تعليمها الجامعي بعد حصولها على شهادة الثانوية، لكنها تتفاجأ بمعارضة عائلتها، جدتها ووالدتها وخالها تحديدًا، ومن خلفها المجتمع الجزائري المحافظ بعاداته وتقاليده التي تقف على النقيض تمامًا من أحلامها وطموحاتها.

أما القسم الثاني، فيسعى إلى تقديم لمحة مفصلة عن واقع الشعب الجزائري، الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والإنساني، في ظل الاستعمار وعلى وقع الصراع القائم بينه وبين الثوار، الذين تشغل ثورتهم وعملياتهم ضده حيزًا واسعًا من القصة.

تشارك في بطولة هاتين القصتين، شخصيات كثيرة لكل منها حكايتها التي لا يجمعها بحكايات الآخرين، عدا الزمان والمكان، سوى الحزن والكآبة والخوف والحلم بواقع أفضل، لن يتحقق إلا بعد نهاية الاستعمار الذي تحتاج قواته البيوت، وتخربها، وتنهب أثاثها، وتعتقل رجالها الذين تمعن في إذلالاهم وتعذيبهم.

تنهض المسرحية على حكايات متتالية لأشخاص يتشاركون مكانًا وزمانًا واحدًا، ووقعًا بائسًا يدفعهم إلى طرح تساؤلات عميقة محورها الإنسان وشقائه

تمثل شخصيات العمل، زكية وعائلتها المحافظة، ورحمة التي أجبرتها الظروف على ترك قريتها والهجرة إلى المدينة بحثًا عن عمل وحياة أفضل، وشقيقها أحمد الذي التحق بالثوار، وصبري السكّير، وحمزة، ومرحوم، ومختار، ويمنى، وغيرهم؛ مختلف طبقات وشرائح المجتمع الجزائري التي تنعكس طبيعة حياتها، ونمط معيشتها، في يوميات الشخصيات التي تنتمي إليها.

تنهض مسرحية "صيف أفريقي" إذًا على ما تنهض عليه الرواية المقتبسة عنها، أي حكايات متتالية لأشخاص يتشاركون مكانًا وزمانًا واحدًا، وواقعًا بائسًا يدفعهم إلى طرح تساؤلات عميقة محورها الإنسان، وقيمته، وبؤسه، وشقائه، ونضاله ضد الاستعمار والمجتمع معًا في سبيل حريته.