30-مارس-2022
ملصق المسرحية

ملصق المسرحية

تقدّم فرقة "مسرح شغل بيت" عند الساعة التاسعة من مساء اليوم الخميس، الحادي والثلاثين من آذار/ مارس الجاري، عرضًا مسرحيًا جديدًا بعنوان "فولار". وهو من تأليف ديمتري ملكي، وإخراج شادي الهبر، وتمثيل سوسن شوربا، وإنتاج "مسرح شغل بيت" و"November Production".

تروي مسرحية "فولار" قصة امرأة تواجه مجموعة من الأحداث الغريبة والمخيفة التي تجعل من حياتها كفاحًا مستمرًا من أجل البقاء

تدور المسرحية التي يتواصل عرضها حتى الثالث من نيسان/ أبريل القادم على خشبة "مسرح المدينة"، في منطقة الحمراء في بيروت، وسط أجواءٍ اجتماعية تُروى في ظلها قصة بطلتها نورا. وهي امرأة تعيش حياة روتينية تتوزع أيامها بين التسوق، والتواصل مع صديقاتها، إلى جانب انشغالها بمشاكلها العاطفية مع الرجل الذي جمعتها به علاقة حبٍ لا تزال متمسكةً بها رغم انسحابه منها.

لكن هذا النمط من الحياة، برتابته وهدوئه، سيتغير فجأة بسبب مجموعة من الأحداث الغريبة التي تتعرض لها نورا داخل منزلها، حيث تتلقى اتصالاتٍ مجهولة، وتسمع أصوات ضجيجٍ مرعبة على وقع محاولات كائنٍ غريب، ليس بالضرورة أن يكون بشريًا، دخول حياتها التي ستأخذ، نتيجة هذه الأحداث وغيرها، منحىً مختلفًا يجعل منها كفاحًا مستمرًا من أجل البقاء.

YT Banner

دخول هذا الكائن مجهول الهوية إلى حياة نورا، وما يترتب على حضوره من تغيّراتٍ في نمط العيش والعلاقة مع الذات والأخر، هو محور مسرحية "فولار"، بحسب مخرجها شادي الهبر، الذي أشار في حديثه لـ "ألترا صوت" إلى أنهم لم يكشفوا، في "مسرح شغل بيت"، عن هوية هذا الكائن لا في البيان الصحفي، ولا حتى في تصريحاتهم الإعلامية، بهدف إبقاء الأمر سرًا إلى حين عرض المسرحية.

ويقول شادي الهبر إن المسرحية تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية، أساسها الحب والعلاقة مع الذات والآخرين. ويضيف: "تروي المسرحية قصة نورا، وهي شخصية مرحة وأنيقة لديها أحلامها وطموحاتها التي لا يحدها شيء. وفجأة، تتناهى إلى مسامعها أصوات غريبة تدفعها إلى الاتصال بأقرب شخصٍ لها، وهو حبيبها نسيم الذي لم يعد يبادلها الحب. غير أنها لا تزال، رغم ذلك، تحبه وتتواصل معه".

ويشير المخرج اللبناني إلى أن المسرحية تتمحور حول قصتين: "قصة نورا ونسيم وعلاقتهما العاطفية، وقصة نورا مع تلك الأصوات الغريبة والكائن المجهول الذي دخل إلى حياتها. وكلاهما يشكل بالنسبة إلى نورا نوعًا من أنواع التحدي. لكن هل بإمكانها الانتصار عليهما؟ هذا ما سنعرفه في المسرحية".

وحول دلالات عنوان المسرحية "فولار"، يقول ضيفنا: "يرمز الفولار في المسرحية إلى الأنوثة والحميمية. كما يرمز أيضًا إلى ما يرتبط بمفردتي الاختفاء والاختباء. من هنا تحديدًا جاء عنوان المسرحية، ذلك أن بطلتها ستضطر إلى وضع الفولار على رأسها لإخفاء أمرٍ ما طرأ على حياتها وغيّرها".

تتناول مسرحية "فولار" التي يتواصل عرضها حتى الثالث من نيسان/ أبريل، قضايا اجتماعية وإنسانية أساسها الحب والعلاقة مع الذات والآخرين

تمثّل فرقة "مسرح شغل بيت" اليوم، علامة فارقة في المشهد المسرحي اللبناني، سواءً لناحية نشاطها أو نوعية العروض التي تقدّمها رغم الأزمة الاقتصادية والمعيشية، التي يمر بها لبنان منذ نحو ثلاث سنوات. نسأل شادي الهبر عن أهداف "مسرح شغل بيت" وما يدفعهم إلى مواصلة العمل في ظل هذه الظروف، فيقول: "يقدّم "مسرح شغل بيت"، منذ نيسان/ أبريل 2021، مسرحية كل شهر، وهذا سيتسمر حتى شباط/ فبراير 2023. ومصدر نشاطنا هو رغبتنا في مقاومة الأزمة، والتصدي لفكرة أن تمضي حياتنا دون هدف. هذا هو ما نسعى إليه في عائلة وفرقة "مسرح شغل بيت"، التي يتجاوز عدد أفرادها 150 شخصًا مستعدون، كلٌ بطريقته، لدعم المسرح دون مقابل".

ويلفت الهبر في هذا السياق إلى أن المسرح لا يزال مرغوبًا في لبنان، وأن "مسرح شغل بيت" وأفراده الذين يمثلون مختلف أطياف المجتمع اللبناني، مستمرٌ في نشاطه طالما أن الهدف هو المسرح. ويختتم ضيفنا حديثه بقوله إن المسرح: "يجمعنا دائمًا، ونحن في لبنان بحاجة إلى مساحاتٍ تجمعنا. المسرح هو المساحة التي تتيح للبنانيين أن يكونوا مع بعضهم البعض رغم اختلافاتهم".