30-يونيو-2022
لوحة لـ ريتشارد ديبنكورن/ أمريكا

لوحة لـ ريتشارد ديبنكورن/ أمريكا

يا شهرزاد

 

صباح الفل يا شهرزاد

صباح الشمس الطالعة من وردة..

والقمر والغيم والبحر وأمواجه..

هل يسع جزدانكِ بعد؟

وصباح الشوق وحده

لأنه خارج الجزادين والأقفاص وعلب السردين.

لا تتوقّفي عن السرد

خوفًا علينا أن تتوقّف قلوبنا

وهي على قارعة الدهشة.

 

كلما غرقتِ في المحبرة حتى القاع

جذّفي وجذّفي حتى تصلي إلى السطح

تنفّسي شعرًا حلالًا وعاودي القصّ

لتعود إلينا مع كل قصّة حياة جديدة

لم نستعملها ولم نألفها من قبل.

 

الحياة ليست قماشًا لتشترى بالمتر

أو بالذراع من سوق البزّازين

الحياة ليست عملًا منجزًا

هي بنت اللحظة

هي الهيولى أو المادة الأساسية الخام

قبل التصنيع أو الممارسة أو التجريب

 

الحياة نظرية قيد التطبيق

والحبر يا شهرزاد نهر جارٍ

لا يمكن السباحة فيه مرّتين

هكذا أنت حبر متجدّد لأنه لا يتوقّف

ولا تحجزه السدود والعوائق..

مجرى اللانهايات.

 

هل أخّرتكِ؟ هل أوقفتكِ وسط السطر؟

أعلّقتكِ كالدلو في منتصف البئر..

أو في منتصف المعنى؟

أكملي يا شهرزاد.. لا تخافي طلوع الصباح

فليلنا طويل.. طويييييييييل

غير منتهي الصلاحية

حبل من مسد وعُقَد ليس لها نهاية ولا حل.

أكملي يا شهرزاد.

 

صاحب المصير الضائع

 

هل وصلتكِ القصيدة؟

فتّشي بين يديكِ جيدًا.. ألم تجديها؟

هي التي وعدتكِ بها -والوعد قرض مصرفي مستحق-

أتشكّين في ذلك؟

عفوًا.. عفوًا.. أين أصابعي؟

لا شكّ أنّ لصًّا محترفًا أو باحثًا عن الآثار

قد استغل غيابي أو غباوتي

أو أيّ غفلةٍ طارئةٍ مني

وسطا على أصابعي وفر بغنيمته

خارج الحدود والمنطقة المراقبة

 

ها أنا أعلنُ أمام الملأ

أنّني مسروق الأصابع والذاكرة والهويّة

والبصر والبصيرة والوطن ومكان الإقامة

مسروق الأشواق وحتى الهواجس والأفكار المستعملة

المعروضة في السوق السوداء وسوق النخاسة.

من رأى منكم وطنًا ملائم الصفات للنوم والتناسل فليعطني إياه وله الأجر والثواب

أين الأرض التي أمشي عليها؟

أليست هذه من بقايا الحمم والأحقاد والنرجسيات الشخصية والمذهبية ولظى جهنم الموعودة؟!

أين المأوى؟ أهذا الخراب الداخلي والخارجي هو المسكن الوحيد لمن سيرثني من الخلف الصالح إذا سلمت النيّة وصدق الظن؟

وماذا أبقى الطالح للصالح؟

أهذا تشاؤم؟ لا أدري

كل ما أدريه أنّ الضد يظهره الضد

أبعد إقفال كل أبواب النجاة يقال للمحاصرين داخل النار برًّا وبحرًا وجوًّا: اهربوا؟!

لطفًا أيها المارّة

من يجدني ملقىً فوق الرصيف فليتصل بي أنا صاحب المصير الضائع

وليعدني إليّ مشكورًا جزاه الله خيرًا

ووطنًا للصالحين.