14-يناير-2016

Getty

بعد النجاح الذي حققه برنامج ذا فويس بنسخته العربية في المواسم الثلاثة الماضية، أطلقت قناة إم بي سي نسخة رابعة من البرنامج ولكن هذه المرة يجري البحث عن أحلى صوت بين الأطفال من عمر 7 سنوات إلى 15 سنة.

مما لا شك فيه أن من حق الأطفال ممارسة هواياتهم وإبراز مواهبهم عبر البرامج التلفزيونية ووسائل الإعلام، لكن يبقى التساؤل حول الأطفال الذين تخذلهم مقاعد لجنة التحكيم بعدم الالتفاف إليهم مفتوحًا، فقد كان الأمر في الموسمين الماضيين أقرب إلى الواقع إذ يعرف المشترك الشاب أنه سيدخل منافسة وعليه أن يكون جديرًا بنيل استحسان لجنة التحكيم في البرنامج وكسب محبة الجمهور والمشاهدين، وإلا سوف يخسر المنافسة وبالتالي يخرج من البرنامج. وهذا ما يواجهه أطفال "ذا فويس كيدز" في الموسم الثالث من البرنامج، مما يشكل معادلة صعبة على الأطفال وقد تكون خطيرة للبعض منهم، فلا يمكننا أبدًا مقارنة القدرة الاستيعابية عند الأطفال مع المشتركين الشباب.

الأطفال في ذا فويس كيدز ليسوا نانسي ولا تامر وقد يؤثر الخروج من المسابقة عليهم

نستطيع أن نتخيل أحد الشباب البالغين بعد خروجه من البرنامج دون أن يتخطى المرحلة الأولى "الصوت وبس" من البرنامج، فإنه من البديهي سيحزن في بادئ الأمر ولكنه سرعان ما سيتخطى الأمر ربما بخوض تجربة أخرى أو نتيجة للأمورالحياتية التي تشغله. لكننا إذا تخيلنا طفل بعمر 11 عامًا وبعد تحضير المفاجأة له من قبل فريق العمل وأهله لإخباره بموافقة إدارة البرنامج على مشاركته، وظهوره للمرة الأولى على التلفزيون وصعوده على مسرح ضخم وجمهور عريض مثل مسرح وجمهور ذا فويس، ببساطة سنعرف هول الصدمة عليه في حال خذلته مقاعد لجنة التحكيم.

وبالعودة إلى المواسم الماضية، والمشتركين الشباب، يمكن للجنة التحكيم وحتى الجمهور أن يسقطوا أحكامهم الفنية بكل صراحة على المشترك دون مراعاة زائدة لنفسيته نظرًا للقوانين التي ينتهجها البرنامج والتي تنص على بقاء الصوت الأجمل، والفوز لشخص واحد، أما بالنسبة للأطفال فليسوا جميعًا على استعداد لتقبل هذه المفاهيم، فمنهم من يعول في ذهنه على حبه المفرط لأحد أفراد اللجنة مما يدفعه لحب المشاركة في البرنامج، ومنهم من قطع مسافة طويلة من وطنه إلى بيروت وقضا أيامًا ينتظر هذه التجربة المميزة، ومنهم من يعول أهله على موهبته منذ سنوات وهذا ما سيجعل المشاركة حلم، والخذلان صدمة كبيرة.

وزيادة على ذلك فإن البرنامج يتم طرحه على موقع قناة إم بي سي على الإنترنت وعلى يوتيوب ووسائل التواصل الإجتماعي، ما يزيد من معاناة الأطفال الذين يشاهدون الحلقة التي خرجوا فيها من البرنامج، فإننا كمشاهدين حين نشاهد أيادي لجنة التحكيم تكاد تضغط على الزر الأحمر ليلتف الكرسي نحو المشترك نشعر بحماسة ويصل بنا الأمر أحيانًا إلى الغضب، فكيف إذا شاهد الطفل نفسه مرة أخرى يقترب من الحلم المرتقب وتخذله تلك المقاعد الثلاثة التي يجلس عليها كاظم نانسي وتامر، حتمًا ستكون صدمة قاسية، وقد لا يصل الأمر لدرجة وجوب وقف البرنامج وإنما قد يتطلب الأمر مراعاة زائدة وإعطاء أكبر عدد من الفرص للأطفال، بالإضافة إلى وجوب تواجد أخصائيين نفسيين تستدعيهم إدارة البرنامج لتحضير نفسية الأطفال قبل وبعد المشاركة.

إقرأ/ي أيضًا:
البرامج الغنائية في العالم العربي.. حرب أخرى
إيقاف أشهر برنامج إذاعي بموريتانيا