18-سبتمبر-2015

السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية بموريتانيا(موقع "الهابا")

لم يكن مستمعي البرنامج الإذاعي "صحراء توك"، الذي يبث من السبت إلى الخميس لمدة ساعتين ليلًا، على أثير إذاعة "صحراء ميديا" الموريتانية، على علم بقرار إيقافه، من قبل السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية بموريتانيا، المعروفة بـ"الهابا"، إذ اعتاد متابعوه على سماع صوت الإعلامي محمد محمود ولد محمد باقر المعروف بـ"زايد"، وهو يقدم فقرات البرنامج التي يصحبها عادة بقدر من الدعابة مع الضيوف والمستمعين عبر الاتصالات الهاتفية.

و"صحراء توك"، برنامج اجتماعي ساخر، نال شهرة واسعة منذ انطلاقته قبل نحو ثلاث سنوات. وجذب آلاف المتابعين بسبب طريقة تقديمه وكيفية تعاطيه مع الأحداث واهتمامه بآراء المواطنين وتعليقاتهم حول أهم الملفات الموريتانية.

وأقرت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية بموريتانيا إيقاف برنامج "صحراء توك" لمدة شهر، انطلاقًا من الخميس 17 أيلول/سبتمبر 2015، مؤكدة أن هذا التعليق هو بمثابة "إنذار موجه لإذاعة "صحراء ميديا"، بغية الالتزام بالنظم والتعهدات التي قطعت على نفسها في دفتر الالتزامات"، حسب البلاغ الصادر عن "الهابا".

اتهمت "الهابا" برنامج "صحراء توك" بالمساس من اللحمة الوطنية والسلم الأهلي والتحريض على العنف

وبررت "الهابا" إيقاف البرنامج بـ"تعمد مقدمه عدم التحكم في الأثير الذي هو واجب من واجباته"، إضافة إلى كونه "طرفًا في الحوارات التي يديرها". واتهمت البرنامج بـكونه "يحوي الكثير من التجاوزات منها ما يتعلق بالمساس باللحمة الوطنية، والتماسك الاجتماعي والسلم الأهلي، والتحريض المستمر على العنف، وتجريح الأفراد والمجموعات، والإساءات المتكررة".

عن هذه المبررات، يقول الصحفي محمد محمود ولد محمد باقر، مقدم البرنامج، لـ"ألترا صوت": "مبررات قرار الإيقاف مضحكة، فقد انطلق منذ نحو ثلاث سنوات ولم ترصد ضده طيلة تلك الفترة أي خروقات ولا يزال يحتفظ بنفس الطرح، ويسير على نفس المنوال الذي بدأ به".

ويضيف: "البرنامج يمنح للمستمعين والمتصلين حرية التعبير عن آرائهم دون التدخل فيها أو مصادرتها كما يفتح المجال للسياسيين وممثلي المجتمع المدني وهيئات ومنظمات حقوق الانسان للتعبير عن مواقفهم والرد وهو لا يدعم جهة معينة".

انطلق برنامج "صحراء توك" منذ نحو ثلاث سنوات ولم ترصد ضده طيلة تلك الفترة أي خروقات

وجوبه قرار إيقاف "صحراء توك" باستنكار الشارع الموريتاني وتضامن واسع من الصحافيين الموريتانيين. وندد عدد من الإعلاميين بالقرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية.

"أعتقد أنه لم يبق إلا القليل قبل الوصول إلى نهاية النفق"، كان هذا رد فعل صاحب مجموعة "صحراء ميديا" الصحفي عبد الله ولد محمدي، إزاء قرار إيقاف البرنامج. وتواجه الصحافة في موريتانيا مشاكل مختلفة، لعل أبرزها استمرار السلطات في خرق حرية الرأي والتعبير وتضييق الخناق على الصحفيين وكل ما حاول صناعة إعلام متحرر من القيود، حسب جزء من الصحفيين الموريتانيين.

ورغم رفع الحكومة في موريتانيا، شعار "إنجازات حرية الصحافة"، إلا أنها تمسكت بالتوازي مع هذا الشعار بتضييق الخناق على الصحفيين، واستجوابهم، وإيقاف برامجهم، كل ما شعرت بأن هناك أصوات تصدح بغير هواها.