26-يوليو-2023
poiu

يحذر خبراء من الإشكاليات القانونية التي ستنشأ عن القرار بسبب امتلاك شركات عديدة لحقوق استخدام الرمز إكس X (GETTY)

في وسط الضجة التي تسبب بها تغيير إيلون ماسك لرمز الطائر الأزرق الذي ميز موقع تويتر منذ تأسيسه، إلى الرمز X، يحذر خبراء من الإشكاليات القانونية التي ستنشأ عن قرار ماسك بسبب امتلاك شركات عديدة لحقوق استخدام الرمز إكس X.

وتمتلك عدة علامات تجارية حقوق استخدام الرمز X الذي اعتمده ماسك مؤخرًا شعارًا لموقع تويتر، مما يفتح الإمكانية أمام جعل تويتر ومالكه الجديد عرضة للدعاوى القضائية.

هنالك 984 علامة تجارية مسجلة (في الولايات المتحدة) تستخدم الحرف X وحده، وهو ما يعرض تويتر ومالكها إلى دعاوى قضائية محققة

ويقول المحامي في مجال العلامات التجارية، جوش غيربن، لرويترز، إن "هناك فرصة بنسبة 100% بأن تقاضى تويتر من قبل طرف ما"، ويضيف أنه شخصيًا أحصى 900 علامة تجارية أمريكية مسجلة تستخدم بالفعل الرمز X شعارًا لها. 

ووفقًا لقوانين الملكية في الولايات المتحدة، فإن مالكي العلامات التجارية المميِّزة لأسماء تجارية وشعارات مرسومة أو نصية تميز سلعًا معينة، يمكنهم رفع قضايا بدعوى انتهاكها في حال تسببت علامة تجارية تابعة لشركة أخرى بحدوث لُبس لدى المستهلكين، ويمكن للتعويضات في مثل هذه القضايا أن تتراوح بين التعويضات المالية ومنع الاستخدام.

زكي وزكية الصناعي

من ناحيتها، تقول المحامية في مجال العلامات التجارية، راتشيل ديكسون، إنه "يمكن لعدة شركات أن تستخدم حرفًا ما في علاماتها التجارية"، وأن "هنالك 984 علامة تجارية مسجلة (في الولايات المتحدة) تستخدم الحرف X وحده".

ومن أهم هذه العلامات التجارية شركة أسترازينيكا المختصة بتصنيع الأدوية والتي تستخدم الحرف X مكررًا شعارًا لها. كما أن مايكروسوفت تمتلك العلامة التجارية X المرتبطة بمجال الاتصالات منذ عام 2003 والتي تستخدمها في منتجات إكس بوكس Xbox. بل إن شركة ميتا، التي أطلقت مؤخرًا موقع ثريدز المطابق لتويتر، تمتلك علامة تجارية فدرالية مسجلة عام 2019 للرمز X باللونين الأزرق والأبيض وتستخدمه في مجالات من بينها البرمجيات والتواصل الاجتماعي. 

ويؤكد غيربن أن ميتا ومايكروسوفت لن ترفعا دعاوٍ قضائية إلا في حال شعورهما بالتهديد من أن الشعار الجديد لتويتر يمكن أن يتفوق بقيمته على شعاريهما.

وفي هذا الصدد، يعلق أندرس غواداموز، أستاذ قانون الملكية الفكرية في جامعة ساسكس ورئيس التحرير في مجلة الملكية الفكرية في العالم، فيقول إن "مايكروسوفت تمتلك العلامة التجارية X، لذلك فقد دمر ماسك علامة تجارية محبوبة وقوية من أجل أن يواجه بالمقابل بسنوات من الدعاوى القضائية التي قد تنتهي بسلب العلامة التجارية منه".

تنا

يشار إلى أن شركة ميتا كانت قد غيرت اسمها من فيسبوك، وهو ما تسبب في رفع كل من ميتا كابيتال وميتا إكس دعاوٍ قضائية ضدها. لكن ماسك سيكون في مشكلة أكبر، إذ إنه "نظرًا لصعوبة حماية حرف واحد، خاصة حرف شائع الاستخدام مثل X، فستكون حماية تويتر ربما محصورة في رسومات تشبه كثيرًا الشعار الخاص بها. فالشعار ليس فيه ما يميزه، لذلك ستكون حمايته محدودة جدًا"، كما يقول دوغلاس ماسترز، محامي العلامات التجارية في شركة لوب آند لوب. 

خطوة مكلفة وغير موفقة

ويمكن للعلامات التجارية أن تكون من أعلى الممتلكات قيمة، ولذلك فإن استبدالها يُعد من القضايا بالغة الحساسية التي عادة ما يراعى أن لا تتسبب إلا في تغيرات تدريجية بل وحتى لا يمكن ملاحظتها بسهولة على هوية الشركة. والسبب في ذلك، يعود إلى أن المستهلكين عادة ما يكونون مرتبطين بعلامة تجارية محددة، وهم لا يتجاوبون مع التغييرات الشاملة بشكل إيجابي، وهو ما يجعل مالكي العلامة التجارية في موضع يضطرون فيه للموازنة بين من ستخسر الشركة من زبائن، ومن ستكسبهم في حال تغيير العلامة التجارية. 

يقول المحامي في مجال العلامات التجارية، جوش غيربن، لرويترز، إن "هناك فرصة بنسبة 100% بأن تقاضى تويتر من قبل طرف ما"

وفي هذا السياق، يقول تيم كالكينز، أستاذ التسويق في كلية نورثويسترن كيلوغ للإدارة، "إن إنشاء علامة تجارية هو تحدٍ ضخم، لذلك فمن النادر أن ترى شركة تغير علامتها التجارية بصورة مفاجئة، وكل مبادئ الترويج تقريبًا تؤكد أن هذه الخطوة غير موفقة".

يشار إلى أن ماسك قال في مناسبات عديدة إنه ينوي إنشاء نظام عالمي شامل على غرار تطبيق وي تشات الصيني الذي يوفر لمستخدميه خدمات كثيرة تتنوع بين دفع فواتير الهاتف والمشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي وشراء حاجيات المنزل.