شخصيات برزت عام 2021
مثلما كان عامًا يعجّ بأحداث سياسية واقتصادية وتقنيّة كبيرة، على المستوى العالمي والعربي، كان عام 2021 عامًا حافلًا أيضا بشخصيات تركت "طابعها الخاص" في أحداث هذه السنة المثيرة.
نستعرض معكم فيما يلي قائمة اخترناها بعناية لأبرز شخصيات عام 2021 وأكثرها تأثيرًا في عالم السياسة والمال والأعمال والصحافة.
1. أنجيلا ميركل
ترجّلت الدكتورة ميركل خلال هذه السنة عن صهوة القيادة السياسية لألمانيا بعد مكوثها 16 عامًا في منصب المستشارة، لمدّة أربعة ولايات انتُخبت فيها ممثلة عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني الذي كان يمثل الحزب الأكبر في البلاد طيلة حكم ميركل قبل أن يُهزم ممثلُه آرمين لاشيت أمام ممثل حزب الديمقراطيين الاشتراكيين أولاف شولتز المستشار الحالي لألمانيا.
استطاعت ميركل، خلال تلك السنوات التي قضّتها مستشارة لبلدها أن تَبرز كإحدى أكثر قادة أوروبا والعالم تأثيرًا، وقد مُنحت ألقابا عديدة بينها "المستشارة الفذّة" و"مستشارة أوروبا" وشاع مرخرا لقب "ماما ميركل" الذي انتشر في الأوساط العربية بعد تعاملها الإيجابي مع أزمة اللاجئين.
كانت ميركل البالغة من العمر حاليا (67 عامًا) أول سيّدة تشغل منصب المستشار في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية، وظلّت زعيمة لحزبها (الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني) منذ العام 2000، وطيلة وجودها في منصب المستشارة استطاعت أن تكسب الرهان في مواجهة أبرز الأزمات التي مرّت بألمانيا والعالم، بدءًا بالأزمة المالية العالمية عام 2008، وأزمة مديونية اليونان عام 2010، ثم النزاع في أوكرانيا والتدخل العسكري الروسي عام 2014، وبعد ذلك وأثناءه أزمة اللاجئين، التي أظهرت معدن القيادة النادر لدى ميركل، مثلما أظهرت ما يميّزها عن كثير من قادة أوروبا، والعالم. فقد قررت ميركل أن تفتح أبواب ألمانيا للاجئين القادمين من رومانيا في أيلول/سبتمبر 2015، وهو القرار الذي جرّ عليها انتقادات كثيرة داخل ألمانيا وخارجها من بلدان الاتحاد الأوروبي، إذ رأى بعض القادة الأوروبيين في قرارها "استعراضًا للإنسانية" على حساب بقية دول الاتحاد، أما داخل ألمانيا فقد تسبّب قرارها بخسائر فادحة للحزب الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه ميركل، بتراجع شعبيته بين الناخبين، ما دفع ميركل في الأخير إلى اتباع سياسات أكثر حسمًا تجاه اللاجئين والمهاجرين عموما.
اقرأ/ي أيضًا: بعد مغادرتها عالم السياسة.. ميركل باقية عبر "ميم" جديد أشعل وسائل التواصل
في العام 2018، وبالرغم من ثقة الألمان فيها قررت الدكتورة ميركل في المؤتمر العام لحزبها أن تعلن أنها لن ترشّح نفسها مجددًا لزعامة الحزب، مؤكّدة أيضًا أن ولايتها الرابعة ستكون الأخيرة، وأنها لن تسعى لشغل أي مناصب سياسية أخرى، وهو ما حدث بالفعل، لتخرج من الباب الكبير للحكم، تاركةً وراءها إرثا سياسيا قويا وبلدا هو الأقوى اقتصاديا في أوروبا.
2. شي جين بينغ
كان الرئيس الصيني شي جين بينغ شخصية العام بالنسبة للتايم 2017، وفي العام الحالي اختارته التايم أيضا ضمن قائمتها الخاصة للشخصيات المائة الأكثر تأثيرا في العالم. ونقلت التايم في نبذتها عن شي جين بينغ ثناء على لسان أحد رؤساء منغوليا السابقين هو البجدروج قال فيه "إن شي جين بينغ شخص محب لبلاده وشعبه كثيرًا، كما أنه بعيد كل البعد عن الغطرسة، ويعامل الناس أو نظراءه من الدول الأخرى على حد سواء، ولا شك أنه السياسي الأكثر تأثيرا في العالم اليوم".
تسلم بينغ السلطة في الصين نهاية العام 2012، وشرع منذ تلك اللحظة في تعزيز قبضته على أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان ، وفي خطاب ألقاه في 18 تشرين الأول /أكتوبر 2017 استمر لأكثر من ثلاث ساعات أعلن أنه على الصين أن تستعدّ لقيادة العالم، وهو إعلان اعتُبر في الأوساط الإعلامية والسياسية جريئا، خاصة أنه جاء عقب تكرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب أكثر من مرة أن أمريكا قد تتخلى عن المركز الأول عالميا.
تميزت السنوات الخمس الأولى من حكم شي ، بإعادة تأكيد أسبقية الحزب الشيوعي، ومحاربة لفساد الحكومي والفساد المستشري في الحزب الشيوعي الحاكم، وإطلاق إستراتيجية عالمية للتواصل الاقتصادي، كما أذكى شي جين بينغ القومية الصينية وصور نفسه على أنه رجل دولة عالمي.
في الملف الذي نشرته تايم حول تشي جين بينغ قالت إنه ضرب بقبضة من حديد دعاة حرية التعبير، والإنترنت غير الخاضع للرقابة، والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، معتبرةً، أي تايم، أنه في هذا الجانب من شخصيته بدّد آمال الحكومات الغربية التي اعتقدت أن احتضان الصين للرأسمالية سيؤدي إلى الديمقراطية.
لكن مجلة فورين أفيرز تعتبر أن شي جين بينغ يمثل العقبة التي تواجه الصين، إذعكف في مستهل رئاسته على "ترويض" التكتلات التجارية "الطموحة" العاملة في قطاعي التكنولوجيا والمال، وسحق المعارضة الداخلية، وبحجة حماية "المصالح الجوهرية للصين"، افتعل بينغ معارك مع العديد من جيرانه، واستعدى دولا أبعد كثيرا من حدود بلاده لا سيما الولايات المتحدة.
وبينما كان دأْب أسلافه المباشرين قائما على ضرورة أن تواصل الصين تحيّنها اللحظة المواتية عبر الإشراف على تحقيق نمو اقتصادي سريع، والتوسع المضطرد في بسط النفوذ الصيني بالاندماج "التكتيكي" في النظام العالمي الحالي، ظل بينغ يضيق ذرعا بالوضع الراهن، في حين أنه يمتلك قدرة عالية على تحمل المخاطر، ولديه شعور واضح بالحاجة الملحة لتحدّي النظام العالمي.
3. الملا عبد الغني برادر
عُيّن الملا عبد الغني برادر بعد سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان 15 أغسطس 2021 نائبًا لرئيس الوزراء، وهو ذات المنصب الذي شَغَله في الحكومة الأولى لطالبان من عام 1996 إلى عام 2001، وخلال الفترة التي قضّتها الحركة خارج الحكم تولى الملا عبد الغني برادر لـ 20 عامًا رئاسة مجلس القيادة، واعتُبر على الدوام عقل الحركة والرجل الثاني فيها في حياة مؤسس طالبان الملا محمد عمر الذي أَطلق عليه لقب "برادر أي الأخ" لقربه منه.
حارب عبد الغني برادر البالغ حاليا من العمر 53 عاما السوفييت في ثمانينات القرن الماضي، لكن اللافت للنظر في سيرة برادر الذي يوصف بالقيادي الهادئ هو حرصه، رغم أنشطته العسكرية الكثيرة ضد السوفييت والأمريكان، على محادثات السلام، فقد كان الملا برادر، حسب المصادر، حريصا على تلك المفاوضات خاصة في عاميْ 2004 و2009، وشكّل اعتقاله شباط/فبراير 2010 في مدينة كراتشي بباكستان ضربةً قاصمة للمفاوضات التي بدأها مع الرئيس السابق لأفغانستان حامد كرزاي الذي ينتمي لنفسة قبيلة برادر "قبيلة بوبل زاي الشهيرة في الولايات الجنوبية"، والتي كانت تهدف، أي المفاوضات، حسب المصادر إلى وضع شروط استسلام حركة طالبان للحكومة الأفغانية الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة، وباعتقاله الذي تم بالتنسيق بين المخابرات الباكستانية والأمريكية توقفت عملية المفاوضات مع الحكومة الأفغانية لمدة 10 سنوات.
اقرأ/ي أيضًا: عبد الغني برادر.. كيف منحت أمريكا الحرية لوجه طالبان الأبرز؟
يشار إلى أن الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي حاول مع عدة حكومات باكستانية إطلاق سراح برادر لأجل دفع عملية المفاوضات، ولكن الباكستانيين رفضوا طلب الحكومة الأفغانية باستمرار.
ولم يُفرج عن برادر إلا بناءً على طلب من المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، للقيام بدور في محادثات السلام بين الأمريكان والحركة، بسبب سلطته وسمعته وقدرته على التفاوض، وبعد الإفراج عنه عيّنه زعيم حركة طالبان الشيخ هبة الله آخوند زاده نائبا للشؤون السياسية، ورئيس المكتب السياسي في الدوحة.
بحسب المعلومات الواردة من واشنطن فقد مثّل إطلاق سراح عبد الغني برادر فارقًا في لهجة المفاوضات، فقبل إطلاق سراحه كانت المناقشات محتدمة حول الضحايا المدنيين، حيث اتهم كل طرف الآخر بارتكاب أعمال وحشية، لكن غالبا عندما تصل المحادثات إلى طريق مسدود، كان يمكن الاعتماد على الملا بارادار للتدخل وتسهيل تحقيق اختراق، لأنه لم يكن إقصائيًا، وكثيرًا ما كان يصمت للسماح لأعضاء الوفد الآخرين بالتحدث.
4. إيلون ماسك
اختارته مجلة تايم شخصية العام 2021، وقال محررو المجلة في وصفهم له: "أغنى رجل في العالم لا يملك منزلاً وقد باع 10% من أسهم شركته تسلا عقب استطلاع رأي طرحه على متابعيه البالغ عددهم أكثر من 66 مليون متابع على تويتر، إنه يطلق الأقمار الصناعية في المدار ويُسخّر الشمس".
ومما جاء أيضا في وصفه أنه "يقود سيارة صنعها هو ولا تستخدم الوقود وبالكاد تحتاج إلى سائق. بحركة من إصبعه ترتفع البورصة أو تغرق.. يحلم بالمريخ وهو يسيطر على الأرض".
كما كتب مراسلو تايم عن رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك "إنه أمضى حياته يتحدى حاسديه، ويبدو الآن أنه في وضع يسمح له بأن يضعهم في مكانهم".
وقد أثار اختيار ماسك شخصية العام من طرف مجلة تايم جدلًا واسعًا عبر منصات التواصل، ففي حين عبّر البعض عن سعادتهم بذلك الاختيار، مشيرين إلى دور رجل الأعمال في التأثير على مستقبل العالم والبشرية حاليًا، رأى آخرون أن اختيار إيلون ماسك ليتصدر غلاف مجة تايم كأكثر شخصية تأثيرا غير موفق، مفضلين أن يذهب هذا الاختيار إلى أحد علماء اللقاحات التي أنقذت ملايين البشر حول العالم، بدلًا من رجل لا يريد دفع الضرائب على حد وصفهم، علما بأن ثروة إيلون ماسك تقدر بنحو 265.4 مليار دولار، وفق مجلة فوربس.
ويُعرف عن ماسك بأنه غريب الأطوار، كما يعرف برسائله المثيرة للجدل على تويتر، كان آخرها سخريته من المرشح السابق للرئاسيات الأمريكية بيرني ساندرز، بعد مطالبة الأخير فرض مزيد من الضرائب على الأغنياء.
وعلى العموم مثّل عام 2021 عامًا ناجحًا لإيلون ماسك، حيث فازت شركة سبيْس إكس التي يملكها بعقد حصري مع وكالة ناسا في نيسان/إبريل الماضي لإرسال رواد فضاء إلى القمر. وفي أيلول/سبتمبر، أرسلت الشركة 4 سائحين إلى الفضاء في أول مهمة مدارية في التاريخ من دون رائد فضاء محترف على متنها.
5. قيس سعيّد
برز قيس سعيد ضمن شخصيات عام 2021 بعد القرارات التي اتخذها وأجهض بها الانتقال الديمقراطي التونسي، بقراره في الخامس والعشرين من شهر تموز/يوليو تجميد البرلمان وتعليق العمل ببعض أبواب الدستور والإطاحة بالحكومة المكلفة من طرف البرلمان برئاسة هشام المشيشي، وحصْر جميع السلطات في المقابل بيده، في تصرف اعتبره قطاع كبير من التونسيين يعكس ميولا سلطوية لدى الرجل، وهي الميول التي أضاف إليها بعض المتابعين وصف الرئيس التونسي بالشعبوي، نظرا لخطابه المعادي للنخبة السياسية وللأحزاب وللديمقراطية التمثيلية التي لم يخف قيس سعيد تململه منها طارحا في المقابل أفكارا "غريبة" حول الديمقراطية المباشرة والحكم المحلي أو الحكم من أسفل عبر المجالس المحلية.
اصطدم قيس سعيد بإرادة شعبية رافضة لقراراته، عكستها جبهة "مواطنون ضد الانقلاب" التي تشكّلت من مختلف ألوان الطيف السياسي والمدني، وبمرور الأسابيع اتضح شيئاً فشيئًا أنه ليس لقيس سعيد مشاريع حقيقية من شأنها إنقاذ البلاد من وضعها الاقتصادي وبدأ مستوى التذمر الشعبي من طول الفترة الانتقالية في التزايد، خاصة بعد إعلان الاتحاد العام التونسي للشغل عرض الحكومة عليه مقترحا لخفض أجور موظفي القطاع العمومي بنسبة 10%، الأمر الذي يرفضه الاتحاد الذي يُعتبر أحد أهم الأطراف تأثيرا في تونس، علما بأن موقفه مما حدث ما يزال ملتبسا، فمن ناحية يطالب بتشريك الأحزاب السياسية وبرفض الإقصاء ومغامرات الحكم المحلي الذي يخفي وراءه نزوعا استبداديا لدى الرئيس، لكنه في المقابل يحرص على إبراز دعمه لقرارات قيس سعيد في الخامس والعشرين من تموز/يوليو الماضي.
اقرأ/ي أيضًا: قيس سعيّد ينقلب على النظام السياسي ومؤسسات الدولة التونسية
مع تزايد الضغط الداخلي والخارجي بدرجة أقل، وجد قيس سعيد نفسه مضطرا لتشكيل حكومة برئاسة نجلاء بودن، وهي شخصية غير محسوبة على طرف سياسي محدد، لكنه قلّم أظافر هذه الحكومة بحصر الصلاحيات الحقيقية بيده، وبالرغم من نفيه الدائم وصفه بالمستبد والدكتاتور، فإن الخطاب الأخير الذي ألقاه في 13 من كانون الأول/ديسمبر 2021 والذي استمر حوالي ساعة لم ترد فيه كلمة الديمقراطية، وجاءت القرارات التي اتخذها في هذا الخطاب، بعد كيل التهم المختلفة للطبقة السياسية، بعيدةً أيضا عن أي أمل في الرجوع للمسار الديمقراطي، فقد أعلن سعيد استمرار تعليق البرلمان واستمرار العمل بالمراسيم واستشارة الشعب عبر منصات إلكترونية، بدءًا من كانون الثاني/يناير المقبل، حتى 20 آذار/ مارس، كما أعلن أنه سيجري عرض إصلاحات دستورية على الاستفتاء الشعبي في 25 تموز/يوليو المقبل، على أن يتم تنظيم انتخابات تشريعية في 17 كانون الأول/ديسمبر من عام 2022 وفق قانون انتخابي جديد.
وقد اعتبر خصوم سعيد السياسيين هذه القرارات عبثيةً ومخيبة للآمال، فيما لم تلق احتفاءً كبيرا في صفوف قطاع واسع من الذين أيدوه في إجراءات 25 تموز/يوليو، علما بأن جبهة مواطنون ضد الانقلاب نظّمت الجمعة الماضي مسيرات في العاصمة تونس وأعلنت عن اعتصام مفتوح لحين "إسقاط الانقلاب"
يشار إلى أن سعيد يراهن على دعم المؤسستين العسكرية والأمنية، ويُجمع المتابعون تقريبا أنه من دون موافقتهما على قرارته من المستحيل أن يُواصل في نهجه الحالي.
6. التوأم المقاوم.. محمد ومنى الكرد
برز اسم الشقيقين محمد ومنى الكرد عام 2021 وبالتحديد خلال مواجهة أهالي حي الشيخ جراح لشرطة الاحتلال، حيث نجح الشقيقان في نقل وإيصال صورة وصوت الحي المقاوم أمام آلة القمع الإسرائيلية ومحاولة التهجير القسري، بشكل قوي ومؤثر إلى العالم عبر الحملات الإلكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي، وبسبب الانتشار الواسع والمؤثر للمقاطع التي صورها التوأم أدرجت مجلة "تايم" الأميركية الناشطين الفلسطينيين محمد ومنى الكرد، البالغين من العمر 23 عاما، ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2021، في قائمة شملت العديد من المشاهير والممثلين والرواد والسياسيين من مختلف بقاع الأرض.
وينتمي الشقيقان لعائلة الكرد، المهددة بالطرد إلى جانب 28 عائلة فلسطينية أخرى، تقيم في منازلها حي الشيخ جراح، منذ العام 1956.
سانيا منصور، مراسلة المجلة الأمريكية كتبت عن اختيار التوأم الفلسطيني: "من خلال المشاركات على الإنترنت والظهور الإعلامي، أتاح الشقيقان محمد ومنى الكرد للعالم نافذة على الحياة تحت الاحتلال في القدس الشرقية هذا الربيع، ما ساعد على إحداث تحول دولي في الخطاب فيما يتعلق بإسرائيل وفلسطين".
مضيفةً: "لأكثر من عقد من الزمان، تحارب عائلة الكرد مع العشرات من جيرانها في حي الشيخ جراح ضد إخلاء منازلهم قسريًا من قبل المستوطنين الإسرائيليين".
كما ذكرت مراسلة "تايم" أن محمد ومنى الكرد "يتمتعان بشخصية جذابة وجريئة، وأصبحا أكثر الأصوات شهرة لأولئك المهددين بفقدان منازلهم في الشيخ جراح"
وتعليقا على هذا الاختيار، قال محمد الكرد في بيان: "اختياري وأختي ضمن أكثر 100 شخصية تأثيراً بالعالم، لربما هو مؤشر إيجابي باتجاه مركزة القضية الفلسطينية في الحيز العام العالمي. لكن صناعة الرموز -التي تختزل نضال شعب بأكمله في وجه واحد- لا تكفي لمناصرة الشعب الفلسطيني، ما نطالب به هو تغيير جذري وملموس للمنظومة الإعلامية التي تشمل ال"التايمز" لإنهاء انحيازها للصهيونية، ودفعها لتكون أكثر جرأة في الحديث عن الحركات التحررية والمقاومة الفلسطينية بكل أشكالها".
8. إريك زمور
في ال 23 من أيلول/سبتمبر أعلن المتطرّف اليميني إريك زمور، منافس ماكرون الذي يطمح أن يكون "ترامب" فرنسا، ترشحه لانتخابات الرئاسة الفرنسية المرتقبة عام 2022، ولم يفوت زمور إعلان ترشحه باللعب على الوتر الذي يجيد العزف عليه وهو التحذير والتخويف من المهاجرين والتعهد بإعادة فرنسا المختطفة من وجهة نظره إلى الفرنسيين.
تحوّل إريك زمور في وقتٍ قياسيٍ من مجرّد معلّقٍ تلفزيونيٍ مسعورٍ وكاتبٍ يمينٍي متطرّفٍ مغمورٍ يُعادي الهاجرين إلى ظاهرةٍ سياسيةٍ بعثرت أوراق المترشحين لانتخابات الرئاسة الفرنسية المزمع تنظيمها مطلع شهر نيسان/إبريل 2022. فإريك أصبح بحسب استطلاعات الرأي المؤثر والموجّه الرئيسي للنقاشات التي تسبق الانتخابات في فرنسا، بل إن البعض يبالغ بالقول إنه بات يفرض المواضيع التي يتم تناولها، وهي مواضيع تدور أساسًا حول الهجرة، والإسلام والهوية في فرنسا الحالية المهددة من وجهة نظر إريك زمور بالموت والأفول.
يقدم المرشح المحتمل لرئاسيات فرنسا 2022 نفسه للجمهور الفرنسي كمنقذٍ وطني لفرنسا ومدافعٍ عن "نظرية الاستبدال الكبير" التي تفترض إبدال الأوروبيين البيض بمهاجرين، ولذلك يدعو إلى إنهاء الهجرة النظامية وغير النظامية، المسؤولة في نظره عن تخريب فرنسا وجعل مناطق واسعة منها جيبًا لإسلاميين أجانب.
ويقوم خطاب إريك زمور السياسي على ثنائيات حدّية، تختزل الصراع في فرنسا إلى معركة بين المهاجرين الوافدين والفرنسيين الأصليين، بين التقاليد المسيحية في فرنسا، وثقافة وافدين مسلمين جدد، نَعَتَهم في إحدى المرات بأنهم "مستعمِرون".
اقرأ/ي أيضًا: إريك زمور.. ماذا تعرف عن منافس ماكرون الذي يطمح أن يكون "ترامب" فرنسا؟
يشار إلى أن أريك زمور ينحدر من عائلة يهودية جزائرية هاجرت إلى فرنسا منتصف القرن الماضي وحصلت على الجنسية الفرنسية.
وكغيره من السياسيين الفرنسيين تلاحق إريك زمور تهم كثيرة بالعنصرية والتحرش الجنسي، فقد سبق وأن أُدين من قبل المحاكم الفرنسية أكثر من مرة بتهمة العنصرية، ومؤخرا فقط اتُهم من طرف 7 سيدات بالاعتداء الجنسي عليهن، حسب ما ورد في شهادات أدلين بها لصحيفة ميديا بارت.
إلا أنه وبالرغم من ذلك ما يزال يتصدّر استطلاعات الرأي التي تتوقّع أن يُواجه الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات، مزيحًا بذلك مرشحة اليمين الكلاسيكي مارين لوبان من المنافسة.
9. جوليان أسانج
بالرغم من مرور 10 سنوات على الوثائق التي نشرها موقع ويكليكس والتي تضمنت أكثر من 700 ألف وثيقة متعلقة فقط بنشاطات واشنطن العسكرية والدبلوماسية وجرائم الحرب التي ارتكبتها ولا سيما في العراق وأفغانستان، فإن قضية مؤسس ويكليكس جوليان أسانج ما تزال تتفاعل في القضاء ولدى الرأي العام، خاصة بعد إلغاء محكمة لندن العليا هذا العام قرار منع تسليم أسانج إلى واشنطن
والإثنين الماضي من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري قال شقيق جوليان أسانج، غابرييل شيبتون في نيويورك، إنه يخشى وفاة مؤسس موقع ويكيليكس خلال المعركة القانونية ضد تسليمه من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة، وجاءت تصريحات شقيق أسانج خلال تظاهرة أمام القنصلية البريطانية في مانهاتن نزّمها مع مجموعة من نحو 30 شخصا، بينهم الممثلة الأميركية الكوميدية سوزان ساراندون والموسيقي البريطاني روجر ووترز، مؤسس فرقة "بينك فلويد".
وقال شيبتون إنه "قلق جدا" حيال ما يثقل كاهل جوليان ويزيد الضغط عليه. وصرح لوكالة فرانس برس: "نحن نعيش في خوف من أنه لن يصمد أو أن يموت" خلال الإجراءات القضائية المتعلقة بتسليمه.
وكانت خطيبة أسانج، ستيلا موريس، كشفت لصحيفة "ميل" البريطانية، الأحد، أنه أصيب نهاية تشرين الأول/أكتوبر بجلطة دماغية في السجن.
وتعتزم الولايات المتحدة حال تسلّمها لأسانج محاكمته لتسريبه عددا هائلا من الوثائق السرية، ليواجه أحكاما بالسجن قد تصل إلى 175 عاما.
اقرأ/ي أيضًا:
21 سابقة فريدة سجّلها التاريخ في العام 2021
BTS الكورية حققّت أرقامًا قياسية في 2021.. هذا كل ما يلزمك معرفته عنها
7 أشكال ثقافية عربية جديدة في لائحة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي