08-فبراير-2017

رسم بياني من إصدار مركز حملة

في بحث استدلالي، نشر مركز حملة "المركز العربيّ لتطوير الإعلام الاجتماعيّ"، نتائج مقلقة بعد رصده العنصرية والتحريض في منشورات الناشطين الإسرائيليّين على الشبكات الاجتماعيّة، وتظهر النتائج تفاقم العنصريّة وتفشّي الكراهيّة والتحريض ضد العرب والفلسطينيين. ويكشف البحث أنّ "60 ألف متصفح إسرائيلي كتبوا على الإنترنت منشورًا عنيفًا واحدًا على الأقل ضد العرب، حيث وجد 675,000 منشور عنصريّ أو تحريضيّ كتب ضد العرب على الشبكات الاجتماعيّة في عام 2016، بمعدل منشور كل 46 ثانية، غالبيّتها على "فيسبوك"، أي ضِعف ما كان عليه العدد في عام 2015، والذي نشر فيه 280,000 منشور مشابه".

نتائج مقلقة تنشر حول زيادة التحريض والعنف على العرب من قبل الإسرائيليين على شبكات التواصل في العام 2016

ويشير البحث إلى "انعكاس التصعيد الذي تمارسه القيادات الإسرائيليّة والإعلام الرسميّ، حيث ترتفع نسبة العنصرية والتحريض في المحتوى الإسرائيلي على الإنترنت كلّما زاد التحريض من قبل القيادات الإسرائيليّة"، ويضيف أنه يظهر هذا جليًّا حين "اتهم المواطنون العرب بإشعال الحرائق في إسرائيل في تشرين الثاني 2016، وحين أثارت وزيرة الثّقافة الإسرائيليّة ميري ريغف، ضجتها ضد الشاعر محمود درويش ومغني الراب تامر نفار، في حفل توزيع جوائز للإنتاج السينمائي جنوب إسرائيل احتجاجًا على أداء نفار أغنية من كلمات درويش، أو عند اندلاع قضية الجنديّ اليئور أزاريا قاتل عبد الفتاح الشريف في الخليل، ودفاع الشارع والقيادات الإسرائيليّة عنه".

اقرأ/ي أيضًا: لبنان: "جدار العار" يشعل جبهات الـ"سوشيال ميديا"

وتفيد النتائج أن "جمهور البحث يتلقى معرفته عن العرب والفلسطينيّين بالأساس من الإعلام الإسرائيليّ، فنجد أنّ منشورات العنصريّة والتحريض موجّهة في أغلبها ضد سياسيّين فلسطينيّين، والذين يكثر ذكرهم في وسائل الإعلام ومن قبل السياسيين الإسرائيليين، حيث حصلت النائب في الكنيست حنين زعبي على الحصة الأكبر من الشتائم والتهديد والتحريض على القتل، بمعدل 60 ألف منشور، يليها النائب أحمد الطيبي بـ 40 ألف منشور، ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ 30 ألف، والنائبان أيمن عودة وباسل غطاس بـ 15 ألف منشور، بالإضافة إلى فريق أبناء سخنين لكرة القدم بـ14 ألف منشور".

حصلت حنين الزعبي على الحصة الأكبر من الشتائم والتحريض على القتل بمعدل 60 ألف منشور يليها أحمد الطيبي بـ40 ألف منشور على فيسبوك

وينشر مركز "حملة" نتائج هذا البحث، في ظل حملة إسرائيليّة للصق تهمة التحريض بالفلسطينيّين، تم خلالهما اعتقال ناشطين عرب وفلسطينيين وإغلاق حسابات على صفحات الإعلام الاجتماعيّ، كما تواصل ضغطها على كل من "فيسبوك" و"غوغل" تجبرهما بنقل بيانات المستخدمين إليها، وسنّت قوانين لإخضاع الشبكات الاجتماعية لسياساتها ومصالحها.

ويرى مركز "حملة" أنّ إسرائيل ومن خلال هذه الممارسات بدأت فعليًّا بممارسة الاحتلال ليس على الأرض فقط بل في الواقع الرقميّ أيضًّا. حيث يوجد لدى إسرائيل أكثر من 200 ملف جنائيّ مفتوح ضد ناشطين عرب وفلسطينيين بتهمة التحريض على الإنترنت، بينما لا يُسمع عن أي ملف يفتح بحق الإسرائيليين المحرّضين، وكأن هناك ضوءًا أخضر لاستمرار وزيادة التطرّف في الواقع الافتراضي أيضًا، مما ينذر بأن هذه الظاهرة وإسقاطاتها مستمرة ولن تتلاشى في المستقبل القريب.

6

 ويقول مدير مركز "حملة"، نديم الناشف إن هذا "التقرير مرآة نضعها أمام المجتمع الإسرائيليّ وقياداته المحرّضة، ورسالة إلى صنّاع القرار في الشبكات الاجتماعيّة المختلفة، بأنّ تتوقف عن السياسات المنحازة والازدواجيّة، وأن تتعامل مع استباحة الدم العربيّ على صفحات مستخدميها بجدية وحزم، وبمستوى المخاطر الناجمة عن هذا التحريض. فليس لدى "فيسبوك"، بحسب قوانينها، ما يبرّر بقاء 60,000 صفحة إسرائيليّة تحريضيّة فعّالة في الشبكة، وعلى رأسها صفحة الرابر العنصريّ الظل "هاتسل". ويذكر أنّ البحث أجراه مركز "حملة" من خلال شركة "فيجو" الإسرائيليّة المتخصصة برصد الإعلام الاجتماعي؛ وهي شركة فرعيّة تابعة لشركة "يفعات" لمراقبة الإعلام. حيث أحصت الشركة أكثر من 100 كلمة مفتاحيّة بالتقاطع مع شتائم وكلمات تحريض مألوفة عبر برمجيات متّقدمة، لتوصل لمركز "حملة" هذه الصورة المرعبة.

اقرأ/ي أيضًا:

يعلون وليبرمان.. العملة بوجهيها

إعلام إسرائيل الحاقد على عزمي بشارة