تُقام سنويًا عشرات المهرجانات الموسيقية والفنية في دول عربية مختلفة. كما تظهر، بين وقت وآخر، مهرجانات جديدة تسعى للمنافسة وحجز مكان على خارطة المهرجانات الفنية العربية، خاصةً الصيفية منها على اعتبار أنها الأقدر على استقطاب الجمهور، سيما السياح منهم. ومع ذلك، يفضّل المهتمون بالفن والموسيقى مهرجانات معينة، وقليلة، لكونها تمتلك تاريخًا عريقًا وإرثًا ثقافيًا ضخمًا.
وفي هذه المقالة، نستعرض 6 من أهم المهرجانات الفنية العربية.
1- موازين: إيقاعات العالم
يُوصف "مهرجان موازين: إيقاعات العالم" بأنه أكبر مهرجان موسيقي في أفريقيا والعالم العربي بعد أن سجّل حضورًا جماهيريًا بلغ مليونين ونصف المليون متفرج.
تأسس المهرجان سنة 2001، ويُقام سنويًا بين نهاية أيار/ مايو وبداية حزيران/ يونيو في مدينتي الرباط وسلا، حيث يستقبل أبرز الأسماء في الغناء العربي والأفريقي والعالمي. ويقدّم المهرجان نفسه بوصفه حيزًا ثقافيًا يسعى لأن تكون الثقافة في متناول الجميع وأن تكون: "أكثر ديمقراطية بالمغرب وذلك بفضل الدخول المجاني لـ 90 بالمائة من العروض سنويا. إذ مكن هذا الالتزام الدائم من استقبال أزيد من مليوني ونصف مليون متتبع خلال السنوات الأخيرة والبصم عن مكانته كثاني أكبر مهرجان موسيقي بالعالم والأول بالقارة الإفريقية" بحسب المنظمين.
2- بعلبك الدولي
يُعد واحدًا من أقدم وأعرق المهرجانات الفنية العربية، وأهم مهرجان لبناني على الإطلاق. تأسس عام 1956، ويُقام سنويًا خلال شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس في مسرح معبد باخوس التاريخي على مدارج مدينة بعلبك الأثرية.
استضاف المهرجان أسماء فنية كبيرة، مثل أم كلثوم، ووردة الجزائرية، وصباح، وفيروز التي قدّمت فيه مع الأخوين رحباني مجموعة من أشهر مسرحياتها ويُذكر أن المهرجان توقف حوالي 20 عامًا خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
3- قرطاج
تأسس المهرجان في عام 1964، ويُقام سنويًا داخل مبنى المسرح الأثري بقرطاج، قرب مدينة تونس، الذي يتسع لحوالي 7 آلاف شخص، وهو من أهم وأعرق المهرجانات الموسيقية العربية وأطولها أيضًا، إذ تنطلق فعالياته في منتصف تموز/ يوليو وتستمر حتى منتصف آب/ أغسطس.
يتميّز المهرجان بتعدد تخصصاته، إذ يستضيف إلى جانب الحفلات الموسيقية مجموعة متنوعة من العروض المسرحية والسينمائية والأدائية. ويسعى إلى توفير مساحة سنوية تُتيح للجمهور التونسي اكتشاف الخبرات والاتجاهات والتجارب الفنية الأكثر تأثيرًا في عالم الموسيقى والفن.
4- فاس للموسيقى العالمية العريقة
يُعرف المهرجان بوصفه أحد أهم التظاهرات الفنية المتخصصة بالموسيقى العريقة والروحية، والتي ساهمت في خلق حوار دوري بين حضارات وثقافات مختلفة، إذ يشارك في المهرجان فنانون وفريق موسيقية مغربية وأخرى عربية وعالمية تُحيي أمسيات موسيقية دينية وروحية في فضاءات مختلفة بمدينة فاس، منها "باب بوجلود"، و"باب المكينة"، و"متحف البطحاء"، وغيره.
5- جرش للثقافة والفنون
انطلق المهرجان في مدينة جرش الأثرية، شمال الأردن، عام 1981. ويُعد اليوم واحدًا من أهم المهرجانات العربية، وأهم وأقدم مهرجان أردني. وبحسب المنظمين، يسعى المهرجان إلى: "خلق فضاءات إنسانية رحبة تنبت فيها الأفكار وتتسع فيها القواسم المشتركة بين أبناء الحضارات المختلفة، وتتواصل فيها المساهمات الإبداعية المحلية والعربية والعالمية".
يُقدّم المهرجان أمسيات غنائية وعروض موسيقية وأخرى فولكلورية راقصة بالإضافة إلى المسرحيات وعروض الأوبرا. وقد استضاف العديد من الأسماء الفنية الكبيرة، مثل فيروز وصباح فخري وملحم بركات وغيرهم.
6- كناوة وموسيقى العالم
يُعتبر من المهرجانات المغربية الفريدة والمميزة. تأسس عام 1998 في مدينة الصويرة، ويقدّم سنويًا عروضًا موسيقية فريدة من نوعها، خاصةً موسيقى "الكناوة" التي وصلت إلى المغرب من دول غرب ووسط أفريقيا أواخر القرن التاسع عشر، ويرى كثيرون أنها الموسيقى التي مهدت الطريق لظهور الجاز والروك وغيرهما من الأنماط الموسيقية.
