30-سبتمبر-2023
لقطة من فيلم "المستتر"

لقطة من فيلم المستتر

في العودة إلى الأفلام العربية التي شاركت في مهرجانات سينمائية كبرى، سيتفاجأ أغلبنا بوجود أفلام موريتانية شاركت ونافست على أهم جوائزها رغم تأخر الإنتاج السينمائي الموريتاني لأسباب عديدة، منها الخوف من أن تكون السينما أداة لإدخال ثقافات دخيلة على المجتمع الموريتاني، وغياب الدعم والبنية التحتية، وإهمال السلطة للفنون عمومًا. 

واللافت أن هذه الأفلام هي تجارب عصامية لمخرجين اشتغلوا على تقديم أفلام جادة وقادرة على تمثيل البلاد ونقل ثقافتها ووضعها على خارطة السينما العالمية، بالإضافة إلى المساهمة في خلق مناخ يحفّز المخرجين الشباب. 

تعود بدايات السينما الموريتانية إلى أواخر ستينيات القرن الفائت، وكانت بداياتها مع محمد هندو الذي حققت أفلامه نجاحًا كبيرًا ووصلت بالسينما الموريتانية إلى العالمية، وسيدني سخنا. ثم أخذت تتطور وتأخذ بُعدًا أكثر جدية وحداثة مع عبد الرحمن سيساكو. هؤلاء هم روّاد السينما الموريتانية وصانعو حكايتها القائمة على تجاربهم الفردية العصامية المميزة. وفيما يلي وقفة مع 6 من أهم الأفلام الموريتانية. 


1- أيتها الشمس

وصلت السينما الموريتانية إلى العالمية عبر فيلم محمد هندو "أيتها الشمس" (1967)، الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي عام 1970، وحصل على جائزة الفهد الذهبي في مهرجان لوكارنو السينمائي في العام نفسه. 

يتناول الفيلم الذي تكفّل هندو بتكاليف إنتاجه، قضية العبودية التي يربطها بممارسات الاستعمار الفرنسي من خلال قصة بطل الفيلم، وهو مهاجر موريتاني وصل إلى باريس بحثًا عن عمل، لكنه تعرّض للكثير من المضايقات العنصرية التي دفعته إلى الجنون. ومن خلال قصته هذه، يسلط الفيلم الضوء على معاناة العمّال الملونين في المجتمع الفرنسي. 

 

2- ساراوونيا

 يُعد فيلم "ساراوونيا" (1986) أهم محمد هندو الذي واصل فيه الاشتغال على القضايا المرتبطة بالاستعمار، فالفيلم يتناول قصة الغزو الفرنسي لأفريقيا أواخر القرن التاسع عشر من خلال قصة "ساراوونيا"، ملكة قبائل الأزناس غرب أفريقيا، التي قاومت الغزاة الفرنسيين.   

فاز الفيلم بالجائزة الذهبية في مهرجان موسكو السينمائي عام 1987، وقال هندو عنه: "كان أصعب فيلم أقوم بعمله في حياتي، استغرق مني عشر سنوات من المحاولات المضنية، يمكن أن أقول بأني نجوت من هذا الفيلم بأعجوبة، فقد تسبب لي الجهد المضني والقلق بسكتتين قلبيتين أثناء عمله".

 

3- الجنسية المهاجرة 

يُعتبر فيلم "الجنسية المهاجرة" (1975) أهم أفلام المخرج الموريتاني سيدني سوخنا، الذي لم يستمر في مجال الإخراج السينمائي طويلًا. والفيلم محاولة للإضاءة على أحوال العمّال المهاجرين في فرنسا، الأفارقة تحديدًا، ومعاناتهم مع العنصرية والاستغلال إلى جانب العمل في مهن خطرة.

 

4- في انتظار السعادة

يقدّم عبد الرحمن سيساكو في فيلمه "في انتظار السعادة" (2002)، مشاهد من الحياة اليومية في مدينة نواذيبو في أقصى شمال غرب موريتانيا، وهي مدينة نائية لا يميّزها سوى أنها نقطة تجمع وانطلاق للمهاجرين إلى أوروبا، ومنهم بطل الفيلم عبد الله الذي لم يعد إلى مدينته من منفاه إلى ليتجه نحو منفى آخر. 

عُرض الفيلم في مسابقة "نظرة ما" في مهرجان البندقية السينمائي عام 2002، وفي مهرجان نيويورك السينمائي في العام نفسه، وفاز كذلك بالجائزة الكبرى في مهرجان "Fespaco" عام 2003. 

 

5- تمبكتو

"تمبكتو" (2014) فيلم آخر لعبد الرحمن سيساكو. نافس الفيلم على جائزة السعفة الذهبية في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، ويُعد أول فيلم موريتاني يُرشَّح لجائزة الأوسكار. يتناول الفيلم واقع الحياة اليومية في مدينة تمبكتو، شمال مالي، ومعاناة سكانها بعد سيطرة الجماعات الجهادية عليها.

 

6- المستتر

"المستتر" (2023) فيلم قصير من إخراج محمد ولد اشكونه، وهو أول فيلم موريتاني على منصة "نتفليكس". تدور أحداثه حول امرأة مسنة تجد نفسها مُجبرة على مواجهة جنّى شرير، سبق أن طاردها في ماضيها.