التبجّح درجات، وتبجح ابن سلمان قد لا يكون له مثيل، ولعل حملة اعتقالاته لأمراء ورجال أعمال تحت مزاعم مكافحة الفساد، مثالًا جليًا على هذا التبجح، إذا ما وضعت تلك المزاعم أمام حقائق بذخه على رفاهيته الشخصية. ووفقًا لتقرير نشرته مجلة نيوزويك، فقد طالب ابن سلمان، الوليد بن طلال، بدفع ثلث ثروته تقريبًا مقابل إطلاق سراحه، وعلى ما يبدو لن ينصاع ابن طلال بسهولة لطيش ابن سلمان. في السطور التالية ننقل لكم التقرير مترجمًا بتصرف.
بعد أسابيع من الصمت المطبق الذي أحاط بمصير أغنى رجلٍ في السعودية، الوليد بن طلال، الذي تعرض للاعتقال الشهر الماضي، مع غيره من الأمراء وكبار رجال الأعمال السعوديين، في إطار حملة اعتقالات واسعة نفذها ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد محمد بن سلمان، تحت مزاعم "مكافحة الفساد"؛ تبيّن أنّ ابن سلمان يطالبه بما لا يقل عن ستة مليارات دولار مقابل إطلاق سراحه.
يطالب محمد بن سلمان، الوليد بن طلال بست مليارات دولار كمقابل لإطلاق سراحه بعد نحو شهر من اعتقاله وغيره من الأمراء ورجال الأعمال
وعلى الرغم من مزاعم ابن سلمان بشأن مكافحة الفساد، إلا أن الانتقادات لحملة الاعتقالات تكررت، بوصف الحملة أنّها محاولة لاحتكار السلطة، خاصةً وأنّ ابن سلمان يُعرف عنه بذخه وإهداره للمال العام على رفاهيته الخاصة.
اقرأ/ي أيضًا: لعبة السلطة في السعودية.. ابن سلمان "يكافح الفساد" بالفساد!
وكان الوليد بن طلال، أحد أغنى رجال الأعمال في العالم، فضلًا عن السعودية، يمثل قوة ناعمة بثروته الضخمة، تكاد تقترب من قوة ابن سلمان ووالده العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أن مبلغ ست مليارات دولار، الذي يسعى محمد بن سلمان أخذها من الوليد بن طلال، هو من بين أعلى الأرقام التي طالب بها ابن سلمان الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين، ففي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أُطلِق سراح الأمير متعب بن عبد الله، ابن الملك الراحل عبد الله، والرئيس السابق للحرس الوطني السعودي، والوريث السابق للعرش؛ مقابل مليار دولار.
هذا وتقدر فوربس ثروة الوليد بن طلال بـ18.7 مليار دولار، وقد يدفعه تسليم مبلغ ست مليارات دولار، إلى تفكيك إمبراطوريته المالية التي أسسها على مدار حياته.
وبدلًا من تسليم المبلغ نقديًا، بإمكان الوليد بن طلال أن يتنازل عن جزء كبير من شركة المملكة القابضة العملاقة، والتي تبلغ قيمتها السوقية 8.7 مليار دولار، رغم أنّ قيمتها انخفضت بنسبة 14% بعد اعتقاله.
لكن وفقًا لمصادر مُطّلعة، فإن الوليد بن طلال يرغب في فتح تحقيق نزيه حول ادعاءات تورطه في الفساد، وبحسب شخصية مُطّلعة، فإن "الوليد بن طلال قد يجعل الأمر صعبًا على ابن سلمان".
تقول مصادر مطلعة، إن الوليد بن طلال لن ينصاع بسهولة لطلبات ابن سلمان، بل يطالب باللجوء للقضاء في أمر اعتقاله والتهم الموجهة إليه
وفي حوار مثير للجدل لابن سلمان مع صحيفة نيويورك تايمز، أجراه معه الصحفي توماس فريدمان، قال ابن سلمان بشكل واضح، إنّه يسعى لجمع 100 مليار دولار "عن طريق التسويات"، يقصد مع من اعتقلهم بإجبارهم عن التنازل عن أجزاء من أملاكهم.
بل إن محمد بن سلمان نفسه ألمح إلى أنّ هناك ممن اعتقلوا يريدون اللجوء إلى القضاء، ما يُؤكد الحديث الدائر عن رغبة ابن طلال فتح تحقيق في الادعاءات ضده.
اقرأ/ي أيضًا:
دليل ابن سلمان للاستفزاز: يأمر بالتقشف ثم يشتري قصرًا بـ300 مليون دولار!