10-نوفمبر-2023
بوسترات الأفلام (الترا صوت)

بوسترات الأفلام (الترا صوت)

لم تكن السينما بعيدة عن القضية الفلسطينية أو منفصلة عن تحولاتها. ويرى الناقد والأكاديمي الإيراني حميد دباشي في هذا السياق، أنه: "إذا كانت للأعمال الأدبية والشعرية أثر واضح في تجذير القضية الفلسطينية بين الفلسطينيين أنفسهم والعالم العربي الأوسع، فإن الجماليات البصرية والأدائية البارزة في الفن والسينما المعاصرين تتجاوز الحدود القومية والثقافية واللغوية في شكل خاص".

ويقول دباشي إن السينما الفلسطينية اضطلعت بدور أساسي في المحافظة على التضامن الأممي مع حركة التحرر الوطني الفلسطيني. وفي الوقت نفسه، نجحت السينما الفلسطينية كذلك في تصوير معاناة الفلسطينيين ونقلها سواء داخل فلسطين أو في دول الشتات. وعند الحديث عن معاناة الفلسطينيين، فإن أول ما سيكون حاضرًا هو قطاع غزة، الذي نال نصيبًا هائلًا منها.

في هذه المقالة وقفة مع 6 أفلام روائية وأخرى وثائقية يسلط بعضها الضوء على معاناة سكان قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي خلال سبعينيات وحتى أواخر تسعينيات القرن الفائت، ويستعرض بعضها الآخر طبيعة حياتهم في ظل الحصار الذي فرضه الاحتلال عليهم بعد عام 2006، ويستكشف كذلك تأثيره على طبيعة حياتهم وعلاقتهم إلى جانب حروبه الوحشية ضده.


1- غزة مونامور

يجمع فيلم "غزة مونامور" (2020) للأخوين عرب وطرزان ناصر، بين متناقضات عدة في تقديم حكايته الرومانسية التي يتقاسم بطولتها صياد السمك الستيني عيسى، والأرملة هيام التي تعمل في متجر ثياب.

وعبر هذه الحكاية التي تتشعب لحظة اصطياد عيسى تمثالًا أثريًا تطالبه الحكومة بتسليمه لها، يسلط الفيلم الضوء على طبيعة الحياة وصعوبات العيش في ظل الحصار، وما يترتب عليه من أزمات اقتصادية واجتماعية ومعيشية يحاول عيسى التغلب عليها عبر السخرية واللامبالاة اللتان تمنحان الفيلم بُعدًا مختلفًا يقدّم من خلاله صورة مختلفة عن تلك السائدة حول غزة.  



2- دموع أطفال غزة

يوثّق فيلم "دموع أطفال غزة" (2014) للمخرج الأرجنتيني هيرنان زين، التغيير الذي طرأ على حياة أطفال غزة بعد العدوان الإسرائيلي عام 2014، من خلال مقابلات مع مجموعة من الأطفال الذين كانوا شهودًا على ما ارتكبه الاحتلال في عدوانه (استُشهد خلاله 551 طفلًا)، فأعادوا سرده أمام الكاميرا إلى جانب العديد من الحكايات الأخرى المرتبطة بأحلامهم وطموحاتهم.



3- حكاية الجواهر الثلاث

"حكاية الجواهر الثلاث" (1995) للمخرج ميشيل خليفي، فيلم آخر عن صعوبة الحياة تحت الاحتلال عمومًا، وفي ظل حظر التجوال الذي كان يفرضه الاحتلال على أهالي غزة بين وقت وآخر، خصوصًا.  

لكنه، إلى جانب ذلك، حكاية الفتى الحالم يوسف الذي يقع في حب فتاة غجرية ساحرة يصادفها أثناء مطاردته الفراشات، فيقرر الزواج منها لكنها تشترط عليه العثور على الجواهر الثلاث المفقودة من عقد جدة والدها، الذي جاء به من أمريكا الجنوبية، لتوافق على الزواج منه. فينطلق يوسف في رحلة مثيرة سرعان ما تتوقف بفرض حظر التجوال.


حكايات الجواهر الثلاث

4- حتى إشعار آخر

يلتقط فيلم "حتى إشعار آخر" (1993) لرشيد مشهراوي، مشاهد من طبيعة حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال وفي ظل ممارساته الاستعمارية القمعية، عبر تصويره تفاصيل يوم عادي من حياة عائلة فلسطينية فقيرة، تعيش في مخيم الشاطئ في منزل مسقوف بصفائح الزينكو، أُجبر أفرادها على البقاء داخله بسبب حظر التجوال الذي فرضه الاحتلال.


فيلم حتى إشعار آخر

5- غزة غيتو: صورة لعائلة فلسطينية

كيف تؤثر الحروب والنزوح والاحتلال على الحياة اليومية والطقوس العائلية وما يرتبط بهما؟ هذا بالضبط ما يسعى فيلم "غزة غيتو: صورة لعائلة فلسطينية" (1985)، لكل من بي هولمكويست وجوان مانديل وبيير بيوركلوند، استكشافه من خلال قصة عائلة فلسطينية تعيش في مخيم جباليا للاجئين في غزة، التي يوثّق الفيلم أحوال سكانها ومعاناتهم مع الاحتلال وسياساته الاستعمارية.

يُعد الفيلم من أوائل الأفلام الوثائقية المُنتجة في غزة، وهو أشهر أفلام السويدي هولمكويست الذي أخرج عدة وثائقيات أخرى حول فلسطين، منها "الأسد في غزة"، و"الشاب فرويد في غزة"، وغيرهما.


6- مشاهد من الاحتلال في غزة

"مشاهد من الاحتلال في غزة" فيلم تسجيلي قصير مدته 13 دقيقة، أخرجه مصطفى أبو علي عام 1973، يُنظر إليه بوصفه أحد أهم الأفلام التي أنتجتها سينما الثورة الفلسطينية خلال السبعينيات.

يتناول الفيلم معاناة سكان قطاع غزة بعد وقوعه تحت الاحتلال الإسرائيلي، خلال حرب حزيران/ يونيو 1967، الذي يسلط الضوء على ممارساته القمعية الهمجية مقابل إصرار سكان القطاع على مواجهته عبر أساليب مختلفة منها العمليات الفدائية التي أحصى الفيلم عددًا منها، إلى جانب ذكره بعض أسماء الشهداء الذين سقطوا بنيران الاحتلال.