25-سبتمبر-2023
5 من أهم أفلام جوليا روبرتس

تُعد جوليا روبرتس واحدة من ألمع نجمات هوليوود (الترا صوت)

لم يقتصر أمر كشف سر جمال ابتسامة جوليا روبرتس على صحافة الموضة والإطلالات في هوليوود فقط، بل شغل الأمر صنّاع السينما من منتجين ومخرجين وكتّاب سيناريو رأوا فيها تعبيرًا مجسَّدًا عن الجمال المركّب الذي لا يخضع لمقاييس متفق عليها. جمالٌ نقيٌ خالص يُظهِر نفسه بقوة عبر الابتسامة في مختلف الحالات الانفعالية.

ابتسامة جميلة تحمل فرحًا وحزنًا وانكسارًا وثقة في الوقت نفسه، ما جعل من أدواتها كممثلة مغرية ومثيرة للانتباه لدرجة أنها دفعت مخرجين كبار لمحاولة توظيف هذه الميزة، واستثمار شاعريتها وقوتها في سرد حكاياتهم السينمائية. لكن الأمر بالنسبة لجوليا ولمختصي السينما يتجاوز جزئية الابتسامة الجميلة ويتعدّاه إلى منحىً فلسفي يرى فيها مثالًا حيًا عن قوة الجمال وتعقيداته. وهو أيضًا بالنسبة لروبرتس سياق كامل من صناعة الذكريات الجميلة التي شكلت تلك التقاطعات على وجهها.

تُعد جوليا روبرتس واحدة من ألمع نجمات هوليوود وأكثرهن تمكّنًا من أدوات الممثل وأعلاهن أجرًا

وبعيدًا عن كون ابتسامتها ظاهرة جمالية ومن ثم علامة تجارية مرموقة لأهم شركات التجميل ومستحضراته، نحن في هذه المراجعة سوف نتطرق لسيرة واحدة من ألمع نجمات هوليوود وأكثرهن تمكّنًا من أدوات الممثل، وأعلاهن أجرًا أيضًا لسنوات طوال. وهذا، من جانب آخر، شكّل شخصية جوليا الفنية، ومنحها القوة اللازمة لتكون بتلك الانتقائية والحرية في البقاء تحت أضواء الشهرة، أو الابتعاد عنها، فهي ترى أنها مُنحت موهبة وعليها أن تُحسن توظيفها من خلال الأعمال الجيدة، والأعمال الجيدة غير متوفرة على الدوام.

وفي الوقت الذي لا تكون فيه هذه الأعمال متوفرة، ستنسحب خارج دائرة الضوء دون أن تضطر لإلقاء نفسها وموهبتها في المكان الخاطئ. وبالفعل، شهدت مسيرتها كممثلة انقطاعات زمنية لفترات طويلة، ثم عودة ثم انقطاع. وربما هذا ما ساهم بتشكيل سيرتها المهنية على نحو ثابت ومستقر وقليل الهفوات، وجعل سيرتها الفنية سلسلة من القفزات المهنية الكبيرة نظرًا لقصر المدة التي احترفت فيها التمثيل السينمائي، فهذه المرأة الستينية الآن في جعبتها جائزة أوسكار وأربع ترشيحات لها، وقرابة الـ49 جائزة مرموقة. وفيما يلي، نستعرض 5 من أهم أفلامها دون أن نحاول الالتزام بالترتيب الزمني، فنجمة مراجعتنا هذه استطاعت أن تثبت حضورها واستثنائية موهبتها مبكّرًا ومن أولى تجاربها في عالم السينما.


1- Pretty Woman

تحدثت بعض المصادر عن اعتذار كل من النجم الكبير آل باتشينو، وميغ رايان وميشيل فايفر عن أداء الأدوار الرئيسية في هذا الفيلم، واستقر الأمر في النهاية على جوليا روبرتس وريتشارد غير، اللذان حققا نجاحًا جماهيريًا وأكاديميًا كبيرًا دفع بهما إلى صفوف نجوم الصف الأول في هوليوود

الفيلم من إخراج الأمريكي غاري مارشال ذائع الصيت في الكوميديا الرومانسية، وتدور أحداثه حول رجل أعمال وسيم يدير شركة ضخمة، يأتي في زيارة عمل إلى لوس أنجلوس لعقد سلسلة اجتماعات. ولأن حياة هذا الرجل الثري الناجح تنطوي على الكثير من الوحدة والعزلة، يقرر البحث عن فتاة لمرافقته في تلك الاجتماعات.

يلتقي الرجل بمقدمة خدمات جنسية في الشارع، ويختارها لتكون مرافقته، قبل أن تبدأ العلاقة بين الثنائي بالتشابك، وتتسرب العاطفة إليهما فتُحدث في نفسيهما تأثيرًا كبيرًا، إذ تترك الفتاة فيفيان وورد عالم الخدمات الجنسية وتتجه إلى إكمال تعليمها.

حقق الفيلم أرباحًا خيالية في شباك التذاكر، إذ جنى قرابة الـ450 مليون دولار في مختلف دور العرض حول العالم، ونالت روبرتس عن دورها في الفيلم أول ترشيح لها لجائزة الأوسكار.



2- Erin Brockovich

الفيلم الأيقوني الذي نالت روبرتس عن دورها فيه جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في دور رئيسي، وهو نا العلامات الفارقة في إطار ما يعرف بـ "سينما قاعات المحاكم". 

تلعب النجمة الأمريكية في الفيلم دور إيرين بروكوفيتش، وهي أم عازبة تعيل ثلاثة أطفال، أحدهم مريض، وتعيش ضنك العيش ومرارته، وتعاني من صعوبات وضغوطات حياتية جمة. وفي أحد الأيام، تُصاب إيرين بحادث مروري يؤدي إلى كسر برقبتها، فتوكل محامي يؤكد لها أنها سوف تربح القضية لا محالة.

لكنها تخسر القضية، فتعود بعدها للمحامي وتلح عليه ليوظّفها عنده في قسم التوضيب والملفات، وتباشر عملها، فتلفت انتباهها قضية جانبية تتحدث عن الربط بين إصابة أبناء منطقة محددة بالسرطان، وتحليل المياه في منطقة عمل شركة الكهرباء والغاز باسفيك.

تبدأ بروكوفيتش بملاحقة الأمر، وعندما تتأكد من أن الشركة هي من تسبب بتلويث المياه، تقوم تحريض أهالي المنطقة لرفع دعاوى جماعية ضد الشركة، وتفوز المدينة الصغيرة بالقضية ضد شركة الكهرباء والغاز، وتحصل على تعويض مالي كبير يقدر بـ333 مليون دولار بمساعدة وإصرار وتفاني إيرين.

الفيلم مبني على أحداث حقيقية، كما أنه حقق أرباحًا كبيرة، وحظي بمراجعات نقدية إيجابية جدًا، وهو من من تأليف سوزانا غرانت، وإخراج ستيفن سودربرج.



 3- Notting Hill

إحدى أروع تجارب الكوميديا الرومانسية في العشرين سنة المنصرمة، وقد قدّم فيه كل من جوليا روبرتس وهيو غرانت أداءً غاية في الروعة والهدوء والتشويق. الفيلم أميركي بريطاني تتحدث حكايته عن نجمة سينمائية عالمية تزور لندن للتصوير، وهناك تقع في حب شاب وسيم وعادي جدًا غارق في يوميات محبطة تثير السأم من فرط تكرارها وعاديتها، ويدير متجرًا لكتب السفر.

لكن حياته البائسة تلك تنقلب رأسًا على عقب حينما يلتقي بالنجمة العالمية آنا سكوت في متجره، حيث تتشكل ملامح الإعجاب بين الطرفين التي ما تلبث أن تتحول إلى حب بين النجمة والشاب البسيط، ويبدأ مسار هذه العلاقة بالتشابك والتعقيد، وتتأرجح علاقتها بين صعود وهبوط بسبب جهل الشاب التام حول كيفية التصرف الصحيح أمام نجمة سينمائية بكل هذه الشهرة والشعبية، ولأنه سوف يصبح عرضة للابتزاز من قبل الصحفيين الفضولين، ويتم الإيقاع بهما بسبب سذاجته.

ينتهي الفيلم نهاية سعيدة، لكن قبل هذه النهاية تعترض طريق العلاقة الكثير من المطبات والصعوبات المصاغة بالكثير من الطرافة والعاطفة. 



4- Mona Lisa Smile

يرصد الفيلم بدايات حركة النضال النسوي في أمريكا خلال خمسينيات القرن العشرين عبر قصة معلمة الفنون كاثرين آن واتسن، التي تترك لوس أنجلوس وتقبل بوظيفة معلمة فنون في ويلسلي كولدج  للطالبات.

تلاحظ المعلمة أن المدرسة تتبنى الفكر التقليدي المحافظ، وتعتبر أن دراسة الفتيات هي لإكسابهن بعض المهارات ليُصبحن مستعدات للحياة الزوجية، ولكي يكن أمهات مؤهلات. وفي المقابل، تَظهر الطالبات وهنّ بكامل الخضوع والاقتناع وتبني هذا الفكر التقليدي المحافظ، فتحاول المدرِّسة الجديدة حثهن على التفكير بحرية أكبر، ودفعهن إلى رسم سياق لحياتهن بعيدًا عن أحلامهن المختزلة بزوج وسيم، وألا يرضين بأن يكون دورهن هو فقط الدوران في فلك الذكر.

تبدأ المعلمة بالتعرض للضغوط بعد تفشي الأفكار التحررية في أوساط الفتيات، وتقرر المغادرة والعودة للحياة التي اعتادت عليها في لوس أنجلوس، لكن بعد أن عرّت ذلك المجتمع المتمثل بمجتمع المدرسة المحافظ، وكشفت أنه يقوم على الكذب والنفاق والادعاء. 



5- Wonder

من التجارب السينمائية الأكثر لطفًا ودفئًا. فيلم مشحون بالكثير من العاطفة، يدفعك للغضب والضحك والبكاء والحزن طبعًا. دراما اجتماعية شديدة الحساسية تجاه فكرة التقبّل والعزيمة والإصرار لتغيير نظرة الناس تجاه الاختلاف، ورفع وعيهم لحجم المخاطر النفسية ونوعية الضغوطات التي يتعايش معها أهالي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ناهيك عن الأطفال أنفسهم وعوالمهم النفسية وقدرتهم على التواصل مع محيطهم.

يقدّم في هذا الفيلم كلٌ من جوليا روبرتس وأوين ويلسون أداءً فيه الكثير من الخبرة الاجتماعية والقوة، وفيه أيضًا الكثير من العطف والحزم، التفهم والانكسار، وإظهار حالات الضعف التي تنتاب الآباء والأمهات اللذين يرعون طفلًا لديه احتياجات خاصة. لم يقدّم أيًا منهما أداءً مستلبًا للنمط الإيجابي، أو نماذج تميل إلى كسب التعاطف، بل  شخصيات ظهرت وهي تمتلك خبرة عميقة، وحسن تصرف مع طفل بمواصفات خاصة. 

يروي الفيلم قصة الطفل الرائع أوغست المصاب بـ"متلازمة تريتشر كولينز" التي تؤدي إلى حدوث تشوهات كبيرة في الوجه. يجري أوغست الكثير من العمليات ليصل إلى ملامح وجه شبه طبيعة مع وجود ندوب وشقوق واضحة. يعاني أوغست وأهله بطبيعة الحال عندما يبدأ ابنهما بزيارة المدرسة، هذا العالم المخيف الزاخر بالتنمر على أشخاص أصحاء بلا مشاكل خلقية، فكيف بطفل بتشوهات واضحة في الوجه؟

الفيلم رحلة من الأمثلة شديدة العاطفة والقوة، ويمد أهالي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالكثير من العزيمة والحب لمواجهة صعوبات الحياة، وتقبّل بشاعة العالم، ويدعوهم للتحلي بالصبر والعزيمة لفرض التقبل لا تسوله، تمامًا كما فعل أوغست الطفل وأبويه، إذ يُمنح في نهاية العام الدراسي ميدالية التميز لما أظهره من عزيمة وإصرار على اجتياز الصف الرابع، وعلى الروح الإيجابية التي بثّها بين زملائه وفي المدرسة ككل.

وفي واحدة من أروع عبارات الفيلم، يقول أوغست: لم أفعل شيئًا يستحق نيل ميدالية التميز، ما أعرفه أنه من حق أي إنسان أن يحظى بالتتويج، وبوصلة تصفيق من الجميع، وأظن أنني حصلت عليها.