11-يوليو-2023
Angelina Jolie

الممثلة أنجلينا جولي

تنحدر النجمة العالمية أنجلينا جولي من عائلة فنية فوالدها الممثل البارع جون فويت، ووالدتها الممثلة والناشطة في حقوق الإنسان مارشلين برتراند، وقد يخيل للمرء أن نشأتها في أسرة فنية قد يزيل من أمامها الكثير من العواقب للوصول إلى النجومية، لكن هذا ما لم يحدث حقًا، فعلى الرغم من تأثير والديها في سيرة حياتها الفنية، إلا أنها عانت من طفولة مضطربة، وميول انعزالية وانتحارية أحيانًا، فالممثلة التي ستصبح الأعلى أجرًا في هوليوود لأكثر من مرة، بذلت جهدًا مضاعفًا للتحرر من سمعة الطفلة المدللة، الفتاة الثرية الفارغة، ابنة نجمي السينما، لذلك حاولت شق طريقها بنفسها، طردت الفتاة المراهقة ذات الميول السوداوية من ثانوية بيفرلي هيلز، والتحقت بمسرح ستراسبرغ المسرحي، وشاركت في العديد من المسرحيات على ذلك المسرح، كما أنها عملت كعارضة أزياء. بل حتى إنها اشتركت في أغاني مصورة.

بدايتها الحقيقية كانت في فيلم سايبورغ 2، وبعد هذا الفيلم بدأت حياتها المهنية بالتشكل والانتظام، وأخذت بتكوين مساحتها الخاصة والمميزة في عالم هوليوود، من خلال إضفاء الكثير من قوة شخصيتها في الأدوار التي تلعبها، وخاصة في أفلام الحركة، إذ قدمت أنموذجًا خاصًا يحتذى به للمرأة في أفلام الحركة. ألهم أداؤها الرزين والعميق، لشخصيات البطلات الخارقات والعميلات السريات، صناعَ أفلام الحركة للتفكير بشكل أكثر عمقًا عند ابتكار شخصية أنثوية خارقة، أو بطلة لأفلام الحركة، وتهافتت عليها شركات صناعة الترفيه السينمائي المختصة بأفلام الحركة والرعب، بسبب أدائها المعياري الذي صار يقاس به شكل بطلة فيلم الحركة أو البطلة الخارقة.

أظهرت بشكل خجول ومضة من أداء بمزايا نفسية مركبة وقدرة متميزة، على لعب الشخصيات "السيكولوجية" الدرامية في فيلم "Girl, Interrupted"، الذي حازت فيه على جائزة الأوسكار، لترفع بعد ذلك الحجاب عن جزء مخفي من موهبتها كممثلة، وبأنها ليست مجرد موديل بارعة في أفلام الحركة.

في هذا الاستعراض لأهم أفلام أنجلينا جولي التي شكّلت نجوميتها العالمية، وجعلت منها ممثلة متفانية، كونها لم تكتف بالوجه الحسن، ولا المزايا الجسدية المرنة التي أهلتها لأفلام الحركة، وإنما تلك الممثلة البارعة التي يزخر عالمها الداخلي بالكثير من محفزات الأداء السينمائي التمثيلي رفيع المستوى.


1- Girl, Interrupted

الفيلم مقتبس عن مذكرات شخصية، ويروي قصة سوزانا كيسن التي ظهرت عليها أعراض الاكتئاب والميول الانتحارية عقب تخرجها من المدرسة الثانوية.

تدخل الفتاة إلى مصحة عقلية، ومن خلال تجربتها الشخصية يقودنا الفيلم للتعرف إلى العوالم النفسية المضطربة للفتيات، في فترة الستينيات من القرن الماضي، أحلامهن، سماتهم الاجتماعية، آثار حيواتهن الاجتماعية المطبوعة في طرق تفكيرهن وسلوكهن المرتبك.

تتقرب سوزانا من إحدى نزيلات المصحة العقلية، وتنشأ علاقة بينهما، إذ تتمتع ليزا بشخصية قوية وعدوانية ومتمردة، وعنيفة معظم الوقت، هذه السمات جعلت منها من أكثر النزيلات خطرًا وصعوبة في التعامل، لكن تقاربها مع سوزانا، يوقعها في البداية تحت تأثيرها وتأثير قوة شخصيتها، ثم ما تلبث أن اظهرت روحًا ضعيفة جريحة خلف ذلك القناع من القسوة والتمرد.

حظي الفيلم بإشادات كبيرة من النقاد، وفيه حصدت جولي أوسكارها الأول كأفضل ممثلة مساعدة عن شخصية ليزا.


2- جامع العظام

تشاركت جولي البطولة في هذا الفيلم البوليسي الدرامي مع أحد ألمع نجوم هوليوود، وهو دينزل واشنطن. وكان الفيلم أولى تجاربها في البطولة الثنائية، خاصة أمام نجم بحجم واشنطن.

تدور الأحداث حول محلل مسرح جريمة عبقري، بإمكانيات فريدة، وحس جنائي عال. يتعرض هذا التحري الشهير لحادث في مسرح جريمة ويصاب بشلل رباعي في الأطراف إلا إصبع واحد في يده، لكن بقي رأسه ووجه لم يطلهما الشلل.

لا تستطيع شرطة المدينة التخلي عن خدماته، ويبقى مرتبطًا بعمله رغم عجزه التام عن الحركة، معتمدًا على قدراته الذهنية الاستثنائية، لكنه رغم ذلك بدأ البحث عن شريك يتمتع بذات الحس الجنائي والبصيرة النافذة، فيصبح وكأنه مكتشف مواهب، تقع عينه على شرطية مختصة بقضايا الأطفال، ويطلع على صورة تحريات قام بالتقاطها، ويصر على ضمها لفريق عمله، ترفض في البداية لكنها سرعان ما تتجاوب، وتبدأ قدراتها التحليلية بالظهور، من خلال تحفيز المحقق الذكي، وبعد هذا الاكتشاف تبدأ المتحرية باكتشاف أشياء عن نفسها لم تكن تلحظها قبل هذه الوظيفة، وتؤمن بنفسها أكثر، إلى أن تنقذ المتحري المشلول بذاته من القتل، من خلال تحليل معطيات عدة تشير إلى أن القاتل يريد استهداف المحقق.

عمل مليء بالتشويق والإثارة، وفيه تناغم أدائي رائع بين واشنطن وجولي، اكسب الفيلم زخمًا ايقاعيًا خاصًا.


3- سولت

على الرغم من أن فيلم سولت يعتبر من الأفلام المفرطة في تجاريتها، والذي يستعيد أجواء الحرب الباردة، مضمونة التشويق والجماهيرية، إفراط في المشاعر الوطنية، وأبطال لا يقهرون، وأسلحة نارية من كل شكل ونوع، فضلًا عن السرديات الاستخباراتية حول التحمل، والإرادة البشرية. لكن رغم ذلك كله قدمت جولي أنموذجها الخاص في أفلام الحركة، محاولة بث عمق داخلي ما في شخصية البطل، يقربه ويجعله ممكنًا رغم الأسطرة التي يفرضها السيناريو.

تتكشف الأحداث تباعًا عن مشروع استخباراتي روسي، يعمل على تنشئة الأطفال منذ الصغر تنشئة وفق الثقافة الأمريكية بأدق تفاصيلها، مع ولاء لا يمكن خدشه لروسيا. تصبح أيفلين سولت عميلة في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. وفي حدث كبير يجمع الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي، يشي عميل استخباري روسي للوكالة أن سولت عميلة مزدوجة وسوف تقوم باغتيال الرئيس الروسي خلال الزيارة، وتبدأ المطاردة بينها وبين جهاز وكالة الاستخبارات المركزية.


4- الراعي الصالح

الفيلم من إخراج الممثل روبيرتو دي نيرو، ومن بطولة مات ديمون. ميزة الفيلم أنه فيلم سيرة ذاتية مبهمة، ولن يعرف المشاهد هل الفيلم مستند إلى أحداث حقيقية أم أن كل الأحداث هي محض الخيال.

راعى الفيلم تجنب الحديث عن الأسماء، مما يجعله فيلم سيرة ذاتية بامتياز، لكنه استفاد من هذا الإبهام، في التحرر من الوثيقة التاريخية ومعالجتها سينمائيًا بطرق مبتكرة.

كما قدم الفيلم أنجلينا جولي بوصفها واحدة من أهم نجمات هوليوود، وأظهرها بأنها الممثلة غير المؤطرة بأطر أفلام الحركة، بل يمكننها أن تلعب أدوارًا هامة في أفلام كبيرة، مع نجوم يعتبرون من أيقونات هوليوود تمثيلًا وإخراجًا مثل روبيرتو دي نيرو وألك بالدوين وجو بيشي.

تدور الأحداث حول أدوارد ويسلون، أحد مؤسسي وكالة الاستخبارات المركزية بعيد الحرب العالمية الثانية، وصولًا للحرب الباردة. الفيلم تأمل عميق في عالم الجاسوسية وما يكسبه أفراد هذا العالم مقابل ما يخسرونه، إذ يكلف ولسون بكشف خيانة تسريب معلومات لفيديل كاسترو. وخلال بحثه يكتشف معلومات خطيرة على أعلى المستويات. يرتقي ويلسون في سلم الوكالة ويتقلد مناصب رفيعة. لكنه يبدأ بخسران إيمانه بوطنه ويخسر عائلته، فضلًا عن المرض بالشك الذي صار يحكم حياته بالكامل ويجعله متحفزًا ولا يقوى على الثقة بأحد، حتى بأقرب الناس إليه.


5- استبدال

في رائعة كلينت إيستوود هذه عادت أنجلينا جولي لتذكرنا بقدراتها كممثلة نهلت خبرتها من المسارح وأفلام الميزانات المحدودة التي تعتبر اختبارًا حقيقًا للممثل، وقدمت أداء استثنائيًا يرى فيه النقاد أنه واحد من أنضج وأجمل أفلام جولي حتى الآن.

تدور الأحداث حول كريستين كولنز التي تحولت قصتها مع الشرطة إلى قضية رأي عام، إذ إن الفيلم مستند على أحداث حقيقة حدثت عام 1928 في لوس أنجلوس. تفقد كولنز ابنها الوحيد ذا التسعة أعوام وتبلغ الشرطة على الفور، والتي بدروها تستمر بالبحث عنه مدة 5 شهور، لتعود للأم بطفل آخر مدعين، أنه ابنها، ترفض الأم استعادة الطفل من الشرطة لأنه ليس ابنها، وتتهم الشرطة بالاحتيال عليها. بدروها تتهم الشرطة الأم كولينز بأنها مختلة ويقومون بإرسالها لمصحة عقلية.

تتحول قضية الأم كولينز إلى قضية رأي عام تطيح بعناصر شرطة كثر، وبرئيس الشرطة، الذي كان يحاول إغلاق ملف اختفاء الأطفال كي لا يؤثر على انتخابات عمدة ولاية لوس أنجلوس، لتكتشف لاحقًا مقبرة جماعية تضم رفات عدد من الأطفال قام قاتل متسلسل بقتلهم، يظهر في آخر الفيلم طفل ناج من تلك المذبحة ويروي للأم كولينز أنه وطفل آخر نجحا في الهروب، وربما تنطبق مواصفات الطفل الآخر على ابنها، وتبقى الأم على أمل أن يظهر طفلها في يوم من الأيام.

الفيلم قاس بقدر ما هو جميل ومؤثر، فضلًا عن الأداء الاستثنائي العميق لأنجلينا جولي.