25-أغسطس-2020

كان نوير سببًا رئيسيًّا في تتويج البايرن بلقب دوري أبطال أوروبا (Getty)

مع ختام مسابقة دوري أبطال أوروبا بتتويج بايرن ميونيخ ملكًا على عرشها، تسلّطت الأضواء حول الأداء الأسطوري الذي قدّمه الحارس الألماني مانويل نوير، وكيف شكّلت تصدّياته سببًا رئيسيًّا للتتويج بالكأس ذات الأذنين الطويلتين، وهنا طُرح سؤالًا هامًا مفاده من هو أفضل حارس في العالم، وحينما نتفحّص في بعض التفاصيل لا يمكننا إلا وأن نضع نوير في خانة الكبار، الحارس الذي قاد البايرن للتتويج بدوري الأبطال في مناسبتين، وحصد الألقاب المحلّية واحدًا تلو الآخر، نجح أيضًا في الظفر بكأس العالم مع المانشافت في مونديال 2014، كلّ ذلك يمثّل أسبابًا تعزّز رصيده كأفضل حارس في تاريخ كرة القدم، إضافة إلى بعض التفاصيل الفردية التي سنتناولها في هذا التقرير، والذي يمثّل على الأقل وجهة نظر شخصيّة.

السبب الأول: إجادة اللعب بالقدمين

لا يختلف أحدٌ على أن الدولي الألماني مانويل نوير هو أكثر حرّاس المرمى مر على تاريخ كرة القدم إجادة للعب بقدميه، نعم هنالك من برعوا بذلك و خاصة حراس أمريكا الجنوبية خلال الثمانينيات و التسعينيات من القرن الماضي ... إلا أن مهاراتهم هذه كانت استعراضية غير نافعة باستثناء تشيلافيرت في الكرات الثابتة، بينما مهارة نوير تمنح فريقه أفضلية اللعب بزيادة عددية ( أحد عشر لاعبًا بدلًا من عشرة لاعبين و حارس مرمى)، مما يعزز بناء الهجمة من الخلف و التي أصبحت مطلب معظم المدربين، حاليًا يوجد الكثير من الحراس يتمتعون بتلك الموهبة.

السبب الثاني: نتيجة للسبب الأول و لثقته الكبيرة بنفسه تراه يتجاوز مركزه كحارس مرمى، ليدافع ليس فقط في الخطوط الخلفية، و إنما قد يصل إلى دائرة منتصف الملعب عند الحاجة بسبب الخسارة وضيق الوقت، أو عندما يقوم فريقه بضغط كبير على الخصم.

اقرأ/ي أيضًا: ثلاثية تاريخية.. بايرن ميونيخ يظفر بدوري أبطال أوروبا للمرّة السادسة في مسيرته

السبب الثالث: يتبع أيضاً للسبب الأول مع قيمة مضافة، وهي المراوغة وافتكاك الكرة بالقدم ... نوير يعتبر واحدًا من أفضل حراس العالم الحاليين، إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق في المراوغات وافتكاك الكرة بالقدم.

السبب الرابع: إدارته للفريق من الخلف سواء كان قائد الفريق أم لا، فحارس المرمى هو أكثر لاعب لديه القدرة على رؤية الملعب و توجيه اللاعبين عامة والمدافعين خاصة، كل هذه الأمور تجعل من نوير أفضل حارس يبني هجمة خلفية.

يتجاوز نوير مركزه كحارس مرمى، ويمنح فريقه ثقة هائلة نظرًا لحسّه القيادي، إضافة إلى مؤازرة الفريق هجوميًّا ودفاعيًّا

السبب الخامس: مهمته الأساسية بين خشبات المرمى و هنا نأتي إلى بعض التفاصيل:

الكرات الطويلة و اعتراض العرضيات الهوائية ... ممتاز

اعتراض العرضيات المنخفضة ... جيد

التمركز بين القائمين عند وجود الكرة على مشارف خط الستة عشر، والارتقاء في حال التسديد.

 ردة الفعل وخاصة في الكرات القريبة والمنعكسة عن الدفاع ... ممتاز

ضربات الجزاء ... جيد بالجمع ما بين التسديدات الهوائية و الأرضية

المنفردات ... و هذه برأيي أصعب حالة لدى حراس المرمى لأنها تتطلب من حارس المرمى التوفيق بين أمرين، الأول إغلاق المرمى و الثاني منع اللاعب من تجاوز الحارس، و مما يزيد الأمر صعوبة على حارس المرمى في المنفردة هو أنه خط الدفاع الأخير قبل انكشاف المرمى بشكل كامل، بينما في التسديدات هنالك دوما تأثير المدافعين في رؤية المهاجم للهدف وتضييق زاوية التسديد.

و هنا يبرز دور حارس المرمى و حسابات دقيقة جداً تعطيه الإذن إما بالخروج أو البقاء في عرينه، على حسب سرعة المهاجم و التصاق قدم المهاجم بالكرة، كثيرٌ من الحراس يسارعون في الخروج فيقوم المهاجم بإرسال الكرة فوق الحارس ... أو يفتح الحارس قدميه بشكل مبالغ فيه، فيرسل المهاجم الكرة بين قدميه.

نوير حساباته دقيقة في هذا الشأن، خروجه محسوب باستثناء بعض الحالات كما حصل في مباراة ليفربول العام الماضي و هدف ساديو ماني، و هذا طبيعي فلكل حصان كبوة، و أما عن تغطيته للهدف و تضييق زاوية الرؤية للمهاجم فإن نوير يقوم بذلك بشكل فريد أقرب ما يكون لحراس كرة اليد، يقوم بتغطية الجهة التي يأتي منها المهاجم بفتح كلتا يديه وثني ركبته ويضعها على الأرض، بحيث يحافظ على مدى تغطية القدمين ولا يترك فتحة بينهما، الأمر يمكن أن تراه جليا في كثير من تصدّياته القريبة.

الخلاصة: قد يكون بعض حراس المرمى أبرع قليلا من نوير في بعض الجزئيات كالتسديدات الأرضية أو ضربات الجزاء أو حتى الارتقاء ... و لكن لن تجد أنفع من نوير كحارس مرمى لفريق يؤدي لعبة جماعية ككرة القدم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بايرن ميونيخ يضرب موعدًا تاريخيًّا مع باريس سان جيرمان في نهائي دوري الأبطال

دون رأفة.. بايرن ميونيخ يكتسح برشلونة بالثمانية ويبلغ نصف نهائي دوري الأبطال