05-يونيو-2019

أغلفة الروايات (ألترا صوت)

يحبّ البعض قضاء إجازة فيها الكثير من وقت الفراغ، وغالبًا ما يكون القرّاء في مقدّمة هؤلاء، إذ تحلّ القراءة دائمًا ضمن المراكز المتقدّمة في مشاريعهم أثناء فترة إجازة العيد. ولكنّ المشكلة دائمًا ما تكمن في سؤال: ماذا نقرأ؟ في هذا المقال، نرشّح لكم 4 روايات عربية ومترجمة لإجازة العيد.


1- ملك الهند

يحكي الكاتب والروائي اللبنانيّ جبور الدويهي في روايته "ملك الهند" (دار الساقي) حكاية رجلٍ يُدعى زكريا مبارك، يُعثر عليه، بعد أيام قليلة على عودته من غربةٍ طويلة قضاها بين أوروبا والأمريكتين وأفريقيا، مقتولًا عند حدود قريته المُسمّاة تل صفرا. تدخل الرواية منذ تلك اللحظة في أجواء بوليسية بحتة. وتبدأ التخمينات والتوقّعات كذلك تدور بين سكّان القرية حول هوية الفاعل. غير أنّ أصابع الاتّهام تستقرُّ غالبًا نحو أبناء العمومة، والسبب أنّ هناك حكاية قديمة ومتوارثة عند العائلة تقول بأنّ هناك كنزًا مدفونًا أسفل المنزل الذي بنته الجدّة بعد عودتها من أمريكا.

وفي ظلّ هذه الأجواء البوليسية، والاتّهامات والشكوك والاتّهامات المُتبادلة، ثمّة على أطراف الرواية عداءات طائفية تظهر وتختفي فجأة، بحكم المصلحة أوّلًا وأخيرًا. وصراعات عائلية تقوم على خرافاتٍ تتعلّق بالذهب والكنوز المخبّأة. وكذلك بشرًا يعيشون على وهم وعودٍ بثورة زائفة.

2- لا تخبر الحصان

تتحدّث رواية "لا تخبر الحصان" (ممدوح عدوان وسرد) للروائي السوريّ ممدوح عزّام عن دركي من الطائفة الدرزية تجمعه علاقة مميّزة وحميمية مع حصانه، تُثير استغراب الآخرين، وغيرة زوجته وأولاده الذين يعبّرون عن كراهيتهم له من خلال ضربه حين تكون الفرصة سانحة لفعل ذلك، أي حين يكون الأب بعيدًا عن الحصان الذي تقاعد حين تقاعد مالكه، بعد أن تشاركا العمل لسنواتٍ طويلة بين الحدود التركية – السورية، حيث أمضى سالم، بطل العمل، سنوات حياته مطاردًا المهرّبين وقطّاع الطرق.

تجاوزت علاقة سالم بحصانه علاقة الخيّال بخيله بمسافاتٍ بعيدة، وتحوّلت إلى نوعٍ من الصداقة، نجد أنّ موقع الحصان فيها هو الشاهد على تفاصيل كلّ جولات ومطاردات مالكه. وبعيدًا عن العمل والجري خلف المهرّبين بين الحدود، كان الحصان كذلك شاهدًا على تفاصيل حياة سالم العائلية، وتقلّبات الزمن من حوله، والتحوّلات السياسية والاجتماعية الكبرى، كولادة الدولة السورية، وإجراء أوّل انتخاباتٍ برلمانية، وقصف دمشق وتفاصيل أخرى تشكّل صورة عن واقع تلك الحقبة، أي الأربعينيات.

3- البيت الذهبي

تدور أحداث رواية "البيت الذهبي" (منشورات الجمل، ترجمة خالد الجبيلي) للروائي الهندي-البريطاني سلمان رشدي في الولايات المتّحدة الأمريكية. تبدأ عشية انتخاب باراك أوباما رئيسًا جديدًا للولايات المتّحدة الأمريكية، وتنتهي بعد ثمانية أعوام، عشية انتخاباتٍ جديدة تُزيح أوباما، وتقدّم نموذجًا جديدًا من المرشّحين للرئاسة هذه المرّة؛ رجل ذو ثراء فاحش متزوّج من امرأة روسية جميلة، ويعمل في مجال العقارات، أي أنّ المرشح باختصار هو دونالد ترامب.

بين هذين التاريخين، نُتابع حكاية عائلة تظهر فجأة في أحد أحياء مدينة نيويورك، وتعيش بسرّية تامّة، وتكتمٍ شديد، دون أن يفصح أي من أفرادها عن أصولهم وهويتهم. وكذلك، في الوقت نفسه، نُتابع حكاية شابٍ يطمح لأن يكون مخرجًا سينمائيًا، وجد في حكاية هذه العائلة وغموضها مادّة جيّدة لفيلمٍ وثائقي ساخر، اعتمد في إنجازه على تخيّل ما يجري داخل منزلهم، وبين بعضهم البعض، دون أن يكون مضطّرًا لمعاينة ذلك بعينه، وبشكلٍ مُباشر. في المقابل، نعرف أنّ أبرز ما تعانيه العائلة الجديدة من مشاكل، هي أزمة الهوية التي تُطاردها منذ وصلوا نيويورك قادمين من مومباي.

4- الغرق: حكايات القهر والونس

يكتب الروائي السودانيّ حمور زيادة في روايته "الغرق: حكايات القهر والونس" (دار العين) حكاياتٍ عن الظلم والقهر ومصائر الإنسان في مجتمعاتٍ تُحكم بالعادات والتقاليد. اتّخذ حمور زيادة من قرية تقع على أطراف نهر النيل مسرحًا لأحداثه التي تنطلق حين يعثر أهالي القرية على جثّة تطفوا فوق سطح النيل، دون أن يتمكّنوا من تحديد هويتها. يتوافد سكّان القرى المجاورة إلى قرية حجر نارتي للتعرّف على جثّة الفتاة، ولكن الجميع يعودون من حيث أتوا دون جدوى.

نعرف أنّ المرأة الطافية أعلى سطح النيل، مجهولة الهوية، ولدت لأمٍّ كانت جارية، وأنّ المرأة نفسها أنجبت فتاةً خارج إطار الزواج، وأنّ الفتاة الصغيرة نفسها ستكون أمًّا في الثالثة عشر من عمرها. محاولات الأم، أي فايت ندو، في تأمين حياة أفضل لابنتها، بعيدًا عن مصيرها ومصير ووالدتها، تصطدم بعادات وتقاليد القرية التي تُمعن في إذلال وقهر المرأة، حتّى بدأن النساء في ممارسة القهر ضدّ بعضهنّ البعض كردّ فعلٍ انتقامي على ما يتعرضنّ له.

اقرأ/ي أيضًا:

4 روايات مترجمة عن الإيطالية

ماذا ستقرأ في عطلة الميلاد؟ 6 روايات مناسبة للإجازة