19-يوليو-2019

من فيلم "نادي الزوجات الأوائل" (1996)

ألترا صوت – فريق التحرير

على الرغم من غزارة الإنتاج السينمائي اليوم، إلا أنّ هناك أفلامًا تظلّ مكانتها ثابتة في ذاكرة من شاهدها، كما تظلّ أيضًا قابلة لإعادة التداول، وحاضرة دائمًا في المتن لا في الهامش، وملائمة لكلّ الأزمنة.

في هذا المقال، نعرض لكم ثلاثة أفلام كوميدية كلاسيكية باهرة. أُنتجت بقوالب كوميدية فيها من المرونة ما يكفي لجعلها قادرةً على تناول مشكلات العصر بأساليب سلسلة وساخرة، لا تخلو من روح الكوميديا إطلاقًا.


1- أوستن باورز

عدا عن كوميديته وخياله الجامح والابتكارات المجنونة فيه، يُعرف فيلم "أوستن باورز" (1997) إخراج الأمريكيّ جاي روتش بعمقه الذي تمكّن من إبراز أبعادٍ مختلفة جعلت من الحدث الدرامي موضوعًا. هكذا، يضعنا الشريط أمام شخصيتين تتبادلان العداء، ويُحاول كلّ واحدٍ التخلّص من الآخر؛ الأوّل يُدعى الدكتور ايفل (مايك مايرز)، شخصية تسعى للسيطرة على العالم، وترسم خططًا كارثية لتحقيق ذلك. بينما يُدعى الثاني أوستن باورز (يؤدّيه أيضًا مايك مايرز)، ويعمل جاسوسًا في جهاز المخابرات البريطانيّ.

يبدأ الفيلم بقتل الدكتور إيفل لبعض رجاله الذين فشلوا غي اغتيال باورز الذي يُعرف بحنكته ودهائه. تنتقل الكاميرا بعد ذلك بالمشاهد إلى واحدٍ من شوارع العاصمة البريطانية لندن، في 1967، قبل أن تعود وتقفز من جديد إلى 1997.

وكجزءٍ من الخيال الجامح في الفيلم، يُجمّد كلّ من إيفل وباورز نفسيهما قبل أن يعودا إلى الحياة مجدّدًا، ليتجدّد صراعهما، وهذه المرّة حول نيّة إيفل الاستيلاء على رؤوس نووية أرسلتها إحدى الجمهوريات المنشقّة عن الاتحاد السوفييتي المُنهار إلى الأمم المتحدّة، وطلب فدية بعد ذلك مقابل للتخلّي عنها. يتعيّن هنا على باورز البحث عن شركةٍ تُدعى "فيرتكوم" مملوكة لإيفل، ومن ثمّ معرفة تفاصيل مشروعٍ تُخطّط له الشركة، ويُعرف بـ"فالكون"، الذي أُعدَّ لطمر رؤوس نووية تحت الأرض لتفجير براكينها، الأمر الذي سيدفع دول العالم الكبيرة لدفع الفدية الضخمة لإيفل وتجنيب الأرض الكارثة التي ستحلّ بها لو نفذّ الأخير مشروعه.

2- هجوم من المريخ

يوصف فيلم "هجوم من المريخ" (1996) إخراج الأمريكيّ تيم برتون بأنّه ملحمة خيالية مدهشة، تجمع بين الكوميديا والخيال العلمي والإثارة. في هذا الفيلم، يتعرّض كوكب الأرض فجأةً لهجومٍ مُباغت من سكّان كوكب المريخ الذين قرّروا السيطرة على الأرض، وشنّ غزوٍ مُخيف الهدف منه زرع الخوف في قلوب سكّان الكوكب البشريين. على الفور، نرى الرئيس الأمريكيّ يجتمع مع معاونيه ومستشاريه لبحث موضوع الغزو. قبل أن يظهر على شاشات التلفاز ليتحدّث إلى الشعب عمّا يتهدّد الولايات المتحدّة الأمريكية.

لن يلجئ الرئيس إلى العنف في البداية، وسيفضّل المفاوضات بدلًا من المواجهة. هكذا، سنشاهد مجموعة جنود أمريكيين يستقبلون الفضائيين في صحراء إحدى الولايات الأمريكية. ستتحدّث المخلوقات القادمة من المريخ في البداية عن السلام، مؤكّدين أنّه ليست لديهم أيّ نيّة في غزو الأرض أو قتال سكّانها، ولكنّ تطيير جندي أمريكيّ لحمامةٍ كإشارة إلى السلام، سيقلب الأمور رأسًا على عقب، إذ ظنّ الفضائيون أنّها سلاح. بعد هذه الحادثة، يستمرّ الرئيس الأمريكيّ بالمفاوضات بدلًا من المواجهة، ويُحاول واحدٍ من ضبّاطه إقناعه بضرورة استخدام الأسلحة النووية للقضاء على المخلوقات الفضائية، ولكنّه لا يتمكّن من تنفيذ ذلك، إذ يعطّل الفضائيون هذه الأسلحة، ويقتلون بعدها الرئيس وزوجته، وهكذا إلى أن تكتشف امرأة تستمع إلى الموسيقى بأنّ أدمغة الفضائيين تنفجر حين يستمعون إلى الموسيقى، ليبدأ تمدّدهم بالتوقّف، ويعودون مهزومين، بسخرية، إلى كوكبهم.

3- نادي الزوجات الأوائل

في فيلم "نادي الزوجات الأوائل" (1996) إخراج الأمريكيّ هيوغ ويلسون، نقف أمام حربٍ باردة بين ثلاث سيّدات والمجتمع الأمريكيّ المتزمّت الذي لم يتمكّن من إخضاعهنّ أو ترويضهنّ وسلب شعلة الحياة منهنّ. سنشاهد السيّدات الثلاثة مُندفعات بشكلٍ لا يبدو طبيعيًا؛ متمرّدات ومخترقات لتقاليد وأعراف المجتمع الأمريكيّ، وغير مباليات بالكلام الذي يُقال عنهنّ. هكذا، سوف يتخذن قرارًا جماعيًا بالعيش وفقًا لرغبتهنّ، وكما يحلو لهنّ أيضًا، بحريّة تامّة، ودون تدخل أحد.

سنعرف مع تقدّم أحداث الفيلم أنّ لكلّ امرأة حكاية تخصّها، فالأولى، سينثيا (ستوكارد تشانينغ) تعيش حالات إحباط مستمرّة بسبب طلاقها من زوجها الذي قرّر الارتباط بفتاةٍ يافعة، تاركًا إيّاها لمصيرها الذي لن يكون مأساويًا كما تخيّله بنفسه. بينما الثانية، آني (دايان كيتون) منفصلة عن زوجها بشكلٍ مؤقّت، وتخضع برفقته لجلسات علاجٍ نفسيّ تنتهي بعودتهما إلى حياتهما السابقة التي تسير كما يجب حين تعرف آني أنّ ابنتها الوحيدة مثلية جنسيًا. أمّا الثالثة والأخيرة إيليز (غولدي هون)، تعيش حالة أرق مستمرّة بسبب طلاقها من زوجها. هكذا، ستتشابك حكاياتهنّ، لتجمعهنّ بعد ذلك قصّة صداقة رهيبة لا تخلو من المنغّصات. ستعرف إيليز أنّ زوجها يسعى للحصول على نصف ثروتها، وستدخل حالة اكتئابٍ خفيفة بعد عدم رغبة المنتجين بإسناد الأدوار الشابّة لها، ولعبها دور الأم دائمًا. أمّا آني، فتكتشف بأنّ الطبيبة التي أشرفت على جلسات علاجها وزوجها، قد دخلت في علاقة غرامية مع الأخير الذي عاد لطلب الطلاق منها من جديد. هكذا، ستتفق السيدات الثلاثة على تأسيس "نادي الزوجات الأوائل" اللواتي تعرضن للخيانة، مُتعهّدات بالانتقام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

4 من أجمل أفلام السينما الإيطالية على الإطلاق

4 من أجمل أفلام السينما الكورية