27-يونيو-2017

لقطة من فيلم صعيدي في الجامعة الامريكية

على ما يبدو فإن الفنان المصري "محمد هنيدي" أصبح علامة متميزة لكل متابعيه، فلا يترك حدث على مواقع التواصل الاجتماعي إلا ويشارك فيه، كما يواصل الرد على العديد من الأسئلة التي تأتي من متابعي حسابه الشخصي عبر موقع "تويتر".

فقام أحد جماهير "هنيدي" بطرح سؤال "كام ريتويت وتعمل صعيدي في الجامعة الأمريكية 2؟ فكان رد "هنيدي" عليه، إنه سوف يقدم فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية 2 إذا وصل عدد إعادة تغريد هذه التويته إلى 100 ألف. وأضاف أنه "سوف يعمل على دبلجة فيلم شركة المرعبين المحدودة 2، في حال عدم وجود أيه عقبات قانونية تعيق ذلك. في حين ينتظر الجمهور في حالة ترقب حتى اكتمال العدد المطلوب.

شارك الفنان المصري "محمد هنيدي" فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية، الفنانة منى زكي وأحمد السقا وطارق لطفي وغادة عادل، والفيلم من إنتاج مدحت العدل وإخراج سعيد حامد.

يتناول الفيلم كما يبين اسمه قصة طالب من الصعيد حصل على منحة للدراسة بالجامعة الأمريكية، تدور أحداث الفيلم حول الشاب الصعيدى الذي يحضر من بلدته في الصعيد إلى القاهرة لأول مرة في حياته حتى يلتحق بالجامعة الأمريكية، بعد أن حصل على مجموع كبير في الشهادة الثانوية، وليتعرض لكثير من المواقف الكوميدية الحرجة التي تحدث له بسبب هذا التحول الكبير في حياته، منها بسبب الشاب الرافض له في مجتمع الجامعة الأمريكية.

يعتبر الفيلم من أهم الأفلام بالنسبة لما سُمي آنذاك بسينما الشباب، حيث يمكننا اعتباره أول أفلام الشباب التي حوّلت وجهة شباك التذاكر من النجوم الكبار بلا استثناء في منتصف التسعينيات، لجيل شاب صاعد.

حقق فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية وقتها أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية، قدرت بحوالي 27 مليون جنيه مصري أو أكثر، ورغم بساطة الفكرة إلا أنها استهوت جماهير السينما وأرجعتهم إلى دور العرض التي كان الفيديو قد سحب الجماهير منها تجاهه.

قدّم  فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية نجومًا غير معروفين، وأصبحوا الآن مشاهير. كما شجّع بعض المنتجين لكى يستثمروا أكثر في الوجوه الجديدة من جيل الشباب حتى يظهروا كأبطال؛ بعد هذا الفيلم أصبح الفنان أحمد السقا بطلًا مستقلًا، وأصبح نجوم الصف الثاني بالسينما المصرية أبطالًا لأفلام بعد أن كان الإنتاج السنوي حوالي 3 أفلام على أقصى تقدير، أصبحت دور العرض لا تكفى لعرض ما تم إنتاجه من أفلام.

اقرأ/ي أيضًا: 4 من أجمل أفلام السينما الإيطالية على الإطلاق

فحاولت التفكير في شيء ربما بعيد عن فكر "هنيدي" وجمهوره بعد 17 عامًا من إنتاج صعيدي، وهي المشكلات التي كانت لتواجهها قصة الفيلم نفسها، والتي لم توجد في عام 2000 وقت الإنتاج، ويدركها كل من شاهد الفيلم.

1. الحبس أثناء التظاهر في الجامعة
يجد بطل الفيلم "خلف" نفسه مجبرًا على التظاهر داخل الحرم الجامعي، بصحبة صديقه السياسي "أحمد"، يتم التحقيق معهم وإطلاق سراحهم في نفس اليوم، وهو ما لم يصبح موجودًا هذه الفترة، فهناك الكثير من طلاب الجامعات في السجون المصرية نتيجة التظاهرات منذ سنوات.

حقق فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية وقتها أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية، قدرت بحوالي 27 مليون جنيه مصري أو أكثر

خلال هذه العام بدأ عدد من الجامعات المصرية محاولة تطبيق "قانون تنظيم حق التظاهر داخل الحرم الجامعي" لاستعادة الهدوء وضبط المظاهرات ومنع وقوع الاشتباكات بين الطلاب. بينما أثار قانون التظاهر حالة من القلق بين طلاب الجماعات باعتبار أن شروطه جاءت مفاجئة لكل التيارات السياسية على حد قول الكثيرين.

حيث يشترط القانون على الجميع "إخطار الجهات الأمنية قبل التظاهر بفترة، وأن تكون لوقت محدد يتفق عليه مع الجهات الأمنية"، وهو ما جعل الكثير من طلاب الجامعات يعلنون العصيان عليه والتمسك بمادة التظاهر التي جاءت بقانون تنظيم الجامعات بعد ثورة 25 يناير المصرية، والتي "تعطي الحق لرؤساء الجامعات بالتحقيق مع أي خروج عن النص باعتبارها جهات حكومية مستقلة بذاتها".

2. رفض مشهد حرق علم إسرائيل

"هذا العام يكون قد مر سبعون عامًا على اغتصاب فلسطين وقيام دولة إسرائيل، سبعون عامًا من المهانة والوحشية (دير ياسين وبحر البقر وغيرها) سبعون عامًا من المحاولات لسرقة الأرض وتشريد أهلها وتهويد القدس الشريف، سبعون عامًا من تجاهل القرارات الدولية والمواثيق والأعراف، وأمريكا تقف أمام هذا كله وتحميه، وتفتح صدورنا نحن العرب لأسلحتها الفتاكة وتجربها فينا، وتغض الطرف عن تصرافات إسرائيل وممارستها العنصرية".

بهذه الكلمات يمر أحد مشاهد الفيلم، في موقف استثنائي رقابيًا ينتهي بحرق علم إسرائيل، على ما يبدو أن ذلك الآن لن يمر مرور الكرام على الرقابة أو الحكومة، التي تتخد من أمريكا مصدر الحزم والقضاء على الإرهاب، بالإضافة لرفض مشهد حرق العلم الإسرائيلي، علم الدولة التي صارت في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أقرب ما تكون للنظام المصري.

3. رفع كلفة المصاريف
أكد عدد من طلاب الجامعة الأمريكية التي يحمل الفيلم اسمها، خلال العامين السابقين، استمرارهم في تنظيم التظاهرات داخل الحرم الجامعي، للاعتراض على رفع المصروفات الدراسية، لحين تنفيذ إدارة الجامعة لمطالبهم بخفض المصروفات والاستجابة لهم. تحت شعار "يا جامعة أمريكية أهالينا مش حرامية".

ورفع الطلاب لافتات منددة بزيادة المصروفات والأوضاع الاقتصادية في مصر، خاصة بعد قرار البنك المركزي بتعويم الجنيه ورفع سعر الدولار.

اقرأ/ي أيضًا: 8 أفلام كوميدية مرشحة للمشاهدة في إجازة العيد

وطبقًا لتقرير الجامعة، في محاولة لسد الحاجة المتزايدة لبرنامج المساعدة المالية، قررت إدارة الجامعة التركيز على دعم الطلاب الذين يثبتون حاجتهم المالية بشكل أساسي، بينما يتم إلغاء المنح المعتمدة على إنجازات الطلبة لسد الحاجة المتزايدة لبرنامج المساعدة المالية التي دخل بطل الفيلم "خلف" الجامعة بسببها كأساس لحبكة الفيلم.

تحصّل الجامعة الأمريكية حاليًا نصف الرسوم الدراسية بالجنيه المصري والنصف الآخر بالدولار

وتحصّل الجامعة الأمريكية حاليًا نصف الرسوم الدراسية بالجنيه المصري والنصف الآخر بالدولار، بينما كانت المصاريف تدفع بالجنية المصري سابقًا، وكذلك قامت الجامعة مؤخرًا بإلغاء المنح الدراسية التي كانت تمنح الطلاب تخفيضات مختلفة بحسب المعدل التراكمي لدرجاتهم.

ربما لو قرر "هنيدي" عمل تلك القصة هذه الأيام ستجد في طريقها مشاكل قد تمنعها من نظم حبكته بشكل منطقي، وسط العديد من المشاكل السياسية والاجتماعية المعقدة التي تقف حائلًا بين "خلف" الطالب المصري الطموح وبين أحلامه بالمرصاد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

3 أفلام مصرية في شباك التذاكر في عيد الفطر

19 فيلمًا ننتظر عرضها بالسينمات في النصف الثاني من 2017