16-نوفمبر-2017

علاء بشير/ العراق

ثمة قصيدة تذوي كل يوم

تُنشل في زحام، وتشظيها ثرثرة

تبدأ في التلاشي مطلع الفجر

وينثر هدير السيارات في الليل فتاتها على الوسادة.

 

ثمة قصيدة عظيمة أنتظرها كل يوم

كأن تكون عن رجل وضع كرسيه في غرفة

وأطلق خطبة حماسية تبدأ بحرق ورقة

ثم قال: سواد النار يذرى، في عرض مباشر للعدم.

ثم قال: سواد الكلام يذرى، تطويه وقفات من الصمت.

ثم قال: وهذا السواد يذرى، سواد خطبة تلقى بلا حشد.

ثم نام الرجل، وكان سواد القصيدة يملأ من بعده المكان.

 

ثمّة قصيدة عن الجلوس في المضمار

وافتراش قناعة بلا جدوى اللهاث خلف النهاية

عن الشاعر الذي يقذف النرد في النهر

ويعود إلى بيته حافيًا

لا طعام لديه ولا غد

لكنه أمام مرآته ملامح

وأمام نافذته انتظار

وأمام حبيبته كل شيء.

 

وثمة قصيدة عن القصيدة

عن لحظة مرعبة كهذه

تبدو بها الأشياء أسهل مما ينبغي

وتقترب المسافة من المرأى ولا تصل.

فيحضر الطيش والنكران

وتبدأ الحكاية:

 

هذا الرجل المتعب أنا،

الحبل الذي يسحبه النوم من طرف، والشعر من طرف

الرجل الذي أحب حتى استنفد كلماته

وجلس بعد منتصف الليل محبطًا

نشر حوله عشرات الفراشات

صبغ الإنارة بالغشاوة

والخلوة بالأوهام

استعاد شجرة الأمس وقطف منها الظهيرة:

كانت الوكالة باردة، والأخبار ساخنة ورأسي بلا دماء

سحقت عقب السيجارة وشربت رشفة شاي من ورق مقوى

نزلتْ ستائر على عينيَّ واختفى النور

عندما دخلتِ من الباب، وقلتِ: يمكنك العودة الآن إلى البيت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في أحلامي ينقصني الهواء

ثلاثة أوقات للقتل