02-يناير-2019

سيطرت الأخبار الكاذبة على المشهد الصحفي والإعلامي في 2018 (Library of Congress)

هل يُمكن أن نسمي 2018 بعام الأخبار الكاذبة والفبركات الصحفية؟ نعم، وذلك على ضوء أن مصادر الأخبار الكاذبة باتت أوسع انتشارًا من أي وقتٍ مضى، جنبًا إلى جنب مع اتساع نطاق الفبركات الصحفية. 

على ضوء اتساع دائرة مصادر الأخبار الكاذبة والفبركات الصحفية أكثر من أي وقتٍ مضى، يمكن أن نسمي 2018 بعام الأخبار الكاذبة

عزز من ذلك انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وتنوع وسائط التواصل بين الأفراد، والتي استُخدمت على نطاق واسع كأدوات للبث والإبلاغ الخبري دون تدقيق أو تمحيص، ما جعلها أبرز وسائل تمرير الأخبار الكاذبة.

اقرأ/ي أيضًا: وداعًا للصحافة.. أهلًا في جمهورية "السوشال ميديا" للأخبار الكاذبة!

وتشير بعض الأبحاث إلى أن الأخبار الكاذبة مُشتهاةٌ أكثر، ما يجعلها أوسع انتشارًا بين الناس. فضلًا عن أن الفبركات الصحفية باتت تخرج من مؤسسات صحفية كبيرة، كما حدث مع دير شبيغل الألمانية، التي ربما ستحتاج إلى وقت طويل لغسل سمعتها، بعد أن قام أحد أهم صحفييها بفبركة قصصه وتقاريره على مدار سنوات!

1. كلاس ريلوتيوس.. أو كيف تفبرك خبرتك الصحفية

ضجة كبيرة أحدثها اكتشاف صحيفة دير شبيغل الألمانية، أن أحد أبرز صحفييها، وهو كلاس ريلوتيوس، لم يكن إلا مفبركًا. وكان ريلوتيوس قد فاز بالعديد من الجوائز الصحفية، من أبرزها جائزة صحفي العام التي تقدمها "سي إن إن"، والتي نالها عام 2014، إضافة لجائزة مراسل العام الألمانية عن قصته الصحفية حول فتى سوري من ضحايا الحرب، والتبي تبين لاحقًا أن كافة مصادره فيها كانت مفبركة.

بدأت الشكوك عند أحد زملاء ريلوتيوس، الذي استطاع أن يكشف عن تزييف زميله بمصدرين استخدمهما بكثافة في إحدى مقالاته التي نشرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وعلى مدار ثلاث أسابيع حاول زميل ريلوتيوس إقناع مديريه بأن زميله الصحفي المرموق، ليس إلا مفبركًا محترفًا للتقارير الصحفية.

كلاس ريلوتيوس، صحفي دير شبيغل الذي فبرك قصصه الصحفية على مدار سنوات

وتعد صحيفة دير شبيغل أهم الصحف الألمانية وأكثرها انتشارًا، فتوزع حوالي 725 ألف نسخة مطبوعة أسبوعيًا، ولديها على موقعها على الإنترنت أكثر من 6.5 مليون قارئ، لذا فإن فبركات ريلوتيوس كانت قصمة ظهر مؤلمة للصحيفة التي تبلغ من العمر أكثر من 70 عامًا.

وبالنسبة لكثيرين، فإن فضحية ريلوتيوس عبر دير شبيغل، كانت ذات ضرر بالغ على ما تبقى من مصداقية للإعلام والصحافة، في وقت تمثل فيه التضليلات الصحفية والأخبار الكاذبة والمفبركة، تحديًا عويصًا وسائل الإعلام الرئيسية.

2. "SinClair"..  مونولوجات التحذير من الأخبار الكاذبة لا تخلو من الفبركة!

شركة سينكلير برودكاست، هي من أكبر الشركات المالكة لمحطات التلفزة المحلية في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي آذار/مارس الماضي، بدأ مشاهدوها في تلقي عشرات الرسائل التحذيرية على قنوات الشبكة، من "الأخبار الكاذبة" التي تبثها وسائل إعلام أخرى أمريكية وعالمية.

غير أن المفارقة في الأمر، هي أن رسائل التحذير نفسها التي أطلقتها قنوات الشركة عبر مراسليها، تضمنت فبركات وأخبار كاذبة وقصصًا مُختلقة. 

كما أن قنوات الشبكة، استخدمت الشحن السياسي بالأخبار المفبركة ضد هيلاري كلينتون خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية. ووفقًا لشبكة "CNBC" فإن سينكلير، كانت أوّل من عززت استخدام مصطلح "الأخبار الكاذبة"، الذي يلجأ إليه دونالد ترامب كثيرًا في الهجوم على وسائل الإعلام الرئيسية، في حين أنها نفسها استخدمت الأخبار الكاذبة لتمرير رسائل سياسية.

يُذكر أن ما يقرب من 70% من الأسر الأمريكية، تتلقى الأخبار والرسائل الإعلامية المحلية، من شبكة قنوات سينكلير، التي بات واضحًا أنها أميل لسياسات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة.

3. واتساب يضلل الناخبين في البرازيل

خلال الانتخابات الرئاسية البرازيلية الأخيرة في 2018، تداولت على نطاق واسع ملايين الرسائل عبر تطبيق واتساب بين الناخبين البرازليين، تُظهر اسم لولا دا سيلفا إلى جانب رقم 17.

والآلية الانتخابية في البرازيل تعتمد على أن يضغط الناخب على الرقم الذي يتوافق مع المرشح، ضمن عملية انتخاب إلكترونية. وبهذه الطريقة فإن ظهور رقم 17 إلى جانب اسم دا سيلفا في موجة رسائل واتساب التي اجتاحت الهواتف المحمولة للبرازيليين، كانت مضللة، فالرقم 17 كان للمرشح جايير بولسونارو، المنافس لمرشح حزب دا سيلفا، فرناندو حداد. مع العلم بأن دا سيلفا لم يكن مرشحًا أصلًا في الانتخابات، بسبب ما يواجهه من تهم فساد، يعتقد البعض أنها ملفقة.

جائير بولسونارو
استخدم جايير بولسونارو، واتساب للترويج للشائعات والأخبار الزائفة خلال الانتخابات البرازيلية

ويُعتقد أن الرسالة المضللة لم تكن سوى واحدة من ملايين الصور والرسائل التي تحتوي على معلومات خاطئة، وصلت إلى الهواتف المحمولة للبرازيليين خلال فترة الانتخابات. وفيما بعد وُجد بعد تحليل 100 ألف صورة على واتساب تم مشاركتها على نطاق واسع في البرازيل، أن أكثر من نصفها يحتوي على معلومات مضللة.

خلال الانتخابات الرئاسية البرازيلية الأخيرة، استخدم مرشح اليمين المتطرف، واتساب لنشر ملايين الرسائل المضللة والأخبار الكاذبة

وبحسب ما ورد في النسخة الإسبانية من صحيفة نيويورك تايمز، كانت هناك صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو تم تعديلها وتحريرها بشكل تضليلي، إضافة إلى قصص مفبركة تُظهر بولسونارو كبطل قومي، وتنشر الشائعات المسيئة حول خصومه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"واتساب" حقل آخر للأخبار الزائفة.. هكذا يتم تهديد المجتمعات

مؤسس ويكيليكس: "العربية" تنشر الأخبار المفبركة يوميًا