02-مارس-2024
نتنياهو متحدثًا في مؤتمر سابق لأيباك (GETTY)

نتنياهو متحدثًا في مؤتمر سابق لأيباك (GETTY)

تدخل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "أيباك"، بقوة في سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بولاية كاليفورنيا. إذ أنفق مشروع الديمقراطية المتحدة " UDP" التابع للمجموعة المؤيدة لإسرائيل، مبلغًا غير مسبوقًا على الإعلانات الهجومية ضد السيناتور ديف مين في المعركة الانتخابية التمهيدية، من أجل الحصول على مقعد النائبة الديمقراطية كاتي بورتر في مقاطعة أورانج.

ويعد هذا السباق هو الاختبار الحقيقي للوبي الإسرائيلي، وهذا أول سباق مهم في الدورة الانتخابية الأمريكية لعام 2024 الذي ينضم إليه مشروع الديمقراطية المتحدة، وقد أنفق أكثر من 4.5 مليون دولار حتى 28 شباط/فبراير لاستهداف ديف مين.

وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن هذا الرقم هو أكبر مبلغ أنفقته "أيباك" على الإطلاق ضد مرشح في تاريخها، وهو يتجاوز ما تم إنفاقه ضد المرشحة دونا إدواردز التي هُزمت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بانتخابات عام 2022 بولاية ماريلاند، حيث تم إنفاق ما قيمته 4.2 مليون دولار، وضد النائبة سمر لي التي فازت بمقعد عن ولاية بنسلفانيا على الرغم من إنفاق مشروع "UDP" ما قيمة 3.2 مليون دولار لفائدة إعلانات هجومية ضدها.

ويتنافس ديف مين مع جوانا فايس، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمقعد مقاطعة أورانج، التي من المقرر عقدها يوم الثلاثاء المقبل.

على الرغم من دعم السناتور مين لإسرائيل، وحصوله على تأييد واسع من المجتمع اليهودي، فإن عددًا من المانحين الجمهوريين في "أيباك" يشعرون بالاستياء من دعوته إلى محاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

وتشير "هآرتس" إلى أنّ الإعلانات التي تمولها "أيباك"، لا تركز على موقف المرشح من إسرائيل، ولكنها بدلًا من ذلك تعرض حوادث أخرى. وجاء في الإعلان الذي مولته "UDP": "يريد ديف مين ثقتك، ولكن تم القبض عليه بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول، مما يعرضنا جميعًا للخطر"، وواصل الإعلان: "طلب مين من الضباط إخفاء الحقيقة".

وتضع هذه الهجمات تساؤلات حول وحدة الحزب الديمقراطي مرة أخرى، بعد أن أثارت هذه الأساليب قبل عامين سخرية قسم كبير من قاعدة الحزب الديمقراطي، نتيجة الدور الذي يلعبه مشروع الديمقراطية المتحدة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وهو الجهة التي تتلقى تمويلًا إلى حد كبير من قبل كبار المانحين الجمهوريين.

وعلى الرغم من دعم السناتور مين لإسرائيل، وحصوله على تأييد واسع من المجتمع اليهودي، فإن عددًا من المانحين الجمهوريين في "أيباك" يشعرون بالاستياء من دعوته إلى محاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية الفشل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.  

وقال مدير حملة مين الانتخابية دان دريسكول، في بيان تناقلته وسائل الإعلام: "فشل نتنياهو في القيادة خلال هذه الأزمة"، وأضاف: "السيناتور مين لا يؤمن بضم مستوطنات الضفة الغربية. وكان يأمل في إمكانية إجراء حوار بناء. لكن يبدو أنّ هناك خلافات على ذلك".

يذكر أنّ السيناتور مين حصل على تأييد من المشرعين المتحالفين مع "أيباك"، ومن بينهم النائبين غريس منغ وكيفن مولين، الذين أنفق مشروع الديمقراطية المتحدة، من أجلهم ما يقرب من 589 ألف دولار لدعمهم في الانتخابات الأخيرة.

وانتقدت منغ، وهي ديمقراطية من نيويورك، علنًا عبر منشور على منصة "إكس" الحملة المناهضة لمين من قبل "UDP".

وجاء في المنشور: "الهجمات السياسية متوقعة في أي حملة. لكن الإعلانات التي تهاجم مرشحًا أمريكيًا آسيويًا، وتضع اللون الأصفر، هي حساسة للغاية. والتشكيك في مصداقية مرشح آسيوي هو مجاز قديم ومتعب"، وأكدت مجددًا تأييدها للمرشح مين.

وكشفت منغ في وقت لاحق لصحيفة "بوليتيكو"، أنها كانت تحاول التوسط بين "أيباك" ومين، قائلةً: "لا نعرف حقًا سبب مهاجمتهم له، ونحن نحاول معرفة ذلك. لقد كان لديه سجل مؤيد لإسرائيل. لذلك نحاول معرفة سبب مهاجمتهم لأحد المرشحين ذوي الحظوظ الكبرى داخل المجتمع الآسيوي".