23-أغسطس-2022
لوحة لـ اسماعيل الرفاعي/ سوريا

لوحة لـ اسماعيل الرفاعي/ سوريا

الشجرة الأولى 

 

أعيش في بابل

بابل شجرةٌ كبيرةٌ يخرج من عروقها لبنٌ لزج 

لا أعرف كم عمرها بالضبط 

ثمة ما يشاع أنّ الأرض عندما ولدتْ كانت ترضع منها.

 

يأتي الحب من الشمال والجنوب 

والشرق والغرب 

أراد عيسى توضيح الأمر

فوضع نفسه على صليب.

 

طائرةٌ ورقية

عندما لوحت لك بيدي 

لم أقصدْ الوداع 

كنت أمسح الدنيا لأراك.

 

كنت دائمًا أتأخر عن الموعد 

وأجدك زعلانةً 

نقف على تل الرمل قرب بابكم متقابلين 

شيئًا فشيئًا 

تسألينني عن الشمس 

وأخبرك بأنّ الأرض عندما كانت طفلةً 

كانت الشمس طائرتها الورقية 

فتبتسمين 

ثم نمدّ أيدينا في الرمل ونحفر حتى نتصافح.

اليوم أفعل كل ذلك وحدي 

أجيء متأخرًا وأقف على قبرك 

أتوهم بأنك زعلانة 

أسأل عن الشمس 

وأجيب بأنّ أحدًا ما قطع خيطها وهربت 

ثم أمد يدي في القبر 

وأحفر 

متمنيًا مصافحتك من جديد.

 

مقدمة

 

ليس عليك بذل جهدٍ مع النار

فقط أشعلها 

واتركها 

النار تعرف الطريق.

 

مقدمةٌ أخرى

 

لا أعاني من أزمة منتصف العمر 

أعاني من العمر كله.

 

أشعر بالوحدة... الوحدة القاتلة كما يسمّونها

أحتاج لمصافحة أية كفٍ 

حتى لو كانت خارجةً من تابوت.

 

أمشي في الشوارع وحيدًا

أدوس بقدميّ على بقايا خطواتٍ لأشخاصٍ رحلوا 

وأعرف أنّ خطواتي ستداس بأقدام أشخاصٍ سيجيئون فيما بعد

وكل أمنيتي ألا يكونوا وحيدين مثلي.

 

 

شكرًا للشارع المؤدي إلى بيتنا

كلّ ليلةٍ 

يسمعني أتكلم مع نفسي

وأبدًا لم يتدخلْ.
 

  • من المجموعة الشعرية الفائزة بجائزة الكتاب الأوّل، التي ستصدر عن دار الرافدين.

دلالات: