22-يونيو-2016

فرحة انتصار ويلز ضد روسيا في يورو 2016(متين بالا/الأناضول)

لم تتأهل ويلز من قبل إلى بطولة أمم أوروبا، وعلى الرغم من امتلاك البلد للاعبين مثل راين غيغز إلا أن التركيبة الكاملة لم تنضج حتى التصفيات الأوروبية الأخيرة المؤهلة، فويلز بغاريث بيل وآرون رامسي وآشلي ويليامز وجون ألين وجدت نفسها أمام لاعبين يمكنهم الوقوف أمام أقوى الفرق في حال كانوا في أفضل حالاتهم.

تُعد ويلز أكثر المستفيدين من بطولة أمم أوروبا هذا العام حتى الآن، فهي تملك أفضل هداف في البطولة كذلك تأهلت على رأس مجموعتها إلى دور الـ 16

ومنذ انطلاق البطولة يؤدي "الفريق الويلزي" بأفضل طريقة ممكنة، فنجمه الأول غاريث بيل بدا حاضرًا لإيجاد الحلول في المباريات الثلاث وفي الوقت الذي أتت أهدافه عبر كرات ثابتة في أول مبارتين، وهو ما يعد نقطة قوة للفريق، نجح في التسجيل في المباراة الثالثة ليتربع على عرش هدافي البطولة حتى الآن.

اقرأ/ي أيضًا: كرواتيا.. حصان اليورو الأسود

بعد الفوز الصعب على سلوفاكيا لم تتمكن ويلز من عبور الديربي التاريخي أمام إنجلترا، إلا أنها قدمت أداءً مميزًا، ويمكن لكريس كولمان البناء عليه في المستقبل، كذلك يمكن التعلم منه كيفية العمل على قتل المباراة حين يكون فريقك متقدمًا على منتخب يملك خبرة كبيرة كالإنجليزي. أما في المواجهة الأخيرة في دور المجموعات فنجحت ويلز بتقديم أفضل عرض ممكن أمام روسيا القوية بدنيًا، ليثبت كولمان علو كعبه التكتيكي مقارنة بالروس.

لم يغير كولمان كثيرًا في المباراة الثالثة، فقد لعب 270 دقيقة في البطولة بـ 5 لاعبين في الخلف، وكان يقوم بتغيير تحركات اللاعبين بناءً على الخصم الذي يواجهه ونجح بتخطي مدرب روسيا ليونيد سلوتسكي في جميع تفاصيل المباراة تكتيكيًا.

منتخب ويلز وقف 5- 3- 2 حين لم يكن يملك الكرة وذلك في معظم فترات المسابقة حتى الآن، وسمح وجود كل من جو ألين وآرون رمسي وجو ليدلي في وسط الملعب بمنع ثلاثي الوسط الروسي من ابتكار الفرص وعزل المهاجمين مما حد من خطورتهم. أما من "الجهة الويلزية" فنجح كل من غاريث بيل وسام فوكس باستخدام سرعتهم في المساحات والركض خلف الدفاعات الروسية الثقيلة.

اقرأ/ي أيضًا: الفن الأسود الإيطالي يخنق بلجيكا

نجحت ويلز بقتل الهجوم الروسي عبر الضغط على مدافعي الفريق الذين لا يجيدون اللعب بالكرة وهو ما ألزم سيرجي إيغناشيفيتش وفاسيلي بيريزوتسكي بإرسال تمريرات في مناطق ضيقة تعطل العمل الهجومي للفريق الروسي. أما في المرتدات فكان لكل من جو ألين ورامسي مساحات وصلت إلى 40 متر من الفراغات بسبب الدفاع المتقدم للفريق الروسي، وهو ما منح ويلز التفوق الهجومي.

إلى جانب العمل التكتيكي الكبير أظهرت ويلز جاهزية بدنية كبيرة للبطولة، فلم ينهار الفريق في أي مباراة وبقي صامدًا ومقاتلًا حتى الدقائق الأخيرة في جميع مبارياته وهو ما يعني أن ويلز دخلت إلى كرة القدم من بوابتها الكبيرة وبعد أن كانت تملك أسماء لامعة على الصعيد الفردي فقط في فرقها، تقف اليوم أمام طريق العمل الجاد للسعي إلى الفوز ببطولة قارية.

تُعد ويلز أكثر المستفيدين من بطولة أمم أوروبا هذا العام حتى الآن، فهي إذ تشارك للمرة الأولى في تاريخها، تملك أفضل هداف في البطولة في صفوفها، كذلك تأهلت على رأس مجموعتها إلى دور الـ 16 وأظهرت قدرات كبيرة للاعبين يملكون مستقبلًا مشرقًا ويجيدون توظيف فردياتهم في العمل الجماعي.

تتوقف مسيرة ويلز في اليورو الحالي أمام صعوبة المنتخب الذي ستواجهه في دور الـ 16، فمن المجموعة الأولى يمكن أن تتواجه مع ألبانيا، أما الثالثة وإذا تم استبعاد أي مفاجأة كحلول ألمانيا ثالثة فستكون ويلز بمواجهة بولندا أو أيرلندا الشمالية أما من المجموعة الرابعة فالخيار سيكون بين كرواتيا وجمهورية التشيك.

اقرأ/ي أيضًا:

أمم أوروبا في الجولة الأولى.. صمود الكبار

لماذا لا يتابع اللبنانيون يورو 2016