01-فبراير-2024
يعمل وليام بيرنز على ملفات بالشرق الأوسط منذ أربعين عامًا (رويترز)

وليام بيرنز (رويترز)

حذّر مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، وليام بيرنز، من انفجار الأوضاع في الشرق الأوسط التي قال إنها لم تكن بهذا القدر من التعقيد من قِبل، مؤكدًا أنه لم يشاهد خلال فترة عمله على ملفات الشرق الأوسط، الممتدة لأربعةِ عقود، تصعيدًا على هذا النحو في جبهاته المختلفة.

جاء ذلك في مقال نشره المسؤول الأمريكي في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، تحت عنوان "فن التجسس وفن الحكم: تحويل وكالة الاستخبارات المركزية لعصر المنافسة"، الذي استهله بالقول إن: "الدول لطالما احتفظت بأسرارها وحاولت حمايتها، لكن التجسس كان وسيظل جزءًا لا يتجزأ من فن الحكم"، مضيفًا أن: "الاختبار الحاسم لوكالة المخابرات المركزية كان دائمًا توقع ومساعدة صناع السياسات على اجتياز التحولات العميقة في المشهد الدولي، واللحظات النادرة التي لا تأتي إلا بضع مرات كل قرن".

واعتبر بيرنز أن الوقت الراهن هو: "وقت التحديات التاريخية لوكالة المخابرات المركزية ومهنة الاستخبارات بأكملها، مع التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية التي تشكل اختبارًا أكبر مما تمت مواجهته في أي وقت مضى"، وأضاف: "سيتطلب الأمر التكيف مع عالم يكون فيه التنبؤ الآمن هو الوحيد الذي سيتسارع".

وتطرق المقال للأوضاع المتفجرة في الشرق الأوسط، حيث أشار مدير وكالة المخابرات المركزية إلى أن: "الأزمة الحالية التي عجّل بها هجوم حركة حماس على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هي تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات التي لا يزال الشرق الأوسط يطرحها على الولايات المتحدة". 

تحمل الأزمة الحالية تذكيرًا مؤلمًا بتعقيد الخيارات التي لا يزال الشرق الأوسط يطرحها على الولايات المتحدة، بحسب وليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية " CIA"

واعتبر بيرنز أن الشرق الأوسط حاليًا: "أكثر تشابكًا وانفجارًا من أي وقت مضى". وعدّد المسؤول الأمريكي المشاكل الصعبة للغاية التي تواجهها الإدارة الأمريكية في المنطقة، والمتمثلة في إنهاء العملية البرية الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية العميقة للمدنيين الفلسطينيين الذين يعانون، وتحرير المحتجزين، ومنع توسع الصراع إلى جبهات أخرى في المنطقة، وتشكيل نهج عملي لليوم التالي في غزة.

وأكد أن إحياء الأمل في سلام دائم يضمن "أمن إسرائيل"، وكذلك إقامة دولة فلسطينية، والاستفادة من الفرص التاريخية للتطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى؛ أمور: "يصعب تخيل احتمالاتها وسط الأزمة الحالية، لكن من الصعب تخيّل الخروج من الأزمة دون متابعتها بجدية".

وعن إيران، قال بيرنز إن مفتاح أمن "إسرائيل" والمنطقة هو التعامل معها، فخلال الأزمة الحالية يبدو أن إيران: "مستعدة للقتال حتى آخر وكيل إقليمي لها". وذلك بالتزامن مع توسيع برنامجها النووي، ودعمها لروسيا في حربها على أوكرانيا، وتمكين الحوثيين من مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر. كما تستمر مخاطر التصعيد على جبهات أخرى.

ولفت بيرنز إلى أن: "الولايات المتحدة ليست مسؤولة حصريًا عن حل أي من المشاكل الشائكة في الشرق الأوسط. ولكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلها، من دون قيادة أمريكية نشطة".