01-فبراير-2024
جثامين شهداء في قسم المشرحة بمستشفى ناصر جنوب قطاع غزة

(Getty) ارتفع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 26.900 شهيد

في اليوم الـ118 من حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها على قطاع غزة، بدعمٍ أمريكي وتواطؤ غربي صارخ، تواصل "إسرائيل" قصفها وحصارها للقطاع الذي اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن ما يحدث فيه من موت ودمار وتشريد وجوع وحزن: "ندبة على إنسانيتنا وضميرنا المشتركين".

ومع استمرار الحرب والحصار المطبق ومنع إدخال "إسرائيل" للمساعدات الإغاثية، تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بشكل مخيف ومتسارع، سيما بالنسبة للنازحين الذين يعيشون ظروفًا صعبة نتيجة غياب المأوى وتفشي الأوبئة وانتشار الأمراض المعدية بينهم، إضافةً إلى شح المواد الغذائية الذي يُنذر بتصاعد خطر المجاعة في القطاع الذي يُعاني نصف مليون شخص فيه من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي.

تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بشكل مخيف متسارع في ظل استمرار القصف ومنع "إسرائيل" إدخال المساعدات الإغاثية إلى القطاع

وبينما تستمر الأوضاع الإنسانية بالتدهور، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه للمدنيين وتدمير ما تبقى من بنية تحتية في القطاع المنكوب، حيث استهدفت مدفعيته وطائراته وزوارقه الحربية، منذ ما بعد منتصف الليلة وحتى صباح اليوم الخميس، مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وطال القصف مناطق عدة بمدينة خانيونس جنوب القطاع، حيث استهدفت مدفعية الاحتلال حي الأمل ومحيط جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني غرب المدينة، بينما شنّت طائراته عدة غارات استهدفت محيط مجمع ناصر الطبي والمناطق الجنوبية الغربية من المدينة، إضافةً إلى منطقة تقع جنوب مدينة رفح التي استهدفت زوارق الاحتلال ساحلها بعدة قذائف.

واستهدفت طائرات الاحتلال منزلًا وسط دير البلح وجمعية الصلاح في شارع النخيل وسط المدينة. كما طال القصف مخيم النصيرات، حيث سقط عدد من الشهداء والجرحى إثر قصف استهدف منزلًا يعود لعائلة "أبو فياض" بالمخيم الجديد غرب النصيرات. بينما تعرّضت مناطق شمال القطاع لقصف مدفعي مكثّف.

وأفادت وسائل إعلام محلية بانتشال عدد من الشهداء بعد انسحاب آليات الاحتلال من داخل مخيم خانيونس بشكل محدود. وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت إلى 26.900 شهيد و65.949 مصابًا، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.

وقالت الوزارة، أمس الخميس، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 16 مجزرة بحق المدنيين في قطاع غزة راح ضحيتها 150 شهيدًا و313 مصابًا، لافتةً إلى أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أن الأمور تزداد سوءًا في مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل بمدينة خانيونس، لافتًا إلى أن: "الوضع الكارثي في مستشفيات خانيونس ينذر باستشهاد العديد من الجرحى والمرضى نتيجة الاستهداف وعدم توفر الإمكانيات الطبية"، مؤكدًا كذلك نفاد الطعام من المستشفى والمجمع.

وحمّل القدرة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الطواقم الطبية والمرضى والنازحين في مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل، وطالب اللجنة الدولية للصيب الأحمر ومؤسسات الأمم المتحدة بحماية مستشفيات خانيونس والمتواجدين فيها وتوفير الطعام والاحتياجات الطارئة.

وصباح اليوم، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال اقتحم مستشفى الأمل التابع له بمدينة خانيونس، للمرة الثالثة، وقامت بإطلاق النار بشكل كثيف حول المستشفى قبل أن تنسحب لاحقًا.

وفي وقت سابق، أمس الأربعاء، أكدت منظمة الصحة العالمية أن خطر المجاعة في قطاع غزة يتصاعد بسبب استمرار الحرب وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، التي تمنع "إسرائيل" إدخالها إلى القطاع في إطار استخدامها "التجويع" سلاحًا في حرب الإبادة الجماعية ضد شعبه.

وأشارت المنظمة إلى أنها تواجه صعوبات بالغة في دعم منظومة الصحة والعاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة، وكذلك في الوصول إلى مستشفيات جنوب غزة.

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، إن: "الجميع في غزة جوعى، ويعاني نصف مليون شخص من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي"، داعيًا إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ومستدام إلى جميع أنحاء غزة، وخاصةً شمال القطاع الذي أكد أن "إسرائيل" تمنع وصول المساعدات إليه.