26-فبراير-2024
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو

(Getty) الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو

أعلنت السلطات البيلاروسية، اليوم الإثنين، النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية والمحلية، التي مُنع فيها المرشحون المعارضون للرئيس ألكسندر لوكاشينكو من الترشح، وجرت وسط دعوات المعارضة لمقاطعتها. 

وأدت نتائج الانتخابات التي اقتصر التنافس فيها على المرشحين الموالين للوكاشينكو، إلى دعم وتعزيز حكم الأخير المستمر منذ 30 عامًا.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، ينتمي معظم المرشحين إلى الأحزاب الأربعة المسجلة رسميًا، وهي: "روسيا البيضاء"، و"الحزب الشيوعي"، و"الحزب الديمقراطي الليبرالي"، و"حزب العمل والعدالة". 

قالت الخارجية الأمريكية إن الانتخابات جرت في مناخ من الخوف لا يمكن في ظله وصف أي عملية انتخابية بأنها ديمقراطية

وقالت لجنة الانتخابات المركزية إن 73 بالمئة من الناخبين الذين يحق لهم التصويت، والبالغ عددهم 6.9 مليون ناخب في البلاد، أدلوا بأصواتهم ليشغلوا جميع مقاعد البرلمان البيلاروسي البالغ عددها 110 مقاعد، مقابل 12.514 معقدًا في المجالس المحلية. 

وتُعد هذه الانتخابات الأولى منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي جرت في عام 2020، ومنحت لوكاشينكو ولايته السادسة، ما أثار حينها موجة غير مسبوقة من المظاهرات الحاشدة التي شارك فيها مئات الآلاف من البيلاروسيين. 

ورد لوكاشينكو، المقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تلك التظاهرات باعتقال أكثر من 35 ألف شخص تعرّض الآلاف منهم للضرب والتعذيب في مراكز الشرطة، إضافةً إلى إغلاق المئات من وسائل الإعلام المستقلة والمنظمات غير الحكومية وحظرها. 

وقد اعتمد الرئيس البيلاروسي في حينها على دعم حليفه وصديقه بوتين للبقاء على رأس السلطة خلال الاحتجاجات. وقام بوتين، اليوم الإثنين، بتهنئة لوكاشينكو على: "الانتصار الواثق للقوى الوطنية في بيلاروسيا"، الذي ساعد على: "ضمان الاستقرار السياسي الداخلي"، وفق قوله. 

وكانت زعيمة المعارضة البيلاروسية، سفيتلانا تيخانوفسكايا، قد دعت من منفاها في ليتوانيا إلى مقاطعة الانتخابات التي وصفتها بأنها: "مهزلة لا معنى لها". 

وقد عُرضت رسالة تيخانوفسكايا في جميع أنحاء بيلاروسيا، السبت، بعد أن تمكن نشطاء المعارضة من الوصول إلى حوالي 2000 شاشة تستخدم للإعلان في الشوارع. وقد أفاد "مركز فياسنا لحقوق الإنسان"، أمس الأحد، بأن السلطات اعتقلت عددًا من الموظفين في الشركة المالكة للشاشات. 

وأفادت "أسوشيتد برس" بأن الانتخابات جرت وسط حملة قمع لا هوادة فيها ضد المعارضة، وذلك في الوقت الذي لا يزال فيه أكثر من 1400 سجين سياسي وراء القضبان، بما في ذلك قادة أحزاب المعارضة والمعارض البيلاروسي الشهير أليس بيالياتسكي، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2022. 

وقالت المعارضة البيلاروسية إن الانتخابات شهدت عمليات تزوير واسعة، لا سيما في ظل رفض بيلاروسيا، للمرة الأولى، دعوة مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمراقبة الانتخابات. 

وفي أول تعليق لها، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية الانتخابات بأنها زائفة، وأشار المتحدث، باسمها ماثيو ميلر، إلى أنها جرت: "في مناخ من الخوف لا يمكن في ظله وصف أي عملية انتخابية بأنها ديمقراطية".

وخلال الإدلاء بصوته أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أنه سيرشح نفسه لولاية رئاسية جديدة في الانتخابات القادمة المقرر عقدها في عام  2025. 

وذكرت وكالة الأنباء البيلاروسية "بيلتا"، أمس الأحد، أن لوكاشينكو قال للصحفيين في مركز الاقتراع إنه: "أخبروهم (المعارضة المنفية) أنني سأترشح"، وأضاف: "لا أحد ولا رئيس مسؤول سيتخلى عن شعبه الذي تبعه في المعركة".