24-فبراير-2023
راموس

"Getty" سيرجيو راموس

أعلن المُدافع الإسباني سيرجيو راموس أمس الخميس اعتزاله اللعب بصفة نهائية على الصعيد الدولي، واضعًا حدًا لمسيرة حافلة مع المنتخب الإسباني امتدت لأكثر من 16 سنة، ساهم خلالها في العديد من البطولات مع منتخب لاروخا، ونصّب نفسه كأحد أساطير بلاده خلال ال180 مباراة التي خاضها بقميص الماتادور.

سيرجيو راموس

جاء ذلك عبر بيان نشره راموس على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، استهله عبر رسالة موجهة للجمهور قال فيها، " أعتقد بأن الوقت صار مناسبًا للوداع المنتخب "، وأضاف " هذه هي نهاية الرحلة التي كنت أتمنى أن تستمر لفترة أطول وأن تنتهي بصورة أفضل، بناء على كل النجاحات التي حققتها مع المنتخب ".

وفي متن بيانه عبر راموس عن فخره الشديد بإرثه مع لاروخا وولاءه الأبدي لمنتخب بلاده، " آخذ معي ذكريات لا تُمحى، كل الألقاب التي ناضلنا من أجلها واحتفلنا بها معاً، والفخر الكبير بكوني اللاعب الإسباني الذي خاض أكبر عدد من المباريات، لقد جعلتني هذه الدروع وهذا القميص وهؤلاء المشجعون جميعاً سعيداً، سأستمر في تشجيع بلدي من المنزل بعاطفة الشخص المتميز الذي استطاع بفخر تمثيل المنتخب 180 مرة، أشكركم من أعماق قلبي لكم جميعاً الذين آمنتم بي دائماً ".

وداعٌ مرير

في معرض شرحه لأسباب قراره بالاعتزال قال اللاعب الإسباني صاحب ال37 عامًا في بيانه، "تلقيت هذا الصباح مكالمة من المدرب الذي أخبرني أنه لن يعتمد علي بغض النظر عن المستوى الذي يمكنني إظهاره، أو كيف أواصل مسيرتي الرياضية"، راموس لم يخف امتعاضه من الحوار الذي دار بينه وبين الناخب الإسباني الجديد، كأنه أراد في بيانه أن يبعث برسائل مبطنة مفادها، أن قرار الاعتزال لم يكن شخصيًا بقدر ما كان مدفوعًا من أطراف أخرى.

سيرجيو راموس

"مع الأسف الشديد، إنها نهاية رحلة كنت آمل أن تكون أطول وأن تنتهي بطعم أفضل، وعلى قدم المساواة مع كل النجاحات التي حققناها مع المنتخب. أعتقد بكل تواضع أن كل ذلك لا يستحق أن ينتهي بسبب قرار شخصي، أو لأن أدائي لم يكن على مستوى ما يستحقه فريقنا الوطني، ولكن بسبب العمر أو لأسباب أخرى شعرت بها دون أن أسمعها، إن كونك كبيراً في السن أو صغيراً، ليس فضيلة أو عيباً، فهو مجرد خاصية مؤقتة لا تتعلق بالضرورة بالأداء أو القدرة، أنظر بإعجاب وحسد إلى مودريتش وميسي وبيبي ".

سيرجيو راموس

يذكر أن راموس استُبعد لمدة كبيرة عن تشكيلة لاورخا بالتحديد منذ تاريخ 31 مارس 2021 أخر لقاء له مع منتخب بلاده، وذلك بسبب الخيارات الفنية لمدرب المنتخب السابق لويس إنريكي الذي ارتأى عدم استدعاء راموس لكل من يورو 2021، وكأس العالم الأخيرة بقطر، الآن ومع مغادرة إنريكي انتظر القائد السابق لإسبانيا موقف المدرب الجديد لويس دي لافوينتي، والذي كان واضحًا وأخبره في مكالمة شخصية أنه ليس جزءاً من خططه المستقبلية مع المنتخب، الأمر الذي دفعه لاتخاذ قرار الاعتزال بمرارة، كما عبر للجماهير في خاتمة بيانه "كرة القدم ليست عادلة دائماً، وكرة القدم ليست مجرد كرة قدم، أشعر بالحزن الذي أريد أن أشاركه معكم ". 

مسيرة من ذهب

بدأت مسيرة راموس الدولية مع مُنتخب إسبانيا الأول في 26 مارس 2005 في مُواجهة ودية بين الماتادور ومُنتخب الصين، ومنذ تلك اللحظة حتى الـ31 من مارس 2021 ولمدة 16 عاما، استطاع اللاعب أن يسجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ بلاده الكروي، حيث أصبح يحمل الرقم القياسي لعدد المباريات الدولية مع لاروخا بلعب 180 مباراة، وسجل 23 هدفاً، وهو ثامن أفضل هداف في تاريخ المنتخب، والمدافع الأكثر تسجيلاً في تاريخ المنتخبات، كما ساهم في صناعة 8 أهداف، ولم يتعرض للطرد أبدًا مع منتخب بلاده على الرغم من أسلوب لعبه المعروف بالخشونة.

سيرجيو راموس

ودافع راموس عن ألوان اسبانيا في أربعة مونديالات وثلاثة بطولات كأس أمم أوروبا، وهو أحد رجالات الجيل الذهبي الذي صنع في آواخر العقد الأول من الألفية الجديدة ربيع الكرة الإسبانية، حيث لعب دورًا بارزًا في الخط الخلفي بتلك الحقبة التاريخية والتي توجت ببطولة كأس الأمم الأوربية في نسختين متتاليتين عامي 2008 و 2012، توسطهما الإنجاز المونديالي الكبير بجنوب أفريقيا 2010.