05-نوفمبر-2017

مروان قصاب باشي/ سوريا

كان عليك أن تكون وفيًّا أكثر للريح

أنت هوائي فمن أين يأتي طعم التراب في فمك؟

وهذي القبل المالحة في شفتيك، من الذي تركها هناك؟

ألست هوائيًّا! فمن أين جاءك كل هذا البلل؟

الماء يثقل قلبك ورئتيك

الماء يغطي وجهك

أرجوك أغلق عينيك.

*

 

وجهك المطل من أعلى على العالم

يتصيد أخطاء الأحياء والموتى

ويدلق حزنه على رأسي

غير عابئ بلهفة المظلات.

*

 

الحلم الذي اعتدت أن أرى فيه انعكاس وجهي في المرآة

يعاتبني ويشتم عرضي أحيانًا

كان وجهك هذه المرّة فيه

كنت غاضبًا ومشمئزًا

كنت مليئًا بالندوب

وكنت تصرخ

وصوتك مثل صوتي يختفي حين تتكلم

ما الذي كنت تحاول قوله؟

*

 

يبدو أنني ضيعت طريقي كثيرًا في الأيام القليلة الماضية

كنت أصل بيوتًا تشبه بيتي

وشوارع تحمل اسم شارعي

كنت أرى جيرانًا كجيراني

وحدائق صغيرة فيها نفس زهوري

ولكني في كل مرة أدخل مفتاحي في ثقب الباب

تدوي صافرات إنذار

ويشتمني غرباء

بعضهم يحمل وجهك

بعضهم يحمل وجهي.

*

 

في كل مرة أفتح فيها أزرار قميصي

تخرج طيور جارحة من صدري

يخرج علق

وأمنيات قديمة نافقة

لكني أتساءل حقًا

من أين جاءت كل هذه الثقوب في وجهك؟

*

 

ضابط التحقيق يسألني

وصفًا أدق سيدتي

هل بإمكانك تقديم وصف أدق؟

الحاجبان مزدحمان كطريق متعرج

بعض البثور على الوجنتين

عيون داكنة متوثبة

وذقن كثيف متشابك

حين انتهوا من رسم صورة تقريبية

كان وجهك على الورقة

غابة.

*

 

وجهك المعلق على الجدار

كان يتفقدك معي بين القتلى

وكان مثلي يصلي

ألا تكون هناك

*

 

دع الصمت الممتد بيننا

على حاله

وانظر إليّ

تقول الخدعة القديمة

حين ترمي عملة في الهواء

الوجه فألٌ حَسَن

الحرف فألُ سوء!

 

اقرأ/ي أيضًا:

لطخة حبر

نبيذ الموت