25-يناير-2017

لقطة من فيلم White Helmets

ينتظر جميع متابعي حفل توزيع جوائز الأوسكار 26 شباط/فبراير موعدًا محددًا لإعلان نتائج الأفلام والممثلين المرشحين لنيل الجوائز، كما ينتظر أيضًا كل من دعم فريق الدفاع الوطني السوري أو الخوذ البيضاء كما بات متعارف على تسميتها. فالفيلم الوثائقي "القبعات البيضاء" White Helmets مرشح لنيل جائزة ضمن القائمة القصيرة للأوسكار هذا العام كأفضل فيلم وثائقي قصير.

يحكي الفيلم قصة ثلاثة رجال من المدنيين المتطوعين، هم أول الواصلين إلى موقع كل انفجار أو قنبلة، يعملون وسط الأنقاض في أحياء المدن المقصوفة، ينتشلون الضحايا وينقذون الجرحى، هذا ملخص عملهم ولكن جوهره الأساسي يقوم على الكثير من الجهد والتعب بإمكانيات بسيطة.

فيلم الخوذ البيضاء من إنتاج منصة نتفليكس وتصوير خالد خطيب. وسبق أن تم ترشيح المنظمة العام الماضي لنيل جائزة نوبل للسلام

"ومن أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" هذه الآية من القرآن الكريم اتخذها رجال الخوذ البيضاء شعارًا يختم به المخرج أورلاندو فون اينسيديل تريلر الفيلم عينه، ويتركك تتخيل حجم ما يقومون به خلال القصف والقنابل ومشاهد الدمار والغبار الذي يكتسح الصورة، هذه هي الخلفية المشهدية لوقائع رحلة رجال الخوذ البيضاء خلال عملهم اليومي وغير المنقطع.

كانت منظمة "الخوذ البيضاء" قد أعربت عن فخرها بترشيح الفيلم. والجدير بالذكر أن المنظمة تضم اليوم نحو 3 آلاف متطوع، وأنها بدأت العمل خلال العام 2013.

الفيلم من إنتاج منصة نتفليكس وتصوير خالد خطيب. وسبق أن تم ترشيح المنظمة العام الماضي لنيل جائزة نوبل للسلام.

الفيلم الثاني المرشح ضمن القائمة ذاتها هو "وطني" WATANI: MY HOMELAND للمخرج الألماني Marcel Mettelsiefen والذي تم تصويره خلال 3 سنوات، رصد خلالها المخرج الحياة اليومية لعائلة سوريّة من حلب، وتابع أكثر تفاصيل حياتها قسوة وحساسية.

أفراد عائلة أبو علي المقاتل في الجيش السوري الحر، يعيش مع أولاده الأربعة وزوجته وبعض الأقارب والأصدقاء، يسكنون في إحدى أحياء حلب التي كان يتمركز فيها الجيش الحر، إلى جانب الدمار الذي تتبعه الكاميرا خلال حركة الشخصيات في المكان الصغير، والذي لا يتعدى أن يكون لقطات داخلية في غرف البيت شبه الفارغ.

اقرأ/ي أيضًا: 9 وثائقيات تناولت الحرب السورية

أمّا الخارج فهو عالمٌ صغير، هناك حيث المدينة المنكوبة، شوارع فارغة وبيوت مدمرة، صمت يلف المكان إلاّ من أصوات العيارات النارية المتفرقة هنا وهناك. هذا ما تعيشه الشخصيات التي أحالها هذا الشريط الوثائقي إلى أبطال في دراما تشبه واقعها، الفيلم الذي يحمل من الواقعية السينمائية ما جعله منطقيًا ومؤثرًا أمام عشرات الأفلام التي رصدت معاناة المدنيين وزجتهم بابتذال غير أخلاقي.

بعد أن خطفت داعش أبوعلي ومضى على غيابه الكثير، بات أمل عودته مستحيلًا فتقرر زوجته ترك حلب والسفر إلى ألمانيا، في محاولة منها للنجاة بباقي أفراد أسرتها إلى مكان آمن.

فيلم WATANI: MY HOMELAND مرشح للأوسكار، الفيلم تم تصويره خلال 3 سنوات، رصد خلالها المخرج الحياة اليومية لعائلة سورية من حلب

أصبحت ألمانيا تعني الأمل الجديد لهم، بيت جديد ومدرسة جديدة والكثير من الأصدقاء. تبقى الأم في استحضار دائم للصور والذكريات، أما الصغار لا وقت لديهم للتذكر، فالمكان الجديد أكبر من الانتظار والندم رغم الشوق. حيث أصبح كل شيء مستقرًا وآمنًا وجاهزًا ليعوضوا ما فاتهم.

استند الفيلم على أجزاء من أعمال أخرى نال عنها ميتلسيفن جوائز عديدة، حيث حصل الفيلم في شكل مشابه يحمل اسم "أطفال على الجبهة" على جائزة الأكاديمية البريطانية للسينما وفنون التلفزيون "بافتا". ونال أيضًا جائزة غريمه التلفزيونية في ألمانيا، وعرضت القناة الثانية بالتلفزيون الألماني "تزى دي إف" سيرة حياة العائلة تحت عنوان "أطفال حلب" كما عرضه التلفزيون الأمريكي وقناة ART الفرنسية.

يقول مخرج الفيلم Marcel Mettelsiefen في تصريح له لوكالة الأنباء الألمانية حول دوافعه في إخراج الفيلم: فكرت في أن المسألة تحتاج إلى سرد من جهة أخرى، فإذا اقتصر حديثنا على الإرهاب فقط، فإننا بذلك نغذي الوحش، وكلما أظهرنا المزيد من الطبيعية، كلما جعلنا الناس تشعر بصورة أكبر. نحن يتعين علينا أن نساعدهم.

اقرأ/ي أيضًا:
أوسكار الفيلم الأجنبي.. حظوظ عربية قليلة
"الخوذ البيضاء"... أبطال حقيقيون وأمل مستحيل