10-أغسطس-2023
gettyimages

نفت إدارة بايدن وجود اتفاق إطاري بينها وبين الرياض حول التطبيع (Getty)

نفى البيت الأبيض، أمس الأربعاء، صحة التقارير الأمريكية التي تحدثت عن وجود إطار عمل تم التوصل إليه لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

جاء ذلك، خلال إفادة صحفية للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، الذي قال: "لا يزال هناك الكثير من المناقشات التي ستُجرى هنا.. ليس هناك اتفاق على مجموعة من النقاط، ولا يوجد إطار متفق عليه بخصوص التطبيع أو أي من الاعتبارات الأمنية الأخرى التي لدينا، وأصدقائنا في المنطقة"، لكنه أردف "سنواصل تشجيع السعودية وإسرائيل على تطبيع العلاقات لأن ذلك يخدم مصالح المنطقة".

علق وزير الخارجية إيلي كوهين، على التقارير التي أنكرها البيت الأبيض بشدة، والتي تفيد بإحراز تقدم في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، قائلًا: "لا دخان بدون نار. إنه في متناول اليد. السلام مع السعودية ليس سوى مسألة وقت"

وأضاف كيربي: "الرئيس جو بايدن سيلتقي بنتنياهو في مكان ما في الولايات المتحدة، في وقتٍ لاحقٍ من هذا العام".  لكن كيربي  تجاهل سؤالًا عما إذا كان اللقاء المقرر سيجري في البيت الأبيض.

وقلل كيربي من مضمون  التقرير الذي  نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الأربعاء، والتي ذكرت فيه أن الولايات المتحدة والسعودية اتفقتا على الخطوط العريضة لتطبيع علاقات الأخيرة مع إسرائيل.

وجاء في تقرير "وول ستريت جورنال"، أن مسؤولين أمريكيين وسعوديين قطعوا شوطًا طويلًا واتفقوا على خطوط عريضة لاتفاق تطبيع محتمل مع إسرائيل، يأملون التوصل إليه خلال العام المقبل، أي خلال فترة تتراوح بين 9 أشهر إلى 12 شهرًا.

بودكاست مسموعة

وذكرت أن المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن "تفاؤل حذر"، وقالوا إنه من الممكن التوصل إلى تفاصيل أدق، لما اعتبروه "أهم اتفاق سلام في الشرق الأوسط منذ جيل".

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن هذه التطورات جاءت بعد أن التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة قبل أسبوعين مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، حيث تناول اللقاء، كيفية "تسريع المباحثات".

وكشفت "وول ستريت جورنال"، أن المفاوضين انتقلوا الآن إلى مناقشة التفاصيل، بما في ذلك تلبية المطالب السعودية، حيث تسعى للحصول على تنازلات كبيرة.

وبحسب "وول ستريت"، فإن ولي العهد السعودي: "غير مستعد لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل على غرار العلاقات مع الإمارات". وأضافت مصادر سعودية "أن ولي العهد أبلغ مستشاريه بأنه ليس في عجلة من أمره، خاصة مع الحكومة الائتلافية المتشددة الحالية في إسرائيل التي تعارض إقامة دولة فلسطينية مستقلة".

مطالب سعودية

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين رغبة السعودية بتطوير برنامج نووي سعودي بمساعدة الولايات المتحدة، ويشمل البرنامج إعداد منصة جديدة للصواريخ الباليستية، وشراء رؤوس نووية، إضافة لليورانيوم الذي تود السعودية تخصيبه في المملكة. وتعتبر مسألة تخصيب اليورانيوم، عملية حساسة، إذ يمكن استخدامه في عملية إنتاج أسلحة نووية. بالإضافة إلى تسوية قضايا الأسلحة التي أوقفتها إدارة بايدن.

في المقابل، يشير التقرير إلى  طلب واشنطن من الرياض تخفيض علاقاتها المزدهرة مع بكين، وخاصة منع إنشاء قواعد عسكرية صينية على الأراضي السعودية، بالإضافة لتقييد استخدام السعودية للتكنولوجيا الصينية.

ووفقًا لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن إحدى "أهم العقبات التي تواجه المفاوضين هو طلب الرياض أن تقدم تل أبيب تنازلات للفلسطينيين"، وذلك عبر الحصول على عرض إسرائيلي يعزز مبدأ حل الدولتين، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

تنازلات نتنياهو 

وفي هذا الإطار، كشفت وكالة "بلومبيرغ"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستعد لتقديم تنازلات  للفلسطينيين، إذا كان اتفاق تطبيع مع السعودية يعتمد على ذلك، وأضاف: "أعتقد أن هناك مساحة كافية لمناقشة الاحتمالات".

ولمح نتنياهو  إلى أنه لن يسمح لأعضاء ائتلافه المتطرفين بعرقلة الاتفاق، حيث يسعى شركائه المتطرفين في الحكم بضم الضفة الغربية.

كما أشار نتنياهو إلى أن تطبيع العلاقات سيفيد إسرائيل والسعودية اقتصاديًا، ويثني إيران عن التدخل بقوة في المنطقة، بما في ذلك تعطيل طرق شحن النفط.

وفي نفس السياق، جاءت تصريحات نتنياهو متماشية مع ما قاله وزير خارجيته إيلي كوهين في مقابلة أجراها معه صحيفة "إيلاف": بأن "القضية الفلسطينية لن تكون عائقًا أمام تحقيق السلام"، وأضاف "أثبتنا ذلك أيضًا في اتفاقيات التطبيع. ولدينا جميعًا مصلحة في تحسين الاقتصاد الفلسطيني".

زكي وزكية الصناعي

وقال كوهين، إن هناك "رغبة إسرائيلية حقيقية لتحقيق اتفاق سلام مع السعودية".

وفي السياق نفسه، علق وزير الخارجية إيلي كوهين، على التقارير التي أنكرها البيت الأبيض بشدة، والتي تفيد بإحراز تقدم في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، قائلًا: "لا دخان بدون نار. إنه في متناول اليد. السلام مع السعودية ليس سوى مسألة وقت"، بحسب تصريحات لموقع صحيفة يديعوت أحرونوت.

ونشر كوهين مقالاً في صحيفة وول ستريت جورنال أمس، ادعى فيه أنه إذا ضمنت الولايات المتحدة الدفاع النووي للسعودية في "نموذج كوريا الجنوبية" فلن تضطر إلى تطوير أسلحتها النووية.

قلل كيربي من مضمون  التقرير الذي  نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الأربعاء، والتي ذكرت فيه أن الولايات المتحدة والسعودية اتفقتا على الخطوط العريضة للتطبيع

تصريح أمريكي موازي

بالتوازي مع ذلك، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر،  أن "محادثات مثمرة" أجريت مع السعودية حول اتفاق محتمل مع إسرائيل، وإنه يتوقع مزيدًا من المحادثات في الأسابيع المقبلة.

وأضاف ميلر، في إفادة صحافية: "أحرزنا تقدمًا في عدد من القضايا. لن أتحدث عن ماهية التقدم، لكن ما زال أمامنا طريق طويل يتعين قطعه، مع مستقبل غير مؤكد".