قد تكون أزمة عابرة كعادة أهل الفن في صراعاتهم المعتادة، ولكن الهجوم المبطن من الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي ضد طليقها رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة كشف تفاصيل أكثر من سيطرة أبو هشيمة على الإعلام المصري وتوظيفه لمصالحه الخاصة، وليس لصالح نظام السيسي كما هو معروف سابقًا.
وضح هجوم هيفاء وهبي على طليقها أحمد أبو هشيمة حجم سيطرته على الإعلام المصري وتوظيفه لمصالحه
بلكنة لبنانية، قالت هيفاء وهبي عبر صفحتها على تويتر: "يا حبيبي يا معقّد مهما أمرت صحافيينك والإعلام تبعك بالتعتيم على مسلسلي في إعلامك المصري الصلب! مش هتقدر تخفي نجاحه الساحق ولا 100 متلك"، وتقصد هيفاء وهبي "مسلسل الحرباية" المعروض على قناة النهار المصري، لا يسيطر عليها أبو هشيمة، ما دفع الكثيرين للبحث عن المقصود ومدى النفوذ الذي يتمتع به رجل الأعمال الشاب والذي يصل لامتلاك والمشاركة في نحو70 % من الإعلام المصري في الوقت الحالي.
اقرأ/ي أيضًا: دراما رمضان المصرية.. فضائح الأسبوع الأول
رغم عدم ذكرها اسمه بشكل صريح، إلا أنه كان واضحًا أن هيفاء وهبي تتحدث عن أبو هشيمة، وهو الذي يمتلك عددًا من القنوات والصحف المصرية، كما أن حديثها عن "إعلامك المصري الصلب" فيه إحالة لمصنع الحديد الصلب لأبو هشيمة والمعروف باسم "حديد المصريين".
علاقة هيفاء وهبي وأبو هشيمة تطورت إلى زواج امتد لأربع سنوات، وانتشرت عدة شائعات عن انفصالهما حتى تأكد الأمر في عام 2012، وأعلنا في بيان رسمي أن قرار الطلاق تم عن قناعة مع التأكيد علي استمرار علاقة الصداقة والاحترام المتبادل بينهما، ولكن يبدو أن تلك الصداقة لم تستمر وتعود هيفاء وهبي للهجوم على أبو هشيمة في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن كانت استعملت نفس الأسلوب عام 2014، حين كتبت عبر حسابها علي تويتر، بعد تصريحات لأبو هشيمة عن قصة حب تعيشها هيفاء مع المخرج طارق فريتخ، وقالت هيفاء: "لا أعلم لم يلوم طليقته كلما شاهد صورة لها مع أحدهم؟ وأضافت: "شو خصك فيي؟.. أنا وفريتخ مجرد أصدقاء وأعتبره كأحد إخوتي. توقفوا عن تنغيص حياتي بالإشاعات، استرخوا".
ويلاحظ المتابع لمسلسلات رمضان هذا العام، أن الإعلام المصري لا يخصص متابعة كثيفة لمسلسلها، خاصة المؤسسات الإعلامية الكبرى، التي بالطبع تتبع أبو هشيمة، وقامت بعض وسائل الإعلام بإلغاء عدد من اللقاءات الصحفية مع هيفاء وهبي.
يذكر أن مسلسلها الأخير الحرباية، الذي يعرض على عدة قنوات من بينها قناة النهار المصرية، التي انتقدتها هيفاء عدة مرات علي حسابها على تويتر وقالت إنها قامت باقتطاع عدد من المشاهد دون العودة للشركة المنتجة.
اقرأ/ي أيضًا: 10 أشياء ستشاهدها في دراما رمضان المصرية
عادة، تلقى أعمال هيفاء وهبي عددًا من الانتقادات والتعليقات غير المرضية، سواء من الرقابة وبعض النقاد، للجرأة التي تظهر بها هيفاء في الملابس وكذلك الحركات والإيماءات، ومن قبل سبق أن منع عرض فيلم "حلاوة روح" قبل أن يعود لدور العرض مرة أخرى.
التصريح الأخير لهيفاء وهبي عن "المعقد" كان مادة جيدة للحديث عن أبو هشيمة، من الذين عرفوا أنها تتحدث عنه خاصة وتمحورت التعليقات بين النقد والسخرية والمساندة لهيفاء وهبي من قبل متابعيها وأحبائها.
يعد أحمد أبو هشيمة حاليًا إمبراطور الإعلام المصري والمتحكم في نحو 70% منه وذلك من خلال شركة إعلام المصريين
يذكر أنه مع بداية علاقة هيفاء وهبي وأحمد أبو هشيمة، كان البعض يجهل الرجل، خاصة وأن تجارة تصنيع الحديد كانت تحت سيطرة أحمد عز، القيادي السابق في الحزب الوطني، وعقب قيام ثورة 25 يناير في 2011، برز اسم أبو هشيمة واعتبره البعض بديلًا لأحمد عز واقترب أبو هشيمة من جماعة الإخوان وانضم لعضوية مجلس الأعمال المصري القطري، الذي أعلن عن تجميده عقب 2013 بعدة أشهر.
ولكن عقب 30 حزيران/ يونيو 2013 وعزل محمد مرسي، رئيس الجمهورية الأسبق، صار أحمد أبو هشيمة من رجال الجيش وأعلن التأييد المطلق. ويعد حاليًا إمبراطور الإعلام المصري والمتحكم في نحو 70% منه وذلك من خلال شركة إعلام المصريين، التي يمتلكها وتحوز على أغلبية أسهم صحيفة اليوم السابع، وموقع دوت مصر وكذلك صحيفة صوت الأمة، كما أنه يمتلك شبكة قنوات "أون تي في"، ويعد شريكًا رئيسيًا في قنوات "دي ام سي"، وما خفي كان أعظم.
ويمتلك أحمد أبو هشيمة النسبة الأكبر في شركة مصر للسينما وكذلك مجموعة "برزنتيشن"، التي حصلت على حقوق بث الدوري المصري وكذلك يمتلك شركة العلاقات العامة والتسويق ودراسات الرأي العام POD، وتعبر مجموعة القنوات التي يمتلكها أبو هشيمة ويشارك فيها، عن وجهة نظر النظام المصري، وترفض وجود أي وجهة نظر معارضة كما تضم كتابات ومقالات لعدد من ضباط الجيش من بينهم محمد سمير، المتحدث العسكري السابق، وكذلك تتضمن مقالًا يُكتب باسم "ابن الدولة"، ويقال إنه أحمد شعبان، الرائد في الجيش المصري ومدير مكتب عباس كامل، مدير مكتب عبدالفتاح السيسي.
اقرأ/ي أيضًا: