30-يناير-2016

(محمد هويس/أ.ف.ب/Getty)

عامٌ من المعاناة والمأساة والحرب والدمار رافق اليمنيين جعلهم أكثر تشاؤمًا بالعام الجديد والذي يتوقعون فيه تفاقم معاناتهم واستمرار أعمال العنف والصراع المسلح، وطبعًا ازدياد عدد النازحين ومعدلات الفقر والبطالة بعد أن فقد أغلب الشباب أعمالهم خلال فترة الصراع المسلح الدائر في البلاد. تفكيرُ سلبي، حالة نفسية تقوم على اليأس والنظر إلى الأمور من الوجهة السيئة. هذه هي أحوال اليمنيين. والاعتقاد السائد هو أن كل شيء يسير إلى الوراء. هكذا يرى اليمنيون عامهم الجديد في ظل استمرار الصراع المسلح.

يخيم صمت عالمي وأممي متواطىء مع القتلة من جميع الأطراف على أرض اليمن وفي سمائها

 يرى ماجد عبد الحميد أن الأوضاع ليست مبشرة بخير فما زالت الأطراف اليمنية المتصارعة مختلفة. وهذا يزيد الأمور تعقيدًا.. "علينا ألَّا نقَيس بالوقت بل بالمواقف التي ستأتي والتي ستجلبها لنا الأيام ولذلك أنا متشائم بالعام الجديد وأكثر تشاؤمًا". لا شيء يجعله يتفاءل بالعام الجديد في ظل الصراع المسلح المستمر: "المفاوضات فشلت، الحصار على اليمن ومنع التحالف دخول المشتقات النفطية، مستمر، أعداد النازحين في تزايد حالات الفقر، والبطالة حدث ولا حرج". لاشيء يبعث على التفاؤل.

أحداث كثيرة ومتسارعة على المستويين السياسي والعسكري عاشها اليمنيون خلال عام 2015، أبرزها كان انقلاب مسلحي جماعة الحوثي على السلطة الشرعية، وسيطرتهم على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات، وما تلاها من تدخل عسكري عربي مباشر قادته السعودية، كل ذلك وضع المواطنين اليمنيين في مأزق دفعهم للبحث عن مخرج للأزمة التي أثقلت كاهلهم. ولكن، هل من تغيير؟

تقول إيمان أحمد أن عام 2015 كان عبئًا ثقيلًا لما تسبب لها من حزن وألم على أسرتها.. "لايوجد مشروع للحياة، وليس لدينا حتى ماء. أتعب جدًا في البحث عن وايت ماء (صهريج المياه)، منذُ عشرة أيام لم أحصل على اسطوانة غاز للطبخ، البرد شديد ولا يوجد كهرباء لتسخين الماء. الزبادي الذي نعتمد عليه كغذاء أساسي غير متوافر بالإضافة إلى بعض الأدوية". عن أي تغيير نتحدث؟ اليمنيون يدفعون ثمن الاختلافات الكبرى بين الكبار.

في نفس السياق، يخالف إبراهيم العليمي المواطنين السابقين، وذلك لأن التفاؤل بالعام الجديد موجود بكل الأحوال، ولا بديل عنه... "كان اليمنيون متفائلون بالأعوام الماضية عند انتهاء 2014، حين كانت الأزمة في بدايتها". يحلم أن تخمد نار الفتنة، لكن ازداد الوضع سوءًا، ما يجعل التشاؤم أمرًا واقعًا لا مفر منه أيضًا.

كان العام الأقسّى والأفدح على اليمنيين برأي الكثير. برأي الإعلامية والناشطة الحقوقية وضحه مرشد: "نحن في حربٍ لم تنطفئ. قتل وتشرد الآلاف من المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء في ظل صمت عالمي وأممي متواطىء مع القتلة من جميع الأطراف. الحرب في حال استمرارها ستخلف جيلًا من المشردين الناقمين المشوهين جسديًا ونفسيًا. نعم تستطيع تعويض الخسائر المادية لكن من يعيد من مات لمحبيه. على العالم أن يفهم أنه سيتقاسم فاتورة الحرب في اليمن، لأنه ليس جادًا كفاية لإيقافها. اليمن على الطريق لأن تكون سوريا أخرى أو عراق آخر.

وتابعت مرشد بألم: "علمتني كم هو رخيص الإنسان مقابل آلة الحرب الجهنمية. أعطتني درسًا عن الإنسانية. لقد تجاهلنا معاناة إخواننا في الصومال، وسوريا، والعراق. والآن، يتجاهلنا العالم. حين تتحول من إنسان لمجرد رقم في الأمم المتحدة، رقم لمزايدة أطراف الحرب، رقم في سجل الوفيات بلا رفات ولا قبر لا يمكن أن تتخيّل كم أن هذا مؤلم، حين يتخلى عنك العالم، ولا أحد يدافع عنك.


اقرأ/ي أيضًا:
مقابر اليمن.. خفف الوطء
انتحاريو اليمن.. قتل على المنبر