21-ديسمبر-2021

لوحة لـ سارة شعّار/ لبنان

هستيريا الضحك

آه

من تلك العتمة القاتمة

التي تراودني يوميًا

في شوارع موبوءة

من خارج

هذا الكوكب الملول.

 

لا أحد سوف ينقذني

سأفنى حتمًا.

 

آه من تلك الأرضية التي

تحولت بسرعة

إلى ظلامٍ دامس

وها هو قد اختفى القمر المتلألئ

لو كل الدموع الساخنة

تنفيني كليًا قبل أن تخرج

من بئر الجنون

الذي تسكب فيه

جبال كثيرة مُرة

كمرارة فناجين القهوة

التي تحتسيني، أو احتسيها؟ لا اعرف!

لم يتبقَ لي سوى

فنجان واحد

في بقايا وجودي

على سطح منزلٍ متهالك

وأنا سجينة في اعماق

ذلك الخراب.

 

حجرٌ قاسٍ

يقذف على قلبي النار

كيفما يشاء.

 

لم تكن غير

أحلام مستحيلة

في قطعٍ زجاجية

من بقايا العويل.

 

أية طقوس

من نثرات الخراب المتبقية

التي ستمنعني

من التفكير

 في أساليب الانتحار الجيدة تمامًا؟

 

العتمة تميتني بتريث

سأفنى حتمًا

لا أحد سوف ينقذني؟

 

حدث الآن

طق.. طق

  • ما هذا؟
  • إنه الانفجار

الذي يسكب في البئر

أوه إنه البئر نفسه!

وما زالت هستيريا الضحك

لا تفارقني.

 

وها هو قد مضى

لم أستطع أن أتوقف

عن إرسال الرسائل الحميمية

لكوخ قلبك المهجور.

 

لم أستطع أن أتوقف

عن التحدث معك

في رأسي المقلوب

عن الواقع

عن وقتٍ ما

نكون فيه معًا.

 

لا يزعجني

غير الاستيقاظ 

في أرجاء الهواء

المحيط بي

والبعيد عنك.

 

والبعيد عن حقيقة الكون

الذي يدفعني احيانًا

لارتكاب حماقة سيئة جدًا

في حق جسدي

الذي أنقش عليه

بسكينة ما خطوط

لا أفهمها أنا

ولن تفهمها أنت

ولن يفهمها العالم.

 

في دوامةِ الوحدة

لا يراني أشخاص

عندما أتحدث عن عشقي

بداخل الوحل الأبيض

في كل مرة اتقاعس

عن الهروب من المنزل

وأتغافل عن العواقب

ولكنني الآن اجوب في

شوارع خالية.

 

كذلك المدينة

هي أيضاً خالية

خالية تمامًا

لأنها تقع في رأسي

رأسي الذي لا يتغلب على الاستياء

أبدًا.. أبدًا.

 

أنا فاشلة للغاية

في احتلال كوخ قلبكَ

لم أتمكن من اصلاحه

لأنك لم تسمح لي بدخول

لخرائط جسدك المغرية

والتي هي ليست

على مقاس براءتي

لم يستطع صمتك

إفناء المشاعر التي تجول في رأسي

أوفي أزقة المدينة الخالية.

 

إنها 50%

احتمالية أن أجدك

والباقي أين؟

أين أنا؟

وأين أشلاء أوراق وجهك

التي كانت في يدي للتو؟

 

أوه ... تذكرت 

كان مجرد وهم

وها هو قد مضى.

 

رقصة سوريالية

لطالما نظرتُ بإشفاق

على سقف بمرآة حقيرة

حقائق تافهة بأغنية الشارع

على لسان آلة الموسيقى

عند تدرجات العناق

في هذا الليل الذي لا أنجو منه

عقلي جائعٌ للعبث مع قهوة وداع

وما زالت تُدهشني عبثتيك

تخلخل توازني

لقصة حب منفية

على حافة مسامير الخشب

تنزف اقدامي جنونًا

وهذا الهاتف الكَهْل

لا يستطيع الرد

في الردهة

إنه عقيم جدًا 

أصرخُ على ثيابي المرمية

عند مذياع قديم

بـ "النفي"

تنزلق العتمة على جسدي العاري

في ألف ليلة وليلة

على رقصة سوريالية

لا تنتهي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لم أنتبهْ إلى النّهاية

صلاة بديلة