قدم رئيس وزراء هايتي أرييل هنري استقالته، حسبما أعلن رئيس غيانا عرفان علي، يوم الإثنين، بعد تمرد عصابة ضد الحكومة.
وقال علي خلال قمة إقليمية في كينجستون بجامايكا: "نشيد باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري بعد تشكيل مجلس رئاسي انتقالي وتسمية رئيس وزراء مؤقت".
وفي خطاب بالفيديو حث هنري، الموجود في بورتوريكو وغير القادر على العودة إلى هايتي، الناس على التزام الهدوء حتى يتم ترتيب انتقال السلطة.
تأتي استقالة رئيس الوزراء هنري بعد أن وحدت العصابات قواها للإطاحة بالزعيم غير المنتخب خلال عشرة أيام
وقال هنري: "إن الحكومة التي أقودها ستستقيل فورًا بعد تنصيب المجلس [الانتقالي]. أود أن أشكر شعب هايتي على الفرصة التي أتيحت لي. أطلب من جميع الهايتيين التزام الهدوء وبذل كل ما في وسعهم من أجل عودة السلام والاستقرار في أسرع وقت ممكن".
وأظهرت مقاطع فيديو تم توزيعها على وسائل التواصل الاجتماعي في هايتي، احتفالات في الشارع، حيث يرقص الناس على الموسيقى في أجواء احتفالية ويتم إطلاق الألعاب النارية في سماء الليل.
وتأتي استقالة هنري بعد أن وحدت العصابات قواها للإطاحة بالزعيم غير المنتخب خلال عشرة أيام من الفوضى أضرموا فيها النار في مراكز الشرطة واقتحموا الموانئ والسجون وحاصروا مطار العاصمة الدولي.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن هنري لا يزال في بورتوريكو، وإن قرار التنحي اتخذ يوم الجمعة. وأضاف المسؤول، أن هنري أعرب عن رغبته في العودة إلى هايتي في المستقبل.
وقدم هنري استقالته إلى الكتلة السياسية الإقليمية لمجموعة الكاريبي "كاريكوم"، بعد أن عقدوا اجتماعًا طارئًا حول مستقبل هايتي مع وصفها بـ"الدولة الفاشلة".
أصبح أرييل هنري القائم بأعمال رئيس هايتي في تموز/يوليو 2021، عندما اغتال مرتزقة كولومبيون رئيس البلاد جوفينيل مويز.
وكان يُنظر إلى حكومة هنري على نطاق واسع على أنها فاسدة وغير شرعية، لأنها فشلت مرارًا وتكرارًا في إجراء الانتخابات، ولم تشهد هايتي انتخابات منذ عام 2016.
وفي ظل حكم الرئيس هنري، سيطرت العصابات على جزء كبير من البلاد ودأبت على ترويع المدنيين وقطع إمدادات الغذاء والوقود وقطع الطرق. ويسيطر المجرمون المسلحون الآن على 80% من العاصمة بورت أو برنس. ويعاني ما يقرب من نصف السكان، أو 4.35 مليون هايتي، من الجوع بانتظام.
وحاول هنري تأمين قوة من القوات الأجنبية تدعمها الأمم المتحدة لتعزيز شرطة البلاد وتعزيز النظام منذ تشرين الأول/أكتوبر 2022. وفي 1 آذار/مارس، نجح أخيرًا في إقناع كينيا بالتوقيع على اتفاقية لإرسال 1000 ضابط إلى منطقة البحر الكاريبي. لكن التعهد جاء متأخرًا جدًا. وبينما كان هنري في نيروبي، اجتمعت العصابات المسلحة، التي تتقاتل عادة فيما بينها من أجل السيطرة على الأرض، لإزاحة هنري عن السلطة، ووعدت بارتكاب "إبادة جماعية" إذا لم يتنح عن منصبه.
ومن خلال إصابة مطار هايتي بالشلل وإطلاق العنان لموجة غير مسبوقة من العنف في شوارع بورت أو برنس، أرغم المسلحون هنري على مشاهدة حكومته تنهار من الخارج.
