06-أغسطس-2023
لوحة لـ رودولفو أريكو/ إيطاليا

لوحة لـ رودولفو أريكو/ إيطاليا

في تاريخ نكران الذات

كان أبي يلطّخ نفسه بالحقيقة

حين ادّعى بكل فخر،

وهو يرتدي قميصًا بالمقلوب،

أن حياته تقبل القسمة على اثنين.

 

تزوّج في وقتٍ كان فيه العالم منشغلًا بكأسه،

في سنة 1990،

صفق له الرفاق والأقارب

ليُحرز هدفه الأول بإنجاب طفل يحمل شارة القائد

لكن الحياة عرقلت طريقه.

ولأن أبي لم يكن يملك خططًا كافية،

استبدلها بالأدعية

وأنجب هدفًا أخر،

قلّص الفارق

وكان رد الحياة حاسمًا

حيث وضعتنا في زاوية صعبة

واكتفينا بمشاهدتها.

 

لكن أبي دفع بي كورقة رابحة،

ورقة في الدقائق الأخيرة،

على أمل أن أُعيد نسق العائلة.

 

ها أنا الآن أركض في تسللٍ ملحوظ،

ولا التفت لحكم الراية

في انتظار مشجع متطرف

يُبرهن للجميع من دون أدلة

أني لاعب التاريخ.

كما أن أبي يعرف أمي منذ ثلاثين عامًا

يتبادلون الصراخ والضحك

ويشتمون اللحظة

يشاطرها الطاولة

وتجيد قراءة فكّيه.

 

نزلت مؤخرًا لهذه العائلة،

منذ اثنين وعشرين عامًا،

أُعاملهم مثل قط تخلى عن البريّة من أجل اللهو بالكرة

ترميها إليّ العائلة فأعقّدها أكثر.

مرة، جربت أن أفتح الخيوط

 

فبدأت أبحث عن امرأة تطهو الطعام كما لو أنها تعبر من محنةٍ

وتطعمني العناق،

تُجيد قراءة الأشكال

ولا تتوه في يومٍ ما،

إذا انغمست في إحدى لوحات بيكاسو وتكعيباته.

 

وكلما حاولت أن اشرح لها هوسي بالنظافة والحميمية،

تختصر عليّ الكلام وتنام مرتديةً الصمت

وثيابًا أثقل.

 

أي امرأة هذه التي تشاركها الحياة مثل رفاق عنوة؟

وعندما تبتعد عنك تجهش بالبكاء، كما لو أنك تودع حيوانك الأليف؟

كما أنني كلما ودعتها يتهيأ لي أنني ضعت مثل كلبٍ نشأ في عائلة تلتزم بمواعيد الطعام والنباح

وعدم الافراط في الأكل واللعب

تتلقفني الشوارع، حيث لا توجد أوقاتٌ مخصصة للنوم أو المطاردة

فبإمكانك أن تركض خلف سيارة مسرعة أو خلف طفل

أن تُرعب عائلة بأكملها أو الأفراد فقط،

سوف تقلع الطوق من على رقبتك

وترتدي حظك في النجاة

تنبح بوجه البيت الذي نشأت فيه

وتتذكر اللحظات التي كنت تريد أن تتمرد فيها

أن تكسر القفل وتخرج في الليل باحثًا عن كرتك الخاصة

تمد لسانك بعد أن تجدها دلالةً على صمتك وترويضك الجيد

فالنباح بعد العاشرة ممنوع في البيوت

وما يميز كلاب الشارع عنك

أنها قادرة على جلب عظامها الخاصة وطمّها في أي مكان

دون الرجوع إلى شكل الحديقة الذي كلما حفرتها أعمق

كلما قصر الحبل حول عنقك.