23-ديسمبر-2023
حزب الله والجبهة الشمالية

يقود المباحثات عاموس هوكستين، أحد كبار مستشاري البيت الأبيض (Getty)

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن مباحثات تتوسط فيها، بين حزب الله ولبنان وإسرائيل، بهدف "تقليل التوترات على الجبهة الشمالية، واستعادة الهدوء على المدى الطويل، وإبعاد عناصر حزب الله عن الحدود".

ويقود المباحثات عاموس هوكستين، أحد كبار مستشاري البيت الأبيض الذي أشرف على المحادثات العام الماضي التي أسفرت عن اتفاق بين إسرائيل ولبنان أدى إلى حل النزاعات الحدودية البحرية الطويلة الأمد بين البلدين.

وقال المسؤولون، إن التركيز المباشر للمناقشات كان على منع الاشتباكات، بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

المحادثات الأمريكية، تتهدف للإبقاء على التصعيد في مستويات منخفضة، مع قلق من إمكانية توسع القتال

وأرسل هوكستين ومسؤولون أمريكيون آخرون رسائل إلى إسرائيل ولبنان وحزب الله، يحذرونهم فيها من أن "خطر التصعيد مرتفع للغاية ويشجعونهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب حرب" يمكن أن تصبح حربًا إقليمية. كما تناقش واشنطن "معايير اتفاق طويل الأمد لزيادة الاستقرار على طول الحدود".

وتضيف "نيويورك تايمز": "أحد المبادئ التوجيهية التي تدعمها إدارة بايدن هو رؤية القوات المسلحة اللبنانية على الجانب اللبناني من الحدود، وبالتالي دفع قوات حزب الله بعيدًا".

ووفقا للمشاركين في المحادثات، أرسل المسؤولون الإسرائيليون "رسائل متضاربة حول المسافة التي سيتعين على مقاتلي حزب الله أن يتحركوا شمال الحدود".

ودعا أحد الاقتراحات الإسرائيلية إلى تحرك قوات حزب الله لمسافة خمسة كيلومترات على الأقل، شمال الحدود، قلقًا من تكرار حزب الله لعملية شبيهة بـ"طوفان الأقصى". فيما تتحدث تقديرات إسرائيلية أخرى، عن "الرغبة بعودة حزب الله ثمانية كيلومترات بعيدًا عن الحدود".

وأضاف الصحيفة الأمريكية: "لم يتخذ مسؤولو إدارة بايدن موقفًا رسميًا بشأن المدى الذي ينبغي أن يُطلب من قوات حزب الله التحرك شمال الحدود، للحفاظ على مرونتها في المفاوضات، لكنهم يعتقدون أن المسافة قد تحتاج إلى أكثر من خمسة كيلومترات".

وتقدر الولايات المتحدة الأمريكية، بأن حزب الله "لن يتوقف عن إطلاق النيران، ما دامت الحرب الإسرائيلية على غزة مستمرة"، فيما تسعى واشنطن إلى توسيع المحادثات، كي تشمل مفاوضات على الحدود البرية.

إسرائيل تترقب

ومن المعلوم أن إسرائيل، وضعت خطة لتوجيه ضربة لحزب الله في الأيام الأولى من حربها على غزة. وقال المسؤولون الإسرائيليون الذين دفعوا من أجل الهجوم الجوي، إن إسرائيل يجب أن "تشل حزب الله قبل أن يفتح النار على إسرائيل".

في المقابل، حث مسؤولو إدارة بايدن إسرائيل على عدم تنفيذ الهجوم الجوي المقترح، مشيرين إلى معلومات استخباراتية أظهرت أن حزب الله سيكون قادرًا على التعافي بسرعة من الصدمة الأولية للضربة الإسرائيلية وإطلاق وابل ضخم من الصواريخ على أهداف استراتيجية في جميع أنحاء إسرائيل.

أرسل هوكستين ومسؤولون أمريكيون آخرون رسائل إلى إسرائيل ولبنان وحزب الله، يحذرونهم فيها من أن "خطر التصعيد مرتفع للغاية ويشجعونهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب حرب"

وقال مسؤولون أمريكيون، إن القادة الإسرائيليين منقسمون بشدة حول الحكمة من تنفيذ الهجوم الجوي المقترح، واتفقوا بدلًا من ذلك على السعي إلى حل دبلوماسي مع حزب الله.

وبعد وقت قصير من حصول إدارة بايدن على موافقة إسرائيل، بدأ هوكستينرحلات مكوكية بين القادة الإسرائيليين ونظرائهم في لبنان، وفقًا للمشاركين في المحادثات.

ويقول بعض المسؤولين الإسرائيليين إنه يجب التعامل مع تهديد حزب الله لإسرائيل إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق دبلوماسي. فيما كان التركيز الأكثر إلحاحًا في المحادثات هو إبقاء إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله "عند أدنى مستوياته الممكنة"، وفق الصحيفة الأمريكية.