04-نوفمبر-2022
ألبرت سيرفايس/ بلجيكا

لوحة لـ ألبرت سيرفايس/ بلجيكا

الليل

 

أخمن في الليل

كم هو طويل كقامة جندي

كم هو حاد كشوكة

تنبت فيه عشبة النسيان ببطء

الليل الذي نسمع فيه الموت وهو يركض علی العشب

نسمع فيه امرأة ميتة تبكي

ونری فيه أشباح خيالة

 

خروج من النوم

 

أخرج من النوم ببطء،

أطل على المدن التي تستلقي جانبي.

بيتي كزهرة عباد الشمس،

لكن لا شمس تأتي إلى بيتي.

أسمع خطوات الجارة العمياء،

تفتح نافذتها بخفة.

 

جثة على النهر

 

هذا الصباح شاهدوا جثة على النهر

لكنني في البيت

لم أنتحر أبدًا!

فقط شاهدت حلمًا صغيرًا

عن امرأة تقبلني بنهم

هذا الصباح

لم يضحكوا،

لم يبكوا،

بل مروا كأنهم لم يروا أحدًا.

 

حَجرُ البدو

 

أرى بدوًا صغارًا

يتراكضون خلفك ضاحكين

وأنت تنزل من السماء بخفة.

يضعونك في معبد زجاجي

تقول لهم :

أنا مجرد حجر صغير

لكن أذانهم من زجاج

هذا الصباح كُنتَ في يد طفل

يركض بك بعيدًا.

أرى بدوًا صغارًا

يمشون بأرجل من زجاج

يبحثون عن حجر جديد

عن إله جديد.

 

اصطيادُ الصباح

 

كنا نخرج لنصطاد الصباح

وكان يفر منا في كل مرة.

وبعدها كنا نجلس،

ونفكر كيف سنصطاد أشواقنا

في الغد.

 

أنظر عميقًا

 

أَنظر لزهرة أقحوان تتفتح،

لسنونو ينقر مطرًا قديمًا،

لفتاة تستقل حافلة وشعرها يطير،

لسماء تنحني كعجوز علينا بلا قبل،

لرجل يمشي كأنه يحلق لأنه نسي حبيبته في مكان ما.

أنظر لكل هذا الجمال

وأطلب من الله

عيونًا كثيرة.

أمشي إلى البيت من ممر الشمال،

في قدمي بقايا مطر

وحيدًا، وأعمى.

 

ما تخفيه الأشجار

 

ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻷﺭﻳﻜﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ؟

ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﻣﺮﺩﺓ ﻋﻦ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺰﻗﺎﻕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ؟

ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ

ﺃﻫﻮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻧﺴﻴﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ؟

ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ .

 

ﻋﺸﺐ ﻳﻄﻠﻊ ﺧﻔﻴﻔًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ.

 

بهجة

 

ضجيج في الأسفل

لا يعنيني بشيء،

لكنني أحس ببهجة تطلع مثل رائحة امرأة،

ضجيج يعلو،

كأن جارة تغير شراشفها.

هذا الصباح رأيت نبتة الصبار لم تتغير

لكن إحساسي بها تغير مثل خجل قديم.

أرى الصباح بعينين مغمضتين

وأحس موسيقاه.

أمشي بين الجميع لكن لا أحد ينتبه.