19-أغسطس-2016

لم يخسر مو فرح أي سباق منذ سنة 2011(فابريس كوفريني/أ.ف.ب)

مو فرح أو محمد مختار جاما فرح، هو البطل الأولمبي الذي كتب المستحيل في عمر الـ 33 سنة. ولد فرح في مقاديشو، عاصمة الصومال في سنة 1983 ويقيم اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية ويحمل الجنسية البريطانية وهو يشارك باسم الفريق البريطاني في أولمبياد ريو 2016.

لا تأتِ الميداليات الذهبية بسهولة ولعل الميدالية التي حققها العداء مو فرح في سباق الـ 10 آلاف متر هي الأصعب في حياته

لا تأتِ الميداليات الذهبية بسهولة ولعل الميدالية التي حققها العداء البريطاني في سباق الـ 10 آلاف متر هي الأصعب في حياته. فبعد فوزه بذهبيتي 5 آلاف و10 آلاف متر في أولمبياد لندن 2012، كانت جميع العيون تراقب ما سيقوم به البريطاني - السوداني في ريو.

اقرأ/ي أيضًا: سيمون بايلز.. ولادة أسطورة الجمباز في ريو

لم ينطلق سباق فرح الأولمبي بأفضل طريقة ممكنة وبعد مرور حوالي 4000 متر على السباق سقط على الأرض ليعود ويقف على قدميه بعد أن خسر بضعة أمتار خلف منافسيه، هذه الحالة كانت قد تكررت في سنة 1972 مع العداء الفنلندي لاس فيرين، الذي سقط مرتين في سباق الـ10 آلاف متر ليعود ويتابع السباق ويحقق الميدالية الذهبية.

لم يتراجع فرح رغم سقوطه وعاد واقفًا على قدميه وهو يبتسم، ومع اقتراب السباق من لفتيه الأخيرتين، وجد فرح نفسه في المركز الثالث خلف كل من بول تانوي وروب، ولم يسمح اللاعب الكيني تانوي لفرح بتجاوزه بسهولة وزاد من سرعته محاولاً إبقاء البطل الأولمبي السابق خلفه. لكن لم يمنع إصرار الكيني فرح من الضغط بشكل أكبر مع نهاية السباق وأنهى اللفة الأخيرة بـ55 ثانية فقط أما الـ 100 متر الأخيرة فنجح فرح بعبورها بـ 13.3 ثانية ليتجاوز اللاعب الكيني ويفوز بذهبيته الثالثة في تاريخ الأولمبياد ويحافظ على لقبه في سباق الـ10 آلاف متر.

لم يخسر فرح أي سباق منذ سنة 2011، ومرت حتى الآن 5 سنوات، يحاول خلالها العداؤون اكتشاف طريقة لهزيمته من دون أن ينجحوا. تكمن قوة فرح في أسلوبه العلمي الدقيق بالركض والذي يبدو معه طبيعيًّا. فعداء المسافات الطويلة الأفضل في العالم يدوس على القسم الأمامي من باطن قدمه على الأرض ويضع قدمه بدقة أمام ركبته ليحافظ على مركز التوازن ويقوم بضرب ظهره بقدمه الثانية ليقطع المسافة بأسرع طريقة ممكنة وهذا ما يمكّن فرح من الطيران أثناء السباقات وهو بالضبط ما منحه التفوق في لفته الأخيرة، فسيطرة الكيني تانوي على السباق من بدايته حتى ما قبل النهاية بأمتار، اضمحلت أمام المهارة الفنية للاعب البريطاني.

لم يخسر فرح أي سباق منذ سنة 2011، ومرت حتى الآن 5 سنوات، يحاول خلالها العداؤون اكتشاف طريقة لهزيمته من دون أن ينجحوا

اقرأ/ي أيضًا: رافاييلا سيلفا: من مدينة الإله إلى ذهب ريو 2016

بعد تحقيقه للفوز، أسئلة كثيرة وجهت لفرح في مؤتمره الصحفي حول ارتباطه بالمنشطات وهو ما نفاه بشكل كامل. لكن هذه الأسئلة لم يتم طرحها من لا شيء. فصيف سنة 2015، قام العداء البريطاني بفحوصات دم علانية لإبعاد شبهات طالته إثر ظهوره في صور مع الرياضي حمزة دريوش، الموقوف بسبب تعاطيه للمنشطات. وفي شهر حزيران سنة 2015، اتهم مدرب فرح "ألبرتو سالازار" في تقرير نشرته الـ BBC بأنه يروج للمنشطات في مشروع لشركة نايكي، لكن البرنامج بدوره لم يوجه أي اتهامات لفرح، إلا أن ذلك دفعه للانسحاب من سباق برمينغهام الألماسي، بعدها بيومين، وأعلن أن السبب هو شعوره "بعدم الراحة النفسية والجسدية".

عاد فرح اليوم وبعد سنة بالكامل ليكتب التاريخ مجدداً ويتحدى العالم وشائعات المنشطات، ويكشف عن قدرات استثنائية منصباً نفسه على عرش عدائي المسافات الطويلة في العالم.

اقرأ/ي أيضًا:

من سيخلف فيدرير؟

بعد 23 ذهبية..أين فيلبس من أهم الإنجازات الرياضية؟