19-نوفمبر-2020

الكاتب الإسباني خوليو ريوس (1941)

ألترا صوت – فريق التحرير

"موكب الظلال"، عنوان الرواية الصادرة حديثًا عن "دار ومكتبة تنمية" للكاتب الإسباني خوليو ريوس (1941) الذي بدأ بكتابتها أواخر ستينيات القرن الماضي، دون أن يتمكن من نشرها في ذلك الوقت بسبب الأوضاع السياسية المتأزمة وصرامة الرقابة وبطشها في عهد الجنرال فرانسيسكو فرانكو.

المكان الذي تدور فيه أحداث "موكب الظلال" عبارة عن بلدة حدودية قاتمة، تعيش تبعات ما بعد انتهاء الحرب

صدرت "موكب الظلال" لأول مرة سنة 2008، بعد نحو أربعين عامًا من كتابتها، وحققت حينها نجاحًا واسعًا أُضيف إلى نجاحات مؤلفها الأدبية التي دفعت الروائي المكسيكي كارلوس فوينتس لوصفه بـ"أكثر كتّاب اللغة الإسبانية ابتكارًا وإبداعًا"، وكانت السبب أيضًا خلف اعتباره "وريث جيمس جويس" بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

اقرأ/ي أيضًا: السردية التعبيرية في مجموعة "عالم الغريب"

تأخذ الرواية التي نقلها إلى اللغة العربية مارك جمال شكل متتالية قصصية أحيانًا، ورواية تقليدية أحيانًا أخرى، إذ يميل ريوس إلى اعتبارها عملًا روائيًا، بينما يتعامل معها البعض بوصفها متتالية قصصية وفقًا لجمال الذي رأى في حديثه لـ "ألترا صوت" أنها تُقرأ على الوجهين مبدئيًا، وهو ما يؤكده ريوس نفسه في مقدمتها: "لطالما دار في خلدي أنها رواية مُتعددة الأبطال تدور حول بلدة ومكان من نسج الخيال شخوصها يتعاقبون وينكشفون، من خلال مشقات الحياة، المقترنة في ما بينها، بدرجة تقل أو تزيد".

المكان الذي تدور فيه أحداث "موكب الظلال" عبارة عن بلدة حدودية قاتمة تُدعى "تاموغا"، يعاين خوليو ريوس أحوالها وهي تعيش تبعات ما بعد انتهاء الحرب الأهلية الإسبانية الحاضرة بقوة داخل حيوات سكانها الذين وزعت مصائرهم على أشكال مختلفة من الموت، إما اغتيالًا أو انتحارًا، الأمر الذي يجعل منه عنصرًا ثابتًا داخل الحكايات التي تُشكل الرواية، ذلك أنها تنتهي جميعها بموت أبطالها في أجواءٍ مأساوية تؤكد لسكان البلدة الواقعة شمال إسبانيا أن الحرب المنقضية لا تزال قائمة، ولكن بأشكالٍ مختلفة.

تحفل بلدة "تاموغا" بحكاياتٍ مختلفة تدور حول الحب والخيانة، الجنون والهجران، الحياة والموت، الأمر الذي يجعل منها الشخصية الرئيسية داخل العمل، باعتبارها ترمز إلى إسبانيا خلال تلك الحقبة المظلمة، وتعكس أحوال البلد وما يعيشه أيضًا بعد انتهاء حرب صريحة، وبداية أخرى خفيّة، لا سيما في المدن والبلدات النائية التي يمكن قراءة أحوالها انطلاقًا مما يحدث داخل "تاموغا"، حيث الفقر والبؤس والخوف وانتشار الجريمة إما بهدف تصفية حسابات سياسية أو شخصية، بالإضافة إلى حالات الانتحار المتصاعدة بفعل الظروف الراهنة وما آلت إليه الأحوال بعد انتصار فرانكو، عدا عن الأحلام المؤجلة وتلك المجهضة واليأس الذي يُسيِّر حيوات سكان البلدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة أماني فوزي حبشي

فرجينيا وولف في سيرتها.. أسئلة الزمن والموت