10-ديسمبر-2018

ريفر بليت بطلاً لكأس الليبرتادوريس (Getty)

توّج ريفر بليت بلقب كأس الليبرتادوريس بفوزه في المباراة النهائيّة على غريمه الأزلي بوكاجونيورز بثلاثة أهداف لهدف بعد التمديد، في لقاء أقيم بالعاصمة الإسبانية مدريد على ملعب سانتياغو بيرنابيو، كأوّل نهائي للبطولة يقام خارج القارّة اللاتينية. بذلك انتهى الكابوس المرعب الذي ألمّ بالكرة الأرجنتينية واتّحاد أمريكا الجنوبيّة، وأربك الفيفا لحدٍّ كبير.

في آخر يوم من شهر تشرين الأوّل/أكتوبر استطاع ريفر بليت أن يحجز مكانه في نهائي المسابقة على حساب غريميو البرازيلي، عندما تفوّق عليه إياباً في ملعب الأخير 2-1، فحقّق المفاجأة وقلب تأخّره في المونيمينتال بهدف في مباراة الذهاب. وما هي إلا يوم واحد حتّى أكّد غريمه اللدود بوكا جونيورز تفوّقه على بالميراس البرازيلي، فتعادل بالبرازيل 2-2 ، بعد أن تفوّق في الذهاب 2-0. وهنا بدأت أولى حلقات مسلسل الرعب الذي ألمّ بالكرة الأرجنتينية.

فقطبا الكرة الأرجنتينية يستحوذان على قلوب أكثر من 70% من عموم الشعب الأرجنتيني رغم انتمائهما للعاصمة بيونيس آيريس، والحساسية المفرطة في لقاءاتهما ينتج عنها الكثير من أحداث الشغب داخل الملعب وخارجه، فلا تخلو مباراة تجمعهما من معارك غير رياضية بين اللاعبين، فكيف إن كانت المواجهة هي الأولى والأخيرة بتاريخ بطولة أندية أمريكا الجنوبية "الليبرتادوريس"..!
 

ومن المعلوم أن نظام النسخة الحاليّة سيطبّق لآخر مرّة هذا العام من ناحية خوض مباراتي ذهاب وإياب في النهائي، وفي الأعوام المقبلة سيتم تحديد الملعب مستضيف النهائي مسبقاً، وما أجمل أن يحوي ختام النظام القديم على مواجهة تحدث لأوّل مرّة بين البوكا والريفر في نهائي الليبرتادوريس، ما يعني أن الفريق المهزوم لن يستطيع أن يعوّض هزيمته على الإطلاق حتى لو تغلّب على خصمه لاحقاً طيلة 20 عاماً متتالياً، وهنا أبدى الجميع قلقه لأن المجتمع الأرجنتيني سينقسم إلى نصفين، أحدهما سيعيش في ظلّ هزيمة لن ينساها طيلة حياته، في بلد يتنفّس شعبه كرة القدم، وتنبض قلوبه بالتناسق مع وقع أقدام لاعبي فريقه المحبّب.

حجز ريفر بليت مكانه في كأس العالم للأندية التي ستقام الشهر الجاري

اعتبر الكثيرون أن نهائيّاً كهذا سيكون فخراً للكرة الأرجنتينية واللاتينية بشكل عام، وانتهت مباراة الذهاب الممتعة على ملعب البوكا لابومبونيرا بالتعادل الإيجابي 2-2، ومع نظام البطولة القاضي بعدم اللجوء لقاعدة احتساب فارق الأهداف المسجّلة خارج الأرض في حال تعادل الفريقين بفارق الأهداف، ازدادت إثارة مباراة الإياب، لأن  على الفريقين الفوز لا غير من أجل ضمان رفع الكأس، وتعادلهما بأي نتيجة لن يمنح أيًا منهما اللقب.

اقرأ/ي أيضًا: نهائي القرن.. وصمة عار لن تُمحى

لكنّ أمراً لم يتوقّعه أحد غيّر بوصلة البطولة، وضرب بسمعة أمريكا اللاتينية كلّها، وطعن في قدرة أي بلد منها على استضافة حدث كبير مستقبلاً مثل تنظيم بطولة كأس العالم، إذ تعرّضت حافلة البوكا وهي متوجّهة لأرض الملعب من أجل خوض النهائي المنتظر لوابل من الحجارة والقنابل المسيلة للدموع من قبل جماهير الريفر، الأمر الذي أدى لإصابات بين صفوف اللاعبين. وهنا رفض الفريق خوض المباراة، وأُحرجت إدارة الريفر ومعها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي أصرّ على إتمام اللقاء حاله كحال رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم ورئيس الأرجنتين، والذي أراد أن يحدث ذلك لينتهي مسلسل النهائي الذي تحوّل من نهائي القرن إلى نهائي العار. لكنّ إدارة البوكا رفضت ذلك بعد سلسلة من المفاوضات، فتمّ تأجيل اللقاء لأكثر من مرّة إلى أن تم إعلان موعد ومكان النهائي المرتقب ليلة التاسع من ديسمبر في العاصمة الإسبانية مدريد على ملعب سانتياغو بيرنابيو.

حجّ عشرات الآلاف من مشجّعي الفريقين إلى مدريد قاطعين مسافات شاسعة من الأرجنتين، وقامروا بما يملكون من أجل أن يكونوا شاهدين على أهم انتصار في تاريخ فريقهم أو أقسى هزيمة له، كذلك استغلّ أبرز نجوم المستديرة إقامة هذا الحدث في القارّة العجوز وحضروا اللقاء، وأبرزهم ميسي وغريزمان وديبالا وبونوتشي ودييغو سيميوني.

دخل لاعبو الفريقين أرض الملعب وكأنهم يُساقون إلى حبل المشنقة، فبانت على وجوههم مخاوف الهزيمة أكثر من التوق لتحقيق الانتصار التاريخي، وكان الزحام شديداً في خطّ وسط الميدان، وتفوّق بوكا جونيورز نسبياً على خصمه في هذا الشوط وأهدر فرصتين ثمينتين غبر بابلو بيريز، ومع نهاية الشوط الأول نجح البوكا في التقدّم بنتيجة المباراة عبر داريو بينديتو الذي استغلّ هجمة مرتدّة قادها كريستيان بافون وانفرد بحارس المرمى وأودع الكرة في الشباك.

اقرأ/ي أيضًا: السوبر كلاسيكو.. زعامة أمريكا الجنوبية بين ريفربلايت وبوكا جونيورز

وفي الشوط الثاني تفوّق الريفر بالأداء وسيطر على مجريات المباراة سعياً لتعديل النتيجة، وأثمر ضغطه الكثيف عن هدف جميل للغاية في الدقيقة 67، عندما أدى الفريق عملاً جماعياً ختمه لوكاس براتو في شباك البوكا، وهنا ضغط الأخير في سبيل إعادة تفوّقه في المباراة دون جدوى، عندها لجأ الفريقان لتمديد المباراة، والتي تلقّى فيها البوكا صفعة قوية بطرد لاعبه ويلمار باريوس بالدقيقة الثانية من الشوط الإضافي الأوّل، ما عنى أنّه سيخوض 30 دقيقة ناقص الصفوف.

بان على لاعبي البوكا الإرهاق بسبب النقص العددي، لكنّهم صمدوا حتّى نهاية الشوط الإضافي الأوّل، استغلّ الريفر ذلك أحسن استغلال، ومن تسديدة قويّة نجح خوان كينتيرو في تسجيل هدف التقدّم بكرة قويّة ارتطمت بالعارضة وهزّت الشباك في الدقيقة 108. وزاد من محنة البوكا تعرّض لاعبه فيرناندو غاغو لإصابة في أوتار الركبة أبعدته عن اللقاء، ما يعني أن الفريق سيكمل المباراة بتسعة لاعبين مقابل 11 بسبب استنفاده لعدد التبديلات المسموح بها، ورغم كلّ ذلك ضغط البوكا بشكل جنوني لتعديل النتيجة، وكاد أن يحيل اللقاء إلى ركلات الترجيح بهدف قاتل في اللحظات الأخيرة، لكنّ تسديدة ليوناردو يارا ارتطمت بالقائم في الدقيقة الأخيرة من المباراة. ومع حيازة البوكا على ركلة ركنيّة في الوقت بدل الضائع تقدّم الحارس إستيبان آندرادا لمساندة رفاقه دون إعطاء أي أهمّية لمرماه، فإن فشل فريقه في تسجيل هدف التعادل لن يفيده عدم تلقّي مرماه هدفاً ثالثاً في أيّ شيء، فشل الفريق في ترجمة الركلة الركنية وانطلق الريفر بهجمة مرتدّة، وركض غونزالو مارتينيز من منتصف الملعب وهو منفرد بالمرمى الخالي مودعاً هدف فريقه الثالث، ومنهياً اللقاء لصالح فريقه.

بذلك حجز ريفر بليت مقعده في كأس العالم للأندية التي ستقام في أبوظبي الشهر الجاري، ممثلاً قارّة أمريكا الجنوبية، وانضم إلى ريال مدريد الإسباني (بطل أوروبا)، وكاشيما أنتلرز (بطل آسيا)، والترجي التونسي (بطل أفريقيا)، وتشيفاز جوادالاخارا المكسيكي (بطل الكونكاكاف)، وويلينجتون (بطل أوقيانوسيا) والعين الإماراتي، بصفته مستضيف للبطولة بعد التتويج بلقب الدوري المحلي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

صفعة الكاميرون لمارادونا في كأس العالم 1990.. وتغيير قوانين الكرة بسبب مصر!
الجميع يبكي الأرجنتين في كأس العالم 2002