19-مايو-2018

هدف الفوز للكاميرون على الأرجنتين في افتتاح النسخة الرابعة عشر من كأس العالم إيطاليا 1990 (Getty)

حظيت إيطاليا بشرف تنظيم النسخة الرابعة عشر من كأس العالم 1990 بعد منافسة مع الاتحاد السوفييتي. إذ حازت إيطاليا في اجتماع الفيفا الذي جرى سنة 1984 على 11 صوتاً، مقابل 5 للسوفييت، وكان خيار الفيفا موفّقاً للغاية بسبب ظروف الاتحاد السوفييتي السياسية والاقتصادية التي أدّت لانهياره بعد عام من البطولة. فيما أصبحت إيطاليا ثاني دولة بعد المكسيك تنظّم البطولة للمرة الثانية بتاريخها. وهنا تنبّأ الجميع بنجاح النسخة الرابعة عشر التي تضم البلاد الحاضنة لها أقوى دوري محلّي في تلك الفترة، فالدوري الإيطالي يلعب به أكثر نجوم الكرة بريقاً في العالم أمثال لوثر ماتيوس ومارادونا ورودي فولر وماركو فان باستن.

مدرب الأرجنتين 1990: اتصل بي الجميع ليرشدني بما علي أن أقوم به، هاتفني الرئيس كارلوس منعم واثنين من الرؤساء السابقين، وكذلك زعيم المعارضة

شهدت تصفيات البطولة مفاجأة كبرى تمثّلت بفشل فرنسا بلوغ النهائيّات. كما تمّ حرمان المكسيك وتشيلي من المشاركة في البطولة بسبب غشّ الأولى عندما أشركت لاعبًا كبيرًا في العمر ضمن بطولة متخصصة بفئات الصغار. كما جنى حارس تشيلي على فريقه عندما ادّعى إصابته بالمفرقعات النارية في مباراة البرازيل، لكنّ ادعاءه فُضح عندما شاهد الفيفا مقطع فيديو أثبت كذبه، فقرر الأخير حرمان تشيلي من كأس العالم لمرّتين 1990و1994.
وتأهّلت مصر للمرة الثانية في تاريخها إلى النهائيّات بعد غياب دام 66 عامًا، بينما حضرت الإمارات وجمهورية إيرلندا وكوستاريكا العرس الكروي لأول مرة في تاريخ البطولة.

لم يختلف نظام البطولة عن النسخة السابقة 1986، إذ تم تقسيم الفرق الـ24 المشاركة إلى 6 مجموعات يتأهل أول اثنين منها إلى دور الـ16، إضافة إلى أفضل 4 حصلوا على المركز الثالث، حيث تلعب الفرق فيما بينها بنظام خروج المغلوب في الأدوار المتقدّمة.

جمع اللقاء الافتتاحي  في ملعب سان سيرو الأرجنتين بطلة النسخة السابقة مع الكاميرون، قبل المباراة ذهب لاعبوا الكاميرون إلى قاعة الإحماء، فوصل بعدهم مارادونا ورفاقه، ووفقاً لرواية حارس الكاميرون توماس نكونو "بدأوا ينهروننا وطلبوا منّا الرحيل، وبدأوا بالغناء، لكنّنا غنّينا بصوت أعلى من صوتهم، ففضّلوا حينها ترك الصالة، أعتقد أننا تفوّقنا عليهم ذهنيّاً من تلك اللحظة".

شجّع أغلب جماهير سان سيرو فريق الكاميرون في هذه المباراة، لأن نجم الأرجنتين مارادونا حرم فريقهم إي سي ميلان من إحراز لقب الدوري الإيطالي لصالح نابّولي قبل كأس العالم بأسابيع، وحققت الكاميرون في هذا اللقاء المفاجأة الكبرى عندما غلبت الأرجنتين بهدف، خسارةٌ قلبت حسابات المدرب الخاسر كارلوس بيلاردو وأثّرت بعموم الشعب الأرجنتيني، يقول بيلاردو "بعد الخسارة أمام الكاميرون اتصل بي الجميع ليرشدني بما علي أن أقوم به، هاتفني الرئيس كارلوس منعم واثنين من الرؤساء السابقين، وكذلك زعيم المعارضة".

فازت الأرجنتين على الاتحاد السوفييتي وتعادلت مع رومانيا التي خسرت مع الكاميرون، وبذلك تأهلت الكاميرون إلى دور الستة عشر رغم خسارتها القاسية أمام السوفييت 4-0، ورافقها الأرجنتين ورومانيا التي فازت على السوفييت.
وحقق أصحاب الأرض العلامة الكاملة في مجموعتهم التي ضمّت الولايات المتحدة وتشيكوسلوفاكيا والنمسا، ورافق الآزوري إلى دور الـ16 تشيكوسلوفاكيا الفائزة على الولايات المتحدة والنمسا، كذلك فعلت البرازيل في المجموعة الثالثة وغلبت السويد وكوستاريكا واسكتلندا، ورافقها إلى الدور التالي كوستاريكا مستفيدة من فوزين، ولم ينفع اسكتلندا فوزها على السويد، فخرجتا معاً من البطولة.

مدرب آيرلندا 1990: لقد كرهت كرة القدم بسبب هذا الأسلوب الدفاعي العقيم الذي لجأ له المصريّون 

كانت ألمانيا أبرز المرشّحين لنيل اللقب، فأراد فريق المانشافت الاحتفال بانهيار جدار برلين بطريقة مميزة، فلا يوجد أفضل من التتويج بكأس العالم لتحقيق ذلك.

بدأ زملاء لوثر ماتيوس عروضهم القوية بالدور الأول بانتصار كاسح على يوغوسلافيا 4-1، وأتبعوه بفوز أكبر على الإمارات 5-1، فيما اكتفى الألمان بنقطة في الجولة الأخيرة أمام كولومبيا، هذه الأخيرة فازت على الإمارات وخسرت أمام يوغوسلافيا، فلحقت بألمانيا ويوغوسلافيا إلى الدور التالي، بينما خرجت الإمارات بثلاث هزائم و 11 هدفاً هزّوا شباكها.

تأهّل عن المجموعة الخامسة إسبانيا والأوروغواي وبلجيكا إلى دور الـ16، حيث تعادل الإسبان مع الأوروغواي وفازوا على بلجيكا، كما تغلّبت الأخيرة على الفريق اللاتيني، في وقت تخطّى به الجميع كوريا الجنوبية، وبذلك خرج الفريقان الآسيويان -الإمارات وكوريا الجنوبية-  من البطولة دون تحقيق أي نقطة.
انتهت 5 من المباريات الست في المجموعة السادسة بالتعادل، وحققت إنجلترا الفوز الوحيد بالمجموعة على حساب مصر، وبالتالي تأهّل لدور الـ 16 كلّاً من هولندا وإيرلندا وإنجلترا، فيما ودّعت مصر البطولة بتعادلين مع هولندا وإيرلندا، وتعتبر مباراة إيرلندا ومصر هذه من أكثر اللقاءات مللاً في تاريخ كرة القدم، حيث تفنّن لاعبو مصر بتضييع الوقت عن طريق إعادة الكرة للحارس أحمد شوبير، والذي بدوره يمسكها بيده ويرسلها لمدافع آخر، والأخير بالطبع سيعيدها إليه.

تكرّرت حادثة إعادة الكرة للحارس في مباراة مصر وإيرلندا أكثر من 30 مرّة، ما أثار حفيظة مدرّب إيرلندا الإنجليزي جاك تشارلتون، إذ قال عقب المباراة "لقد كرهت كرة القدم بسبب هذا الأسلوب الدفاعي العقيم الذي لجأ له المصريّون"، ما حدا بالاتحاد الدولي لكرة القدم تعديل قوانين اللعبة، فلا يجوز للحارس الإمساك بالكرة إن أتت من زميله.
شهد دور المجموعات مفاجأتين سارّتين هما كوستاريكا والكاميرون، واتّسمت البطولة بشكل عام بالأداء الرديء، فهي وفق الكثيرين من أكثر البطولات مللاً على الإطلاق بسبب قلّة عدد الأهداف المسجّلة، كان هذا التقييم بعد انتهاء دور المجموعات، ولكن حرارة البطولة سترتفع بشدّة في الأدوار القادمة..