03-أكتوبر-2019

من مشاركات المدونين (تويتر)

بعد أكثر من عامين على قرار الحكومة الموريتانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، أطلق مدونون موريتانيون حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإعادة العلاقات، تحت وسم "#موريتانيا_قطر".

أطلق موريتانيون حملة على السوشيال ميديا تحت وسم "#موريتانيا_قطر" تهدف إلى الضغط على النظام لاستعادة العلاقات مع دولة قطر

وكانت الحكومة الموريتانية قد أعلنت قد علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، في السادس من حزيران/يونيو 2017، على إثر الحملة التي بدأتها السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر، وما استتبعها من حصار لدولة قطر.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا قطعت موريتانيا علاقاتها بقطر من أجل السعودية؟.. ويكيليكس تجيبك

وتهدف الحملة المورتانية إلى الضغط على الحكومة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع قطر لسابق عهدها، وطي صفحة القطيعة، لجملة أسبابها يوردها المدونون، أبرزها: احترام تقاليد الدبلوماسية الموريتانية التي تأسست على تجنب التخندق ضمن سياسات المحاور في غير القضايا الجامعة كالقضية الفلسطينية.

ومن الأسباب الدافعة وراء الحملة، الحفاظ على المصالح الاقتصادية والتنموية لموريتانيا، خاصة في ظل وجود جالية موريتانية معتبرة العدد في دولة قطر، فضلًا عن الشراكة الاقتصادية بين البلدين، التي هددتها القطيعة الدبلوماسية.

#موريتانيا_قطر

انتشر الوسم بداية على موقع تويتر، قبل أن ينتقل تداوله على صفحات فيسبوك، الذي يعتبر الوجهة المفضلة للتدوين في موريتانيا.

موريتانيا قطر

وعلى فيسبوك، وعقب انطلاق الحملة، أنشئت صفحات باسم "موريتانيا قطر"، تهدف الترويج للحملة وعدم استعادة العلاقات مع "الشقيقة العربية"، بعد أن نجحت الحملة بالوسم في اجتذاب قطاع كبير من الموريتانيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

سياق سياسي للحملة

وجاءت الحملة بعد انتخابات رئاسية في البلاد، أدت لمغادرة الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز من الرئاسة، بعد فوز محمد ولد الغزواني. وكان ولد عبد العزيز هو الذي اتخذ قرار قطع العلاقات مع قطر، وظلّ مُصرّا على هذا الموقف حتى آخر يوم في حكمه.

ويؤكد المدونون الموريتانيون على أن قرار قطع العلاقات كان خطأً سياسيًا، فقد أدى إلى رهن القرار السياسي لأطراف خارجية، والإضرار بالصورة الدبلوماسية للبلاد، وتعريض مصالحها الاقتصادية للخطر مع واحدة من أغنى دول المنطقة.

موريتانيا قطر

يُذكر أن الخارجية الموريتانية اكتفت في إعلان قرار قطع العلاقات مع دولة قطر، ببيان مقتضب اتهمت فيه قطر بـ"تقويض العمل العربي المشترك، ودعم الإرهاب، وترويج الأفكار المتطرفة ودعم القلاقل في البلدان العربية"، وهي نفسها التهم التي روّجتها دول الحصار لتبرير مقاطعتها.

موريتانيا قطر

وكان قرار قطع العلاقات دافعًا لتساؤل الشارع الموريتاني عن جدية المبررات التي أرفقتها الخارجية مع بيان إعلان المقاطعة، إذ يرى قطاع كبير من الموريتانيين أن الدوافع الحقيقية تتعلق بضغوطات سياسية من السعودية والإمارات بالتوازي مع انحياز النظام الموريتاني آنذاك للمحور السعودي الإماراتي، كما بدا واضحًا في عدد من الملفات.

دعوة متكررة

ولا تعد هذه الدعوة لإعادة العلاقات مع قطر، الأولى من نوعها في موريتانيا، فقد سبقتها فعاليات افتراضية وعلى أرض الواقع، لإعادة العلاقات لسابق عهدها مع دولة قطر، غير أن الحملة الأخيرة تأتي في سياق مختلف، بعد وصول رئيس جديد لسدة الحكم، يأمل موريتانيون أن يتبنى سياسات مختلفة عن ولد عبدالعزيز.

موريتانيا قطر

ورغم أن معظم التحليلات تربط وصول ولد الغزواني للسدة الحكم، بعلاقته الوثيقة بولد عبدالعزيز، ما يعني بالنسبة لها، استمراره على نهج سلفه، إلا أن مجموعة من الخطوات التي أقدم عليها ولد الغزواني تعطي انطباعًا مختلفًا.

ومن الخطوات التي يرى موريتانيون أنها قد تكون مبشرة بعهد جديد، انفتاح ولد الغزواني على المعارضة، وإعلانه الاستعداد للجلوس معها على طاولة المفاوضات، ومراجعة بعض القرارات التي اتخذها سلفه على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

موريتانيا قطر

 لذا، يأمل موريتانيون أن يكون عهد الغزواني بادرة لاتخاذ النظام السياسي مواقف خارجية مغايرة، على رأسها استعادة العلاقات مع قطر، خاصة وأن أطرافًا عديدة من الطيف السياسي اعتبرت أن قرار قطع العلاقات غير مبرر سياسيًا، كما أن دولًا عربية وأفريقية راجعت موقفها من الأزمة الخليجية، لعل أهمها بالنسبة لموريتانيا هي السنغال.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

مغردون يرفضون قطع العلاقات مع قطر.. استهجان القرار وانتباه لبهجة إسرائيل به

وثائقي "لعبة الحصار".. أسباب حصار قطر وتفاصيل مخطط الغزو العسكري