03-فبراير-2022

من مواجهة الفريقين في نهائي كان 2017 (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تتجه أنظار عشاق الكرة بالقارة السمراء مساء اليوم الخميس، صوب ملعب أولمبي بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، والذي يحتضن قمة مباريات نصف نهائي كأس أمم أفريقيا، بين الفراعنة والأسود غير المروضة الكاميرونية، في لقاء يطمح فيه زملاء صلاح للثأر من هزيمة نهائي 2017 والصعود للنهائي العاشر، بينما يسعى أصحاب الأرض للعبور للنهائي الثامن لهم والاقتراب أكثر من اللقب السادس.

تاريخ المواجهات:

تواجه المنتخب المصري مع نظيره الكاميروني في 27 مناسبة بين رسمية وودية، كانت الغلبة فيها للفراعنة حيث انتصروا في 15 مواجهة، بينما فازت الكاميرون في ستة مناسبات، وحسمت نتيجة التعادل ستة مباريات، وعلى صعيد الكأس الإفريقية دارت بينهم عشر لقاءات تفوقت مصر في خمس منها، وانتصرت الكاميرون في أربع، وتعادلا في لقاء وحيد.

"كلما زادت قيمة المنافس، زاد أداء اللاعبين، وكلما تعقدت الأمور أكثر، ازداد مجهود اللاعبين"، كان هذا تصريح المشجع المصري وكأنه يلخص وضع الفراعنة بالمسابقة حتى الآن، بعد دور أول باهت لم يتوقع أشد المتفائلين أن يصل رفاق صلاح للمربع الذهبي، سيما وأن طريق المصريين لدور النصف نهائي لم يكن معبداً بالورود، بل كان مليئاً بالصِعاب، لكن رد اللاعبين كان دائماً على قدر الصعاب، فاستطاع الإطار الفني أن يُخرج من اللاعبين روح المجموعة وأن يتدارك أخطاءه مباراة تلو الأخرى.

 بعد صعود ملحمي بالدور الثمن نهائي بركلات الترجيح على منتخب ساحل العاج، عاد المنتخب المصري لملاقاة عملاق أخر في الدور ربع نهائي حينما اصطدم بأسود الأطلس المغربية، ليظهر أشبال كيروش روحٍ قتالية عالية ويحسموا الموقف بالوقت الإضافي، ويدخل المنتخب الصري مواجهة النصف نهائي للمرة 16 في تاريخه كأكثر منتخبات القارة ظهوراً بالمربع الذهبي.

 يتحصن الفراعنة في مواجهة الكاميرون بسجل تاريخي، حيث يعود أخر انسحاب لهم من الدور قبل النهائي لعام 1984، وإن كان المنتخب المصري سيعاني في مباراة اليوم من غياب عدة ركائز على غرار حارس المرمى محمد الشناوي، وصخرة الدفاع أحمد حجازي الذي أصيب بالعضلة الضامة بالمباراة الأخيرة، هذا بالإضافة إلى حمدي فتحي وأكرم توفيق.

كيروش لا يرى أن هذه أسباب قد تضعف حظوظ الفراعنة،  بل يعتقد أن المجموعة قادرة على تعويض الغيابات فقال "لدينا إصابات وغيابات كثيرة، ولكننا سنتعامل معها، وثقتي بلا حدود باللاعبين الذين سيخوضون المباراة، ونسعى للفوز من دون شك والتأهل لنهائي البطولة رغم صعوبة المباراة وقوة المنافس"، وفي سؤاله حول مدى خشيته من القوة الهجومية للمنتخب الكاميروني التي قد ترجح كفتهم أجاب المدرب البرتغالي "نحترم كل المنافسين، ولا نخشى أحدًا، ولا يوجد مكان للخوف في كرة القدم"، وتعول الجماهير المصرية كثيراً على نجمها محمد صلاح لقيادتهم نحو النهائي العاشر بتاريخهم، والاقتراب أكثر من تعزيز الرقم القياسي بالكأس الثامنة.

على المقلب الأخر، وخلافاً للمنتخب المصري فإن مشوار المنتخب الكاميروني نحو الدور نصف النهائي لم يكن صعباً، حيث تمكن من تصدر مجموعته التي ضمت كل من بوركينا فاسو والرأس الأخضر والمنتخب الأثيوبي، وذلك بفوزين على منتخبي بوركينا فاسو واثيوبيا وتعادل مع الرأس الأخضر، وبالدور الستة عشر تمكن من الفوز على منتخب جزر القمر بهدفين لهدف، قبل أن يقصي مفاجأة الدورة المنتخب الغامبي بدور الثمانية بفوزه عليه بثنائية نظيفة.

 وإن كان المنتخب الكاميروني لم يواجه لحد الأن منتخباً من الصنف الأول، إلا أنه يبقى المنتخب الوحيد بجانب المنتخب السنغالي الذي لم يتعرض لأية خسارة، وتعد مواجهة الفراعنة أول امتحان جدي لكتيبة توني كونسيساو، هذا الأخير الذي أبدى في المؤتمر الصحفي احتراماً كبيراً للمنتخب المصري معتبراً اياهُ أنجح منتخب داخل القارة.

حينما قال مدرب الكاميرون "مصر من أنجح الفرق في قارة إفريقيا ولديها تاريخ كبير في البطولة ودائما تسعى للفوز ولكن لدينا طموح بوقف تلك السيطرة"، لكنه أوضح في الوقت ذاته بأنهم درسوا أسلوب لعب الفراعنة جيداً، وأن طريقتهم الجماعية في اللعب تقلق أية خصم ولكنه لديه الحلول لمجابهتها، عندما قال "نعلم نقاط القوة والضعف في منتخب مصر ولكن ما يقلقني منهم هو أنهم منتخب جماعي ويقدم كرة قدم جماعية، ولكن سنسعى للظهور بشكل جيد والوصول للنهائي".

 يعول كونسيساو للإطاحة بأحفاد الفراعنة على خط هجومه الناري بقيادة فانسونت أبوبكر هداف البطولة بستة أهداف، والجناح الأيسر المتألق لليون الفرنسي إيكامبي الذي سجل خمس أهداف كثاني أفضل هدافي البطولة، ويعد الثنائي أبوبكر وإيكامبي من أفضل الثنائيات الهجومية تهديفاً بتاريخ المسابقة بتسجيلهم 11 هدفاً فيما بينهم، كما تعد الجهة اليمنى من أبرز نقاط تألق الأسود غير المروضة حيث تمكّن الجناح الطائر فاي من صناعة ثلاثة أهداف كاملة عبر انطلاقاته على الطرف الأيمن.

 كذلك يعوّل كونسيساو وأشباله كثيراً على أسبقية الميدان، وخاصة الدعم الجماهير بعودتهم لادوالا، حيث قال المدرب البرتغالي "اللعب في دوالا مختلف لأننا نشعر بحب الجماهير المتحمس الذي يعشق كرة القدم ولأنهم يدعموننا من أول دقيقة لأخر دقيقة"، جدير بالذكر أن المنتخب الكاميروني يخوض تاسع نصف نهائي له حيث تمكن في سبع مرات العبور للنهائي فيما فشل مرة واحدة في ذلك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في لقاء مثير.. مصر تتفوّق على المغرب وتبلغ نصف نهائي كأس أمم أفريقيا

ضربت موعدًا تاريخيًا مع المغرب.. مصر تطيح بساحل العاج خارج كأس أمم أفريقيا