29-أغسطس-2023
فاغنر روسيا

يعدّ أندريه تروشيف مرشح الكرملين المفضل لقيادة فاغنر (ألترا صوت)

تداولت وسائل إعلام غربية وروسية أربعة أسماء محتملة لخلافة يفغيني بريغوجين في قيادة مجموعة فاغنر العسكرية، والأربعة المعنيون هم تاجر الأسلحة المعروف فيكتور بوت الملقب بـ"تاجر الموت"، والمقدم السابق في وزارة الشؤون الداخلية الروسية أندريه تروشيف، والضابط الروسي المتقاعد كونستانتين بيكالوف وأنطون يليزاروف وهو أحد قادة فاغنر وجندي سابق في الجيش الروسي. 

ومن المنتظر أن يقع اختيار بوتين على أحد هؤلاء الأربعة لقيادة مجموعة فاغنر التي تُعدّ شبكة عالمية كبيرة ترعى عددًا كبيرًا من المرتزقة المسلحين والاستثمارات في بلدان مختلفة، ما جعلها تتبوّأ أهمية استراتيجية لدى صانع القرار الروسي الذي لن يفرط فيها بعد مقتل زعيمها السابق يفغيني بريغوجين في تحطم طائرة خاصة رفقة تسعة آخرين بينهم ساعده الأيمن ديمتري أوتكين. وإن كان الكريملن يعدّ لمرحلة جديدة في إدارة هذه المجموعة تجنبًا لسيناريو تمردها من جديد.

الأسماء المطروحة كلها، أمّا مقربة من الرئيس الروسي بوتين، أو لم تساهم في أي مواجهة معه

أندريه تروشيف

يعدّ أندريه تروشيف مرشح الكرملين المفضل لقيادة فاغنر حسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. فهو قائد متقاعد من الجيش الروسي برتبة عقيد، ويعد حاليًا من القياديين في مجموعة فاغنر.

وتشير المعطيات المتوفرة حوله إلى أنه في بداية عقده السادس ومن مواليد سان بطرسبرغ، كما يحمل وسام بطل الاتحاد الروسي الذي حصل عليه حسب رويترز "بسبب مشاركته في اقتحام مدينة تدمر السورية التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش".

وتزعم صحيفة كومرسانت الروسية، أن تروشيف كان من بين الحاضرين في اجتماع في الكرملين مع الرئيس بوتين وبعض من قادة فاغنر، بعد خمسة أيام من التمرد الفاشل الذي قاده بريغوجين. في إشارة إلى رفضه التمرد الذي قاده بريغوجين ضد الجيش والإدارة الروسية أواخر تموز/يوليو الماضي.

وفي هذا اللقاء تقول الصحيفة الروسية إن بوتين أثنى على تروشيف، قائلًا "إن تروشيف يمكن أن يكون قائد فاغنر، وهو أصلًا قائدهم الحقيقي".

getty

مع الإشارة إلى أن تروشيف كان أحد مؤسسي مجموعة فاغنر، إلا أنه ظل وفيًا لقيادته العسكرية في موسكو، "وخدم مصالحها من خلال إشرافه على العمليات اللوجستية لفاغنر في روسيا، في وقت، كان الكرملين فيه لا يزال ينكر ارتباطه بالمجموعة التي كانت تقاتل لمصلحة روسيا في سوريا وليبيا ومالي وبوركينا فاسو".

يشار إلى أنّ تروشيف خضع لعقوبات من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا أواخر عام 2021 بسبب الدور الذي لعبه ضمن قوات فاغنر في سوريا.

حيث يتهم بأنه شارك "بشكل مباشر في العمليات العسكرية لمجموعة فاغنر في سوريا وبالخصوص في منطقة دير الزور". وأشارت وثيقة العقوبات إليه بوصفه المدير التنفيذي لمجموعة فاغنر الروسية.

لكن ترشيح تروشيف يواجه صعوبات، لعلّ أبرزها اتهامه من طرف أوساط كثيرة في فاغنر بخيانة بريغوجين، حيث كان تروشيف حريصًا، حسب هؤلاء، على "إبرام صفقة مع وزارة الدفاع".

فيكتور بوت

هو تاجر أسلحة روسي معروف، اعتقل في الولايات المتحدة مدة 12 عامًا، عند تسليمه من تايلاند التي قضى في سجونها عامين، وأطلق سراحه نهاية عام 2022 ضمن صفقة تبادل للسجناء بين واشنطن وموسكو.

واشتهرب بوت المولد عام 1967 في طاجيكستان، بتوريد الأسلحة نحو الدول الخاضعة لحظر بيع الأسلحة من الأمم المتحدة، وكانت الدول الأفريقية هي مجال نشاطه الرئيسي حيث كان يشتري الأسلحة من بلغاريا وسلوفاكيا وأوكرانيا لتهريبها إلى أفريقيا.

getty

وتداولت وسائل إعلام روسية اسم بوت كمرشح محتمل لقيادة فاغنر هذا الأسبوع، خاصة أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع بعض القادة في أفريقيا، ونشط منذ خروجه من السجن في إعادة بناء تلك العلاقات.

وحضر بوت القمة الروسية الأفريقية التي عقدت نهاية تموز/يوليو الماضي في سان بطرسبورغ، كما أنه كان صديقًا لبريغوجين الذي مدحه في تسجيل صوتي على تليغرام بالقول: "أعتقد أن بوت يمكنه القيام بعمل هائل من أجل مستقبل روسيا".

كونستانتين بيكالوف

هو الآخر مرشح محتمل لقيادة فاغنر، وهو ضابط متقاعد، ويُعد من قيادات فاغنر في أفريقيا حيث كان ساعد بريغوجين الأيمن في جمهورية أفريقيا الوسطى ورئيس عمليات فاغنر فيها، كما كان يمثل حلقة وصل بين فاغنر في أفريقيا ووزارة الدفاع الروسية.

getty

وقد أسس بيكالوف مع سيرجي أكسيونوف، رئيس جزيرة القرم الأوكرانية المعين من قبل موسكو، مطلع العام الجاري مليشيا جديدة بصفة شركة "أمنية خاصة" تحمل اسم "كونفوي". يشار إلى أنّ بيكالوف يخضع هو الآخر لعقوبات بريطانية.

أنطون يليزاروف 

من بين الأسماء المرشحة لقيادة فاغنر، وهو من مواليد عام 1981، ويُعدّ أحد القياديين الشباب في فاغنر، وكان جنديًا سابقًا في الجيش الروسي قبل أن يطرد منه بسبب قضية مالية.

تنسب إليه عدة مصادر أدوارًا رئيسية في نجاحات فاغنر في أوكرانيا، وخاصة في جبهة سوليدار وباخموت. كما تشير المعلومات إلى مشاركته في عمليات فاغنر في كل من سوريا وليبيا وأفريقيا الوسطى.

getty

وطرح اسمه الأيام الماضية كقائد محتمل لفاغنر خلفا لبريغوجين، خاصة أنه حصل على وسام "بطل الاتحاد الروسي" وتقول بعض المصادر إنه ساهم في تطوير برامج التدريب لمقاتلي فاغنر.

يذكر أن يليزاروف تم وضع اسمه في شباط/فبراير 2023 على قائمة العقوبات الخاصة بالاتحاد الأوروبي.