04-فبراير-2018

جبر علوان/ العراق

حبر كثير

في فمي

وما من لسانٍ

للكلام

*

 

كان حريًا بكم

قبل أن تعطوهم الحبال

ليربطوا رقابهم في الشجر

أن تستمعوا

لأنين الرماد

في مواقدهم.

*

 

كل ما رجوته

قبل أن تمضي

أن تنظر في عيني

لترى الفؤوس

التي تحفر سراديبَ

في قلبي.

*

 

جثة أخرى

تسد باب عيني

صرتُ الآن مقبرة.

*

 

يُسكِنُ صرير الباب،

الزيت الذي ابتاعه

النجار

لكنه يصير دمعًا

كلما أنَّ الخشب

من فرط الحنين

لأمه الشجرة.

*

 

كلما صفعت الريح وجهه

صفرت الوحدة

في صدره.

 

*

 

بينها وبين البحر ذكرى

كلما ماج

طارت جثة طفلٍ

من صدرها.

*

 

لا تعرف

متى ماتت البلاد في قلبها

وكيف غدت المنافي

أوطانًا؟

*

 

في هجرنا للبلاد

يتهمنا العاملون على الحدود

بمحاولة التهريب؛

تتربع أجساد أمهاتنا

في جيوب قلوبنا.

*

 

تسقط حروف النداء

من فمي

كلما عبر اسمكَ

في خاطري.

*

 

إنهم يتساقطون

من ذاكرتي

واحدًا تلو الآخر

أولئك الذين

أسندت رؤوسهم

على كتف قلبي

فكسروه.

*

 

يسرقون أسرّتنا

وملابس زوجاتنا

أولئكَ

الذين بكينا

لمحرقتهم

في أفلام

هوليوود.

*

 

المقاعد:

وهم الفانين

بالخلود.

*

 

لا تطأ على قصفة سروٍ

إنه امرأةٌ

فقدت زوجها

في الحرب.

*

 

حين خرجوا

علقوا مفاتيح بيوتهم

في رقابهم

 

وقالوا: مسألة وقت

ومن يومها

يجرح الشوك

جسد الطريق

الذي أنَّ طويلًا

تحت خطواتهم.

 

*

أرقصُ

كما لو كنتُ المرأة الوحيدة بضفائر طويلة

تفردها لتبغِ شفتيكَ

كلّما لاحَ اسمكَ في البال

كامرأةٍ لها باعٌ طويلٌ في الحب

وتعرف كلَّ المداخل لقلوب الرجال

كما لو كنتُ أمًا لكلِّ الذين سرقتهم المنافي

ونبذتهم الأوطان

أرقصُ كما لو كنتُ الطفلة الأقرب لقلب أمي 

أرقصُ وأحسنُ الظنَّ بالوهم

كلّما نظرتُ لأقدامي المبتورة

من فرط التمني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

طريق جديد إلى البيت القديم

قبل المغيب وبعده